وحاول الرئيس الأميركي استعادة زمام السيطرة، مدعياً في خطابه ان حرب أميركا في العراق هي رد على هجمات 11 سبتمبر، وهو ادعاء عار تماماً عن الصحة. وسبق للرئيس نفسه ان اقر بأن الارهابيين الذين نفذوا هجمات 11 سبتمبر ليست لهم أي علاقة بالعراق وان صدام والعراق ليست لهما أي صلة بهجمات 11 سبتمبر. \r\n \r\n \r\n إن وثائق داونينغ ستريت، التي تم تسريبها للصحافة أخيراً، جعلت من المستحيل إنكار الحقيقة القائلة ان غزو العراق كان خياراً مدروساً أقدمت عليه ادارة بوش لأسباب ليست لها علاقة ب11 سبتمبر.ولقد ظنت الإدارة ان اخضاع العراق سيكون أمراً سهلاً، وانه سيكون بإمكانها تحويله بسرعة الى دولة عميلة وقاعدة استراتيجية دائمة للولايات المتحدة في الشرق الاوسط. \r\n \r\n \r\n ومن بين الأسباب الأخرى التي وقفت وراء الغزو السيطرة على انتاج النفط وبالتالي على أسعاره العالمية. والسبب الثالث هو اسقاط ما كانت اسرائيل تعتبره أخطر عدو عربي لها.وكانت هناك أسباب اخرى قد تفهم في سياق السياسة الواقعية الصرفة، لكن الادعاء بأن الغزو كان هجوماً مضاداً على الارهابيين هو بلا شك ادعاء كاذب ليس له أساس من الصحة. \r\n \r\n \r\n لقد حاول خطاب فورت براغ إعادة تلميع وإعادة تسويق ذلك الوهم في لحظة الواقع العصيب. فالوضع في العراق تدهور بشكل خطير.والقوات الأميركية على الأرض تتعرض لهجمات عنيفة متكررة وتكاد تستنفد قوتها البشرية اذا لم يتم فرض التجند الإلزامي. والحكومة العراقية المؤقتة فشلت حتى الآن في اضفاء الشرعية على نفسها في عيون السنة، والبلد ينزلق باتجاه حرب أهلية طائفية. \r\n \r\n \r\n وقدم الرئيس بوش أيضاً حجة من شأن العديد من الرجال والنساء الفاضلين القبول بها، وهي أنه مهما كان سبب الحرب ومسارها، فإن الولاياتالمتحدة لا ينبغي ان تنهزم، لان من شأن ذلك ان يجلب عليها عواقب جيوسياسية رهيبة.في الحقيقة اننا لم نشهد مثل هذه العواقب الفظيعة بعد الهزيمة الاميركية في فيتنام، بل الأمر على العكس من ذلك فإن الولاياتالمتحدة ألقت عن عاتقها عبئاً دولياً رهيباً. \r\n \r\n \r\n كتب الجنرال المتقاعد باري مكافري، بعد رحلة سريعة الى بيئة «التمرد الصعبة والعنيفة جداً» في العراق كتب أخيراً في صحيفة وول ستريت جورنال يقول إن: «الفشل ليس خياراً مطروحاً بأي شكل من الأشكال، لكنه أقر في الوقت نفسه بأن القوات الأميركية «تخسر حالياً ما يعادل كتيبة كل شهر ما بين قتيل وجريح من جراء هجمات المتمردين، علماً بأن قوام الكتيبة يتراوح بين 500 و800 جندي. \r\n \r\n \r\n وأظهر أحدث استطلاع قامت به صحيفة «واشنطن بوست ومحطة إن بي سي الاخبارية» ان هناك أغلبية واضحة من الأميركيين تؤيد خيار مواصلة القتال ل «فترة ممتدة» من أجل «إحلال الاستقرار» في العراق. لكنهم يقولون ان موقفهم هذا نابع من اعتقادهم بأنه لا ينبغي لأميركا القبول بخيار الفشل بأي حال من الأحوال. \r\n \r\n \r\n هذا شعار مبتذل. فالتعبير عن الرأي يعني ممارسة حق الاختيار، وما من أحد يختار الفشل. لكن الفشل يحدث. وهناك من يجادل بضرورة الذهاب الى أبعد مدى من أجل تجنب الفشل. لكن ذلك لا يمكن ان يمنع الفشل عندما يكون الفشل متأصلاً في طبيعة الحالة الراهنة. لقد كان الفشل متأصلاً في فيتنام وهو الآن متأصل في العصيان المسلح العراقي. \r\n \r\n \r\n ان الولاياتالمتحدة تحاول فرض ارادتها على شعب يتمتع بحس قومي عالٍ، حيث يريد الشيعة والسنة على حد سواء خروج الأميركيين من بلدهم.والاستجابة المنطقية لهذا الوضع هي الرحيل، وينبغي لأي صانع سياسة حصيف ان يبحث عن طريقة للخروج بأقل أضرار ممكنة للمصالح الاميركية. هذا هو الحل الواقعي، بدلاً من إعادة تلفيق الاكاذيب نفسها التي سبقت في السابق لتبرير الغزو. \r\n \r\n \r\n وتعترف واشنطن الآن بأنها أجرت محادثات مع شخصيات مقربة من العمل السني المسلح ووزير الدفاع الاميركي دونالد رامسفيلد نفسه لم يستطع انكار هذه المحادثات، فقال: نعم، نحن نتحدث للجميع هناك. لكني لا أريد تعليق أهمية كبيرة على تلك المحادثات.غير ان الحوار مع هؤلاء قد يكون قناة مهمة بالفعل. وكان أول لقاء مع الزعماء السنة الذين هم على اتصال بالمسلحين قد انتهى بمطالبة الزعماء العرب الولاياتالمتحدة بوضع جدول زمني لسحب قواتها. \r\n \r\n \r\n ولم يكن هؤلاء على استعداد للقبول بانسحاب الأميركيين الى القواعد «الدائمة» التي يتم بناؤها في أجزاء نائية من العراق، كما اقترح المندوب الأميركي، لكنهم كانوا على استعداد للسماح باستثمار أميركي كبير في صناعة النفط العراقية بعد الحرب.وفي المحادثات الجديدة، يقال ان أحد المسؤولين الأميركيين الذين حضروا الاجتماع قدم نفسه على أنه ممثل للبنتاغون، وقال انه مستعد ل «ايجاد طرق لوقف سفك الدماء على الجانبين ومستعد للإصغاء الى مطالب السنة ومظالمهم» لنقلها الى واشنطن. \r\n \r\n \r\n وكرر العراقيون مطالبتهم ب «جدول زمني مضمون لانسحاب الاميركيين من العراق» قد يكون خلال سنة أو خمس سنوات لكن لابد من وجود جدول زمني.ومنذ البداية شدد اتباع السيستاني وزعماء الشيعة الآخرون على ضرورة رحيل الاميركيين. وحقق هؤلاء نصراً انتخابياً كاسحاً في سبتمبر الماضي.أي أن كلا الجانبين يطالبان بانسحاب الاميركيين، وما يحدث بعد ذلك هو مسؤوليتهم. \r\n \r\n \r\n إن ثمن رفض الانسحاب آخذ بالتزايد بشكل مضطرد، ومن هنا جاءت مناشدة الرئيس بوش الشبان والشابات بالتطوع للالتحاق بصفوف القوات المسلحة، وطالما استمرت سياسة الرئيس الاميركي على نسقها الحالي، فستظل هناك حاجة ماسة لهؤلاء المتطوعين. \r\n \r\n \r\n خدمة «لوس انجلوس تايمز» \r\n \r\n خاص ل «البيان» \r\n \r\n