والحجة في ذلك نبيلة كما قد يبدو وهي تحسين كفاءة الحرب على الارهاب العالمي.حيث يتم مطالبة روسيا بدعم مقترح اميركي باستخدام الصواريخ الباليستية عابرة القارات بحيث يتم استبدال رؤوسها الحربية النووية باخرى تقليدية لمهاجمة الارهابيين. \r\n وبشكل مهذب رفض ايفانوف التفاحة المعروضة قائلا ان :روسيا لديها تحفظات محددة بشأن هذه الخطط. \r\n وكان رامسفيلد محبطا لكنه لم يتخل عن امله في كسب موافقة موسكو.حيث ان الولاياتالمتحدة تدرس امكانية استبدال الرؤوس الحربية النووية للصواريخ الباليستية برؤوس حربية تقليدية وترغب في ان تعمل روسيا نفس الشيء حسبما ذكر رامسفيلد الذي اضاف بأن الحاجة لمثل هذه الصواريخ لمنع وقوع تهديد ارهابي يمكن ان تتعاظم خلال السنوات الخمس او العشر المقبلة. \r\n مع ذلك فان وزير الدفاع الاميركي لم يكن اول شخص يعبر عن هذه الفكرة التي سبق ان اقترحها اثنان من أسلافه هما هارولد براون وجيمس شيلسينغر.فقبل اشهر قليلة تحدثا بشكل مفصل عن مزايا هذه الخطة في الواشنطن بوست.حيث يمكن ان يكون كافيا جمع المعلومات الاستخباراتية عن معسكر ارهابي وتنسيقاته لتدميره خلال دقائق.ولن يكون هناك حاجة الى نشر راجمات قنابل او ارسال حاملات طائرات وغواصات لبلد اخر.فكل شيء يمكن ان يكون دقيق وسريع. واقترحا ان يتم اولا استبدال الرؤوس الحربية للصواريخ على الغواصات النووية تريدينت الثاني دي 5 المزوددة بآليات اطلاق متعددة بشكل مستقل. \r\n لماذا لم يستسلم ايفانوف للتفاحة المغوية ؟ربما لان العلاج يبدو انه اسوأ من المرض نفسه. \r\n اولا ان الرؤوس الحربية غير النووية التي يمكن اطلاقها بشكل مستقل هي افضل سبيل لاخفاء الرؤوس الحربية النووية.بمعنى اخر انه اذا اطلقت الولاياتالمتحدة او روسيا مثل هذه القذيفة فانه لا احد يمكن ان يعرف على وجه اليقين ما هو نوع الرأس الحربية-نووية او تقليدية-التي تحملها.ومن الصعب تخيل عواقب ذلك.وبالطبع فان موسكو وواشنطن اصبحتا اكثر تقاربا منذ نهاية الحرب الباردة لكنه ليس من الحكمة باي حال وضع هذه الثقة الجديدة لاختبارات قاسية.فبغض النظر عن ان الناس قد سأمت من الحروب فان المعدات الحربية يمكن ان تخطئ. فماذا لو ان قذيفة انحرفت عن مسارها واستهدفت مدينة روسية او اميركية ولايكون بالامكان تدميرها من الارض؟فهل يمكن ان تساعد التوضيحات والتبريرات الهاتفية على تدارك للخطأ؟ \r\n وهناك عدم قناعة أخرى بالصواريخ غير النووية هو انها لن تخضع لأعمال المراقبة المفروضة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية.فربما تعلن الولاياتالمتحدة ان عددا محددا من غواصاتها النووية مزودة برؤوس حربية تقليدية لكنه قد يكون من المستحيل التحقق من صحة هذا الكلام.فروسيا لن تكون متأكدة من انه بحلول 31 ديسمبر 2012 -عندما يجب الا يكون لدى الطرفين اكثر من 1700-2200 رأس حربية نووية منتشرة- سيكون لدى الولاياتالمتحدة بشكل حقيقي الكمية المحددة وانها لاتخفي ترسانة نووية اخرى بوصفها رؤوسا حربية تقليدية.بشكل واضح فانه من الافضل العمل على تحسين الثقة وليس تقويضها. \r\n ايضا فانه حتى لو ان هذا الصاروخ المناهض للارهاب تم تزويده برأس حربية تقليدية فانه سوف يظل سلاحا قويا بشكل مبالغ فيه والا فما معنى ادخال هذه التحسينات عليه؟ومن غير الواضح اين سيضرب هذا الصاروخ القوي في الوقت الذي يحاول فيه الارهابيون جاهدين في هذه الايام ان يكونوا بالقرب قدر الامكان من المنشات المدنية.وتستطيع هذه الرؤوس تدمير سد مما قد يوقع عدد لا حصر له من الضحايا المدنيين او محطة طاقة نووية او حاوية وقود مما يسفر عن كارثة بيئية مروعة.وهناك احتمالات أخرى كثيرة. \r\n اخيرا فانه لايستدعي الامر ان تكون خبيرا بارزا في مكافحة الارهاب كي تدرك ان الاشياء الرئيسية التي يفتقرها المجتمع الدولي في محاربة هذا الشيطان هي الوحدة والوعي الأكبر وتشريع دولي واضح, ناهيك عن ان تطوير وسائل عسكرية وتكتيكية فعالة لتنفيذ ضربات فعالة ودقيقة ومحددة يمكن ان يوفر كل ذلك افضل ضمانة أمنية للسكان المدنيين. \r\n بمعنى اخر فان التفاحة المعروضة على روسيا كانت تفاحة نتنة بشكل ما وكان ايفانوف محقا في رفضها. \r\n \r\n بيوتر رومانوف \r\n معلق في وكالة الانباء الروسية.خدمة ام سي تي خاص ب(الوطن) \r\n