\r\n ويقول \"تري أوبيرنج الثالث\" مدير وكالة الدفاع الصاروخي: أنا لا أريد من كوريا الشمالية أن تقوم بإطلاق صواريخ ضدنا حتى أثبت جدارة هذا الصاروخ لأن ذلك لو حدث فسيكون في إطار مواجهة واقعية شاملة، وكل ما يمكنني قوله بشأن هذا الصاروخ هو إنه جيد لتحقيق الهدف الذي صمم من أجله\".. \r\n \r\n الولاياتالمتحدة أنفقت 43 مليون دولار في السنوات الخمس الماضية على نظام الدفاع الصاروخي وهو مشروع أدى إلى نتائج مختلطة. \r\n \r\n وكان الاختبار الأخير الذي بلغت تكلفته 80 مليون دولار قد بدأ عندما تم إطلاق صاروخ من جزيرة \"كودياك\" في \"آلاسكا\" في تمام الساعة: 10:23 بتوقيت المحيط الهادئ وبعد ذلك بست عشرة دقيقة تم إطلاق صاروخ من قاعدة \"فاندنبيرج\" الجوية في كاليفورنيا لاعتراض الصاروخ الأول (الهدف). \r\n \r\n وبعد انطلاقه بسبع دقائق قامت \"آلة التدمير\" المركبة على الصاروخ الدفاعي بالاصطدام بالرأس الحربي للصاروخ القادم وتدميره بحسب المسؤولين العسكريين. \r\n \r\n وكان هذا الاختبار هو الأول من نوعه الذي يتم فيه استخدام صاروخ معترض منطلق من قاعدة جوية تقع داخل الولاياتالمتحدة الأميركية. فالتجارب السابقة التي أجريت على هذا الصاروخ تم إطلاقها من جزر مارشال. وفي الاختبار الأخير تم استخدام نظام جديد للرادار توجد قاعدته في مدينة بييل –كاليفورنيا التي تقع على بعد 400 ميل من قاعدة فاندنبيرج التي انطلق منها الصاروخ. وهذا الرادار كما يقول المسؤولون العسكريون الأميركيون يقوم بتعقب الصواريخ التي يتم إطلاقها نحو الولاياتالمتحدة الأميركية، ثم القيام بعد ذلك بنقل المعلومات إلى الصاروخ المعترض وهو في منتصف رحلة طيرانه. \r\n \r\n وعندما سئل \"أوبيرنج\" بعد الاختبار عن الكيفية التي سيقوم بها العسكريون الأميركيون بتقييم فرص إسقاط صاروخ قادم من كوريا الشمالية قال إن المعلومات المتعلقة بالفرص والاحتمالات الدقيقة سرية، ولكنه عبر مع ذلك عن قدر محسوب من الثقة فيما يتعلق بذلك. \r\n \r\n وقال معلقاً على ذلك: \"أشعر بأننا أصبحنا أكثر أمناً الآن، كما أنني أصبحت أنام بشكل أفضل كثيراً من ذي قبل\"! \r\n \r\n وعلى الرغم من أن \"أوبيرنج\" وصف الاختبار بأنه \"واقعي\"، فإن المحللين العسكريين قالوا إن هذا الاختبار كان معيباً لأن الصاروخ الهدف لم يستخدم ما يعرف ب\"الإجراءات المضادة\" مثل استخدام مقذوف وهمي أو استخدام عدة رؤوس حربية بغرض تضليل آلية التدمير في الصاروخ المعترض. \r\n \r\n وحول هذه النقطة يرى \"ستيفن يونج\" المحلل العسكري: \"هذا النظام لا يمكن الاعتماد عليه في الواقع... وما تحقق هو أقصى ما يمكن لنظام الدفاع الصاروخي تحقيقه حتى اليوم، غير أنه يظل مع ذلك دون المعايير المطلوبة لمواجهة الاحتمالات الواقعية بكثير\". وقبل الاختبار حاول مسؤولو \"البنتاجون\" التحذير من المبالغة في التوقعات من خلال قولهم إن اعتراض رأس حربي وهمي ليس من الأهداف المتوخاة من هذا الاختبار. \r\n \r\n وقال مسؤولون في وزارة الدفاع ومصادر الصناعة العسكرية إن أكثر ما كان يهمهم بشأن هذا الاختبار هو معرفة الطريقة التي ستقوم بها آلية التدمير المُعاد تصميمها بالعمل. فهذه الآلية كما يقولون يفترض أن تقوم برصد الصاروخ القادم ثم المفاضلة بين ضرب الصاروخ المعزز للصاروخ المنطلق، وبين ضرب الرأس الحربي في هذا الصاروخ، وإنْ كان يتعين على تلك الآلية أن تناور وتضرب الرأس الحربي وتدمره في نهاية المطاف. \r\n \r\n وقد أدلى وزير الدفاع دونالد رامسفيلد بتصريح قال فيه إنه على الرغم من ثقته في وكالة الدفاع الصاروخي، فإنه كان يريد أن يرى بنفسه اختباراً يتم إجراؤه على النظام حيث يتم كما قال \"تجميع جميع القطع والأجزاء معاً\" وإن هذا \"هو ما تحقق بالفعل\". \r\n \r\n من جانبه فإن رامسفيلد سعيد بنتائج الاختبار، لكنه وعد بإخضاع النظام للمزيد من الفحوصات والاختبارات الصارمة التي سيبدأ أولها في شهر ديسمبر القادم، والمقرر أن يقوم فيه نظام الدفاع الصاروخي بإطاحة \"الصاروخ الهدف\" خارج المجال الجوي، كما ستتم فيه أيضاً إضافة أجزاء وهمية للصاروخ الهدف، وتزويده بنظام للإجراءات المضادة. \r\n \r\n ومن المعروف أن كوريا الشمالية التي لا تزال تقوم باختبار تقنيتها الصاروخية والتي تشير الاحتمالات إلى أنها تمتلك أسلحة نووية، تمثل التهديد الأساسي الذي يجب على منظومة الدفاع الصاروخي الأميركي مواجهته. أما الدول الأخرى الأكثر تقدماً في التقنية الصاروخية مثل روسيا والصين على سبيل المثال فيمكنها التغلب بسهولة على نظام الدفاع الصاروخي الأميركي بفضل مخزونها الضخم من الأسلحة. فالصاروخ الهدف الذي تم استخدامه في اختبار الجمعة الماضي مصمم كي يكون تقليداً للصواريخ الكورية الشمالية المتطورة نسبياً والتي تضم رأساً حربية واحدة. \r\n \r\n جوليان ئي. بارنز \r\n \r\n محررة الشؤون الخارجية في \"لوس أنجلوس تايمز\" \r\n \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"لوس أنجلوس تايمز وواشنطن بوست\" \r\n \r\n