مما لا شك فيه أيضا أن هذه المبادرة هى محاولة لإصلاح القصور الذي شاب إدارة بوش في فترة رئاسته الأولى في التعامل مع هذه القضايا الحيوية . لم يكن الرئيس بوش أبدا يتوقع أن تقوم الدول التي تعاني من الفقر بقبول اتفاقات التجارة الحرة . لا يمكن للولايات المتحدة بأي حال من الأحوال أن تستمر في دعمها للمزارعين في أميركا وتتوقع من الدول الأخرى أن لا تصرخ من ظلم الولاياتالمتحدة لها . \r\n كذلك لا يمكن للولايات المتحدة أن تستمر في تشويهها لمبادئ الديموقراطية ثم تطلب من دول أميركا اللاتينية أن يكون لديها شفافية في الوقت الذي تجري فيه كافة محادثات التجارة بطريقة سرية . حتى البسطاء بإمكانهم ملاحظة النفاق الأميركي بسهولة . \r\n هنا يكمن خوف بوش من قبول العواقب بعيدة المدى لسياسة الابتعاد عن أميركا اللاتينية بعد أحداث الحادي عشر من شهر سبتمبر عام 2001 . الناس البسطاء الذين يعانون الفقر والجوع يتساءلون عن سيطرة الشركات الكبيرة على مقدراتهم وأرزاقهم خاصة وأن معظم الاستثمارات والوظائف الجديدة تتجه إلى الصين . حتى مع اتفاقية منطقة التجارة الحرة في أميركا الشمالية فقد المكسيكيون كثيرا ولذلك تحول الملايين من أميركا اللاتينية إلى قادة اليسار الذين يعدون المواطنين بتحقيق حياة أفضل . \r\n ليس عجيبا أنه ليس هناك أحد من جيران شافيز - حتى رئيس كولومبيا ألفاردو أريبي الذي خاض حربا ضارية ضد تجارة المخدرات والتهريب عبر الحدود - يرغب في تعزيز العلاقات مع الولاياتالمتحدة الأميركية . \r\n تأتي رايس إلى المنطقة في الوقت الذي قامت فيه الإكوادور بطرد الرئيس لوسيو جوتيير في الثورة الشعبية التي حدثت قبل فترة بسيطة . الإكوادور هى آخر الدول التي تعاني من اضطرابات وقلاقل وثورة ضد نظام الحكم فيها . السبع رؤساء الذين حكموا الإكوادور لم يخرجوا من الحكم طواعية وإنما جاء خروجهم بعد موجات احتجاجات شعبية واسعة وعنيفة . \r\n في نفس الوقت فإن شافيز تمكن من وأد محاولات الإطاحة به وكلما كان هناك ميل شعبي نحو قادة اليسار خاصة في أورغواي وبوليفيا وحتى شيلي فإن ما من شك في أن الديموقراطية تشق طريقها بصعوبة في أميركا اللاتينية . \r\n تعتبر زيارة رايس إلى المنطقة علامة تدل على أن الولاياتالمتحدة ترغب في تحسين علاقاتها في البداية مع البرازيل . رايس أمامها مهمة شاقة ولا يقتصر دورها على الحديث عن تعزيز التبادل التجاري والمصافحة بحرارة أمام عدسات الكاميرا . الرئيس البرازيلي يرغب في أخذ دور أكبر في الأممالمتحدة . هل سنساعده أم سنقف في طريقه ؟ \r\n منظمة دول أميركا كذلك تشكل التهديد الخاص بها . اعترض أعضاء منظمة دول أميركا الشمالية على المرشح الذي تدعمه الولاياتالمتحدة لرئاسة منظمة الدول الأميركية وهو ما يعد علامة أخرى على أن هذه الدول ترغب في تحديد مستقبلها والطريق الذي ستسير فيه دون تدخل من الولاياتالمتحدة . \r\n ما يجب أن نفعله في أميركا اللاتينية هو إرسال المزيد من المساعدات للفقراء في هذه الدول وأن نقوم بتعزيز التبادل التجاري لتنشيط اقتصاديات هذه الدول . \r\n على إدارة الرئيس بوش أن تعي جيدا أن عليها التخفيف من لهجة خطابها والتخلي عن هيمنتها المطلقة وأن تركز على تصفية نقاط الخلاف مع هذه الدول حتى لا تصبح شعوب هذه الدول لعبة في يد الحكام الطغاة . \r\n \r\n مريم ماركيز \r\n كاتب عمود في صحيفة أورلاندو سنتتل . \r\n خدمة كيه آر تي - خاص بالوطن .