وقال البريغادير جنرال كارتر هام الذي يقود القوات المتعددة الجنسيات في المدينة إن ذلك جعل الحكومة العراقية المؤقتة تشرع في «وضع خطة بديلة للتسجيل. إذ تم تدمير الكثير من المواد المتعلقة بالانتخابات. لذلك فإنها ستقوم بما نسميه ب «الالتفاف» حول المشكلة كي يمكن إجراء الانتخابات هناك». \r\n وتتوقع السلطات العراقية والأميركية مواجهة مشاكل في تسجيل الناخبين في مناطق المثلث السني المضطربة، لكن الموصل مع سكانها البالغ عددهم حوالي 1.7 مليون نسمة تشكل أكبر التحديات أمام إجراء انتخابات حرة في 30 الشهر المقبل. \r\n وكان المتمردون قد هاجموا في 10 الشهر الماضي مراكز الشرطة والمباني الحكومية وأحرقوا السجلات داخلها ثم أرعبوا أكثر رجال الشرطة البالغ عددهم حوالي 4000 فرد. ودمر المتمردون كل السجلات الانتخابية تقريبا. \r\n ومنذ ذلك الوقت زاد المتمردون من موجات الترهيب ضد المدينة الواقعة على بعد 200 ميل شمال بغداد عن طريق مهاجمة المسؤولين المحليين فيها وكل من يشتبه بتعاونه مع الأميركيين. وعثر حتى الآن على أكثر من 80 جثة لأفراد قتل معظمهم بإطلاق رصاصة واحدة على رؤوسهم، وتم العثور على هذه الجثث خلال الأسابيع الأخيرة، وآخر وجبة من هذه الجثث تم العثور عليها امس وكان عددها 9 جثث. \r\n وقال الجنرال هام إن الحكومة العراقية تحتاج لأن تمدد فترة تسجيل الناخبين في منطقة الموصل، فالموعد الأخير للتسجيل على مستوى البلاد هو يوم 15 الشهر الحالي. وقال مسؤولو الانتخابات في بغداد إنهم يفكرون بوضع خطط لتسجيل الناخبين في يوم الانتخابات نفسه حيث سيقوم المسؤولون بالتثبت من أسماء وعناوين الناخبين في مواقع التصويت وفي نفس يوم إجراء الانتخابات. \r\n وقال الجنرال هام «هناك حاجة لتكييف مواعيد تسجيل المرشحين وتسجيل الكيانات السياسية وتسجيل الناخبين انفسهم... لذلك فإنهم بدأوا يقترحون خططا مختلفة أخرى. وأنا لا أعلم ما ستكون هذه الخطط». \r\n ويعتبر تأمين المراكز الانتخابية في يوم الانتخابات موضوعا مقلقا أيضا. ويخطط الضباط الأميركيون لتوفير حماية هذه المراكز الانتخابية البالغ عددها 9 آلاف مركز على يد الشرطة والجنود العراقيين وهم يريدون تجنب الظهور بمظهر يوحي بأن الولاياتالمتحدة هي المتحكمة في الانتخابات. لكن ظلت إعادة بناء قوات الأمن بطيئة وعسيرة. \r\n أما بالنسبة للموصل فيحاول الضباط الأميركيون إقناع رجال الشرطة بالعودة إلى الشوارع. وقال الملازم الأول جون هالر، 33 سنة، الذي يرأس سرية من الشرطة العسكرية الأميركية للعقيد رحيم أحمد آمر أحد مراكز الشرطة في الموصل «أنتم بحاجة لأن تكونوا في ملابسكم الرسمية وبهذا يشعر الناس أن الشرطة ما زالت فعالة». وكان هالر ضمن فريق يقوم بالإشراف على مراكز الشرطة في الموصل منذ بداية هذا الأسبوع. وأضاف هالر «أنا أعلم أن ذلك سيكون أمرا خطرا. الرجال بحاجة إلى ارتداء ملابس مدنية عند ذهابهم إلى بيوتهم لكنهم من الضروري أن يرتدوا بدلاتهم الرسمية أثناء ساعات عملهم». \r\n أما الجنرال هام فقال إنه بغض النظر عما «إذا كان استخدام رجال شرطة من محافظات أخرى داخل مدينة الموصل أم ان جلب وحدات إضافية من الجيش والحرس الوطني هو الحل المناسب فإنه أمر لم يتقرر بعد. لكنهم يدركون طبيعة التحدي الذي يواجههم وأنا أظن أنهم بمستوى تلك التحديات». \r\n وقال هام إن منع إجراء الانتخابات هو الهدف الأول للمتمردين «وأظن أنهم يستعدون للقيام بعمل كبير لمنع تحققها... إنهم تلقوا ضربة شديدة في الفلوجة. وهم يبحثون عن الطرق التي تمكنهم من النجاح في تحقيق هذا الهدف». \r\n وأضاف هام «أظهر المتمردون أنهم قادرون على القيام بما يمكن تسميته بهجوم كارثي. لذلك نحن لا نستطيع أن نقلل من شأن هذا العدو. هم قادرون. وإذا كانوا على ضلال فإنهم شديدو الدأب. إنهم مهلكون جدا وشديدو القسوة». \r\n \r\n *خدمة «يو إس إيه توداي» خاص ب«الشرق الأوسط»