\r\n لقد تم رفض حرب بوش في انتصار للحزب الديمقراطي. واعتذر حلفاؤنا في الناتو عن إرسال المزيد من الجنود الى أفغانستان لمحاربة حركة طالبان التي انبعثت من جديد. وبعد أن أهانت مذكرة تسربت عن البيت الأبيض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ووصفته بأنه إما جاهل أو غير كفء، غاظ بوش برفض مشاركته وملك الأردن في حفل عشاء. \r\n \r\n في الصومال يمضي اتحاد المحاكم الاسلامية في تعزيز السيطرة. وفي البحرين، أسفرت الانتخابات عن انتصارات أصولية في 16 من 17 من المناطق الانتخابية المتنافس عليها. واندحر اللبراليون والنساء، حيث هزمت 17 من 18 من المرشحات. وكانت الفائزة الوحيدة قد خاضت الانتخابات من دون معارضة. \r\n \r\n وقد حذر العاهل الأردني الملك عبدالله من احتمال نشوب ثلاث حروب في آن واحد في لبنان، وفلسطين، والعراق. ولم يتطرق الملك الى ذكر الحرب الدائرة في أفغانستان منذ خمس سنوات، حيث بلغت صادرات الأفيون رقماً قياسياً، وحيث تقوم القوات البريطانية، جرياً على عادة باكستان، بعقد هدنات محلية مع حركة طالبان. \r\n \r\n وفي لبنان يطالب حزب الله الحكومة بأن تتنازل له عن حق الفيتو، وإلاّ أسقط النظام بذلك النوع من النزول الى الشارع الذي اتبعه ربائبنا في بيروت، وبلغراد، وكييف، وتبليسي. \r\n \r\n ويجري تحريك القوات الأمريكية الى داخل العاصمة من أجل ما يبدو أنه معركة بغداد الأخيرة لمنع الاستيلاء عليها من قبل جيش المهدي بزعامة مقتدى الصدر، عدونا القديم، والذي يقال الآن أنه أقوى الشخصيات وأكثرها شعبية في المحافظات الشيعية جنوب العاصمة، التي سيغادرها أبناء عمنا البريطانيون عما قريب. \r\n \r\n وليس اجتماع بوش مع عبدالعزيز الحكيم، رجل الدين الشيعي الذي يقود المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق، والذي يدير فيالق بدر، غير ذي صلة بصعود نجمِ منافسِ الحكيم اللدود، مقتدى الصدر. وقد تشهد بغداد في القريب العاجل اهتزازات عنيفة. \r\n \r\n وأدى حصار "اسرائيل" الاقتصادي المضروب على حركة حماس، في أعقاب فوز الأخيرة في الانتخابات، الى انهمار الصواريخ على المستعمرات "الاسرائيلية" شمال غزة، والى عودة تدخل دامية للقوات "الاسرائيلية". وحرب ايهود اولمرت لسحق حزب الله، انتهت بسحق لبنان، وانتصار معنوي لحزب الله، الذي صمد خمسة أسابيع للغارات الجوية والغزو "الاسرائيلي" السقيم. \r\n \r\n وعلى الصعيد الدبلوماسي، لم يسبق لأمريكا أن كانت أضعف من الآن في الشرق الأوسط، ولم يسبق ل"اسرائيل" أن كانت محارَبةً بالقدر الذي تحارَب به الآن، ولم يكن محور حزب الله - سوريا - ايران، أقوى مما هو عليه اليوم. \r\n \r\n ولا تحمل الاتجاهات الحالية أي بوادر أمل. ولم يسبق لحربيْ أفغانستان والعراق اللتين شنهما بوش، أن بدا مؤكداً أنهما ستنتهيان \r\n \r\n بهزيمة الولاياتالمتحدة، كما يبدو مؤكداً الآن. \r\n \r\n إن أمريكا تفشل في الشرق الأوسط، لأن زعماءنا من كلا الحزبين لن ينظروا الى المنطقة من خلال عيون العرب. وما رأى بوش أنه تحرير مجيد للعراق، رآه العرب غزواً. وبينما يرى بوش في "اسرائيل" نموذجاً للديمقراطية، يرى العرب فيها عميلاً مدللاً للامبريالية الأمريكية، يضطهد الشعب الفلسطيني ويسلبه ممتلكاته. \r\n \r\n "لمدة ستين عاماً، سعت بلادي، الولاياتالمتحدة، لتحقيق الاستقرار على حساب الديمقراطية في الشرق الأوسط، ولم نحقق أياً منهما. والآن نفكر بمسار مختلف. إننا نؤازر الطموحات الديمقراطية لجميع الشعوب". \r\n \r\n هذا ما أعلنته كوندوليزا رايس بغرور وعجرفة في القاهرة سنة 2005. \r\n \r\n ومنذ ذلك الوقت، قرّبت تلك الانتخابات التي طالبت بها رايس، الى السلطة، أو جلبت الى السلطة، الاخوان المسلمين في مصر، وحماس في فلسطين، وحزب الله في لبنان، والشيعة الراديكاليين في العراق، وأحمدي نجاد في ايران. \r\n \r\n ولكن، على الأقل، حلّ بوش ورايس، مشكلة الاستقرار. \r\n \r\n * سياسي ومؤلف وصحافي أمريكي، عمل مستشاراً رفيعاً لثلاثة من الرؤساء الأمريكيين: نيكسون، وفورد وريجان. سعى الى تزكية الحزب الجمهوري له، مرشحاً في الانتخابات الرئاسية سنتي 1992 و1996 \r\n