\r\n \r\n \r\n \r\n وتلقي أحداث يوم الجمعة، بعد ثلاثة أشهر ونصف على المظهر الضعيف الذي ظهر به حزبه خلال التصويت البرلماني في شهر مارس الماضي، بظلال جديدة من الشك على رئاسة يوشينكو، مضعفة جهوده الرامية إلى تقريب أوكرانيا من أوروبا، حيث بات يواجه إمكانية تشكيل حكومة ورئيس وزراء معارضين لسياسته الرامية إلى الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي و\"الناتو\" ومنظمة التجارة العالمية. وفي هذا الإطار، يقول رومان إم. زفاريتش، وهو أحد أنصار يوشينكو، وقد شغل سابقاً منصب وزير العدل، \"الأكيد أن هذا الأمر يمثل ضربة قوية لأهداف الرئيس\". \r\n وقد انتهز فيكتور إيف. يانوكوفيتتش، منافس يوشينكو في الانتخابات الرئاسية وزعيم \"حزب الجهات\"، الظروف الحالية المتمثلة في الفوضى والاضطراب اللذين يعتريان الأحزاب الموالية للرئيس، وذلك بعد أسبوعين فقط على توصل الأحزاب إلى توافق هش بشأن إنشاء حكومة تدعم سياسات يوشينكو. وفي هذا الإطار، أعلن يانوكوفيتش الذي تعهد بربط علاقات اقتصادية وسياسية واجتماعية وثيقة مع روسيا، عما سماه \"ائتلافاً مضادا للأزمة\" يضم الشيوعيين والحزب الاشتراكي الذي كان متحالفاً إلى غاية هذا الأسبوع مع ما عرف عام 2004 ب\"الثورة البرتقالية\". \r\n والواقع أن الأزمة يبدو أنها لا تزداد إلا تدهورا، ذلك أن يوشينكو، الذي اتضح عجزه السياسي في أسابيع من المفاوضات العسيرة حول تشكيل ائتلاف بعد انتخابات مارس، زاد من شبح حل البرلمان حتى قبل انعقاده. خاصة أنه يجوز دستورياً للرئيس الدعوة إلى انتخابات جديدة في حال لم يستطع البرلمان تشكيل حكومة في غضون 60 يوماً بعد إقالة الحكومة القديمة؛ وقد تم تحديد موعد لذلك في الخامس والعشرين من يوليو الجاري. وفي تعليله للقرار، أعلن يوشينكو أنه لا يرغب في أن \"تمضي البلاد في اتجاه خاطئ لفترة خمس سنوات\". \r\n وقال في تصريح له نشر على موقعه الرسمي على شبكة الإنترنت: \"بغض النظر عن نوع الائتلاف المزمع تشكيله، أريد أن أطلب من جميع لأحزاب ألا تتخذ قرارات متسرعة\". والحال أن حزب يانوكوفيتش كان سريعاً، حيث رشح هذا الأخير لمنصب رئاسة الوزراء، وهو منصب يتمتع وفق التعديلات الدستورية التي اعتمدت في عام 2004 بصلاحيات كبيرة فيما يخص السياسة الاقتصادية والداخلية. ومما يُذكر في هذا السياق أن \"حزب الجهات\" فاز بأكبر كتلة من المقاعد في الانتخابات الأخيرة (186 مقعداً)، غير أنه لم يتمكن من الحصول على الأغلبية في البرلمان المكون من 450 مقعداً. ولكن بعد تحالفه مع الشيوعيين والاشتراكيين، يقول الحزب إنه بات يتوفر على 240 صوتاً في البرلمان، وهو ما يكفي لتشكيل الأغلبية وانتخاب يانوكوفيتش رئيساً للوزراء، أي المنصب نفسه الذي تولاه هذا الأخير في عهد الرئيس السابق ليونيد دي. كوشنا. \r\n وقد انهار ائتلاف يوشينكو بعد أسبوعين من التجاذبات السياسية، حيث منع أنصار يانوكوفيتش، عقب تشكيل ائتلاف موال للرئاسة، البرلمان من الانعقاد عبر احتلال منبره. غير أنهم تراجعوا عن ذلك يوم الخميس بعد التوصل إلى اتفاق على إجراء عملية تصويت مفتوحة لانتخاب رئيس للبرلمان. \r\n وكان حزب يوشينكو \"أوكرانيا بلدنا\" قد رشح لهذا المنصب بيترو أو. بوروشينكو، رجل الأعمال النافذ الذي شغل منصب مستشار للأمن القومي قبل أن يستقيل في سبتمبر الماضي على خلفية اتهامات بالفساد، في إطار اتفاق كان يقضي بإرجاع يوليا في. تيموشينكو، شريكة يوشينكو السابقة التي تحولت إلى منافسة له، إلى منصب رئاسة الوزراء. وقد قدم حزب \"أوكرانيا بلدنا\" ترشح بوروشينكو على أنه وسيلة تروم خلق نوع من التوازن في سلطة تيموشينكو، التي شغلت منصب رئيسة للوزراء لفترة ثمانية أشهر العام الماضي قبل أن يقيلها الرئيس. غير أن بوروشينكو سرعان ما سحب ترشحه في ظل المعارضة التي واجهها ليس من قبل \"حزب الجهات\" فحسب، وإنما من قبل بعض أنصار يوشينكو أيضاً. \r\n وقد انضم الاشتراكيون إلى صفوف المعارضة لاختيار زعيم حزبهم، أولكسندر أو. موروز، الذي كان قد تعهد ذات مرة بعدم التحالف مع ياموكوفيتش. وكان موروز، البراغماتي الذي شغل من قبل منصب رئيس البرلمان، قد دعم بقوة يوشينكو خلال الثورة البرتقالية. ونتيجة لذلك، فقد أثار تخليه عن أصدقائه القدامى غضباً واستياء كبيرين، حيث اتهمه زفاريتش بالانتهازية السياسية لتحقيق مآرب شخصية. \r\n وفي تصريح أدلى به يوم الجمعة، نقلاً عن وكالات الأنباء، أعلن موروز أنه من السابق لأوانه الحديث عن ائتلاف، مضيفاً أن كل برامج الأحزاب \"متشابهة تقريباً\"، وملمحاً إلى أنه يفضل ائتلافاً موسعاً. غير أن زفاريتش أعلن أن أنصار الرئيس يعتزمون الطعن في مشروعية تشكيل ائتلاف معارضة أمام القضاء، مشيراً إلى خروقات لقوانين البرلمان. \r\n في تعليقه على التطورات السياسية التي تشهدها أوكرانيا حاليا، قال ميكايلو وينيكي، أستاذ علم الاجتماع بجامعة كييف، إن البلاد تواجه انقساما سياسيا مثل ذلك الذي يحدث في فرنسا حين يضطر رئيس من الوسط إلى اقتسام السلطة مع برلمان يساري، غير أنه يرى أن الوضع أكثر تقلبا في بلاده قائلا: \"في فرنسا يسمونه التعايش\". وفي أوكرانيا؟ \"الفوضى\" ذلك جوابه. \r\n \r\n ستيفن لي ماييرز \r\n مراسل \"نيويورك تايمز\" في موسكو \r\n ينشر بترتيب خاص مع خدمة \"نيويورك تايمز\" \r\n \r\n