ونقلت صحيفة \"واشنطن بوست\" عن ديريك شوليت من مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية قوله ان \"كل ما كوناه حتى الآن هو نظرة عامة، لكنها نظرة عامة واعدة، انما نجاح الدبلوماسية يقاس مع مرور الزمن\". \r\n \r\n واضاف شوليت ان رايس (50 عاما) التي استلمت حقيبتها في 26 كانون الثاني/يناير \"لم تواجه بعد اي اختبار عنيف في معركة بيروقراطية او في ازمة دولية\". \r\n \r\n وفي ظرف 13 اسبوعا، زارت رايس 20 بلدا واجتازت تقريبا نصف الكيلومترات التي جابها سلفها كولن باول في السنة الاولى من توليه وزارة الخارجية الاميركية. \r\n \r\n وسمحت جولات رايس في اوروبا واسيا واميركا اللاتينية بتكريسها سفيرة شخصية للرئيس الاميركي جورج بوش في \"حربه ضد الارهاب\" ولبرنامجه لنشر الديموقراطية في العالم. \r\n \r\n كما تمكنت رايس من تهدئة التوترات مع الاوروبيين الذين عارضوا حرب العراق ووضعت واشنطن مجددا في صلب عملية السلام في الشرق الاوسط. كما نجحت رايس في اطلاق استراتيجيات اميركية جديدة ازاء الهند ومنافستها الاولى باكستان. \r\n \r\n ولكن رايس مستشارة الامن القومي السابقة وخبيرة الاتحاد السوفيتي السابق، لم تبرهن عن نفس الوضوح في ملفات اخرى، فهي انتقدت روسيا لنقص الاصلاحات الديموقراطية فيها لكنها ما لبست ان مدحتها في اليوم التالي واعتبرتها \"شريكا استراتيجيا\". \r\n \r\n واعتبر شوليت ان رايس \"التي تتقن فن الكلام، بدت اقل فصاحة ازاء المشاكل المحددة\". \r\n \r\n لكن الاكيد انها تحظى بثقة بوش واصغائه على عكس سلفها الذي غالبا ما وجد نفسه معزولا وسط \"صقور\" الادارة السابقة. \r\n \r\n ويعتبر هلموت سونفلت الخبير الدبلوماسي في معهد \"بروكينغز\" ان هذا الوضع الذي تحظى به رايس سمح باعادة منح وزارة الخارجية الاميركية دورا اساسيا كبيرا على الساحة الدولية. \r\n \r\n وقال الخبير \"بسبب علاقتها بالبيت الابيض واسلوبها الخاص (..) اعتقد انها قادرة على اعادة اعطاء وزارة الخارجية دورها الهام\". \r\n \r\n وادخلت رايس الى اروقة وزارة الخارجية عدة مسؤولين في البيت الابيض ككارين هيوغز المقربة من بوش والمكلفة اعادة تلميع صورة الولاياتالمتحدة في العالم. \r\n \r\n لكن بعض التشكيلات الوظيفية التي وضعتها وزيرة الخارجية قد اغضبت البعض، اذ اعتبروا ان رايس بدلا من اعطاء الوزارة ادوات لتكوين مواقفها الخاصة، حولتها بكل بساطة الى اداة في يد البيت الابيض. \r\n \r\n وتؤكد رايس انها تشجع تبادل الاراء قبل اتخاذ موقف نهائي من الامور وهي قالت يوما للصحافيين \"اني احبذ الجدالات والاصوات المتباينة\". \r\n \r\n ويعرب البعض خارج دائرة الضوء عن خشيتهم من ان يتصرفوا بشكل يغضب بعض عناصر فريق رايس الجديد، وقال احد موظفي الوزارة مفضلا عدم الكشف عن هويته، \"هنالك العديد من العصبيين هنا\". \r\n \r\n وباتت رايس مرتاحة اكثر فاكثر في اطلالاتها العلنية، كما باتت تشكيلة ثيابها هدفا مفضلا للمصورين. \r\n \r\n وبحسب استطلاع اجراه معهد غالوب الشهر الماضي، يؤيد 61% من الاميركيين عملها، وهذه نسبة اكبر من تلك التي يحظى بها بوش، ولكنها اقل من نسبة التأييد التي كان يحظى بها باول في الفترة نفسها من ولاية بوش الاولى. \r\n \r\n وبحسب بعض المعجبين بها، ان هالتها الشخصية تكرسها منذ الآن كمرشحة محتملة للانتخابات الرئاسية لكن رايس تنفي اي طموح قد يجعل منها اول سيدة واول سوداء في البيت الابيض.