وكان بلير المسؤول الغربي الاول الذي يزور بغداد متناسيا لبعض الوقت مشاكله الداخلية وذلك فور الاعلان عن تشكيل حكومة عراقية جديدة، في بادرة دعم لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. \r\n \r\n ولا شك انه كان ينتظر منذ زمن طويل هذا \"النبأ السار\" في ملف يعتبر السبب الاول في تراجع شعبيته بسرعة كبيرة منذ 2003. وسجلت شعبية بلير في بداية ولايته الاولى في 1997 النقطة الاعلى بحصوله على تأييد 83% من البريطانيين. \r\n \r\n وبعد تسع سنوات، تراجعت الى 28%، بحسب استطلاع للرأي نشر الجمعة، في وقت تقترب الفترة الاخيرة من ولايته فيما التكهنات متزايدة حول احتمال استقالته قبل انتهاء الولاية، وربما اعتبارا من منتصف 2007. \r\n \r\n واذا كان الموضوع العراقي لم يعد يحتل العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام البريطانية منذ زمن طويل، الا ان هناك شبه اجماع بأنه الملف الذي افقد بلير مصداقيته بين الرأي العام. \r\n \r\n ويقول وين غرانت الخبير السياسي في جامعة وورويك \"بدأ كل شيء مع اسلحة الدمار الشامل\" وواقع عدم العثور عليها في العراق. \"بعد ذلك، توالت مشاكل السياسة الداخلية - اصلاح النظام الصحي والتعليم وقضية بيع القاب اللوردات واخيرا مشاكل في وزارة الداخلية - الا ان البداية كانت مع اسلحة الدمار الشامل\". \r\n \r\n في بغداد، عبر رئيس الوزراء البريطاني عن تفاؤله المعتاد، مرحبا ب\"البداية الجديدة\" بعد \"ثلاث سنوات من النضال\". واعتبر انه لم يعد هناك \"اي عذر\" لاستمرار \"الارهاب وحمامات الدم\". \r\n \r\n وتلت ذلك زيارته الى واشنطن. وكانت هذه الزيارة مقررة قبل عيد الفصح، الا انها ارجئت الى حين تسلم الحكومة العراقية الجديدة مهامها. \r\n \r\n واقر بلير وهو يقف الى جانب الرئيس الاميركي جورج بوش، بان \"اخطاء\" ارتكبت في ادارة الملف العراقي. وقال \"كان بالامكان ان نقوم باجتثاث حزب البعث بطريقة مختلفة\"، واقر ايضا انه اساء تقدير تصميم حركة التمرد. غير انه لم يشكك في قرار اجتياح العراق. \r\n \r\n واضاف \"التحدي لا يزال كبيرا، الا انني واثق اكثر من اي يوم مضى بان علينا مواجهته\"، مجددا القول ان انسحاب القوات البريطانية من العراق مرتبط بتطور الوضع الامني في البلاد. وفقد الجيش البريطاني 11 جنديا في العراق منذ 2003. \r\n \r\n وجاءت زيارته الى الولاياتالمتحدة قبل عطلة نهاية اسبوع طويلة من ثلاثة ايام في بريطانيا، فيما عقد المؤتمر الصحافي المشترك بينه وبين بوش ليلا بتوقيت بريطانيا. ولا يعرف ما اذا كان ذلك مجرد صدفة ام مقصودا. \r\n \r\n وخطط بلير بعد هذه الزيارة لعطلة من بضعة ايام. \r\n \r\n وقال الخبير السياسي في معهد لندن للاقتصاد باتريك دانليفي \"كل ما يذكر البريطانيين بموضوع حرب العراق يؤثر سلبا على حزب العمال وشعبية الحكومة\". \r\n \r\n ورأى وين غرانت من جهته ان \"العراق يبقى المشكلة الرئيسية والنقطة السوداء في سجل بلير السياسي، واشك في ان تغير زياراته الى بغداد وواشنطن اي شيء، الا اذا تحسن الوضع على الارض فعلا\".