كما لم يكن وجود للثلاثمئة كيلو غرام من المواد المتفجرة, التي سيتم تحميلها علي سيارة شحن - مفخخة حتي انه لم يكن وجود لسيارة الشحن ذاتها. وكانوا يكررون القول في السفارة لغاية ايام قلائل, انه لم يسبق لهم وان تلقوا اشارة تحذير خاصة بالعملية الارهابية المزعومة في الوقت الذي دار فيه الحديث عن قرب وقوعها. \r\n \r\n وما من اي اجراء امني كان قد اتخذ. وهناك ثمانية, علي اقل تقدير من التسعة الذين تم القاء القبض عليهم, لم يسبق لهم وان اقاموا اي نوع من العلاقة مع المراكز العالمية للارهاب. \r\n \r\n وذلك وفقا لما صرح به المحققون اللبنانيون, ووسط غبار النسخ التي سحبها الجهاز, وجري توزيعها علي نطاق واسع في ايطاليا, منذ الثاني والعشرين من ايلول, كان »السيزمي« يغامر في الظهور بصورة بشعة للمرة الثانية علي جبهة عملية اختطاف كل من سيمونا توريتا وسيمونا باري, وحيث لم يبق في الواجهة سوي التشويش الذي تسبب به الليبي, احمد سالم ميقاتي, الذي تعتبره الغالبية العظمي من اجهزة المخابرات العالمية, كأحد رجال القاعدة المؤكدين. وكان ميقاتي قد تلا علي مسامع القضاة (او رجال المخابرات?) اللبنانيين بعد عملية اعتقاله, حكاية تتضمن ثلاثة مخططات قيد التنفيذ ضد السفارة الايطالية, والقنصلية الاوكرانية, ومقر المخابرات اللبنانية. وهو ما صرح به النائب العام اللبناني عدنان عدوم, الي صحيفة لاريبوبليكا, ولكن يأتي التأكيد علي ما لتلك الاعترافات التي ادلي بها ميقاتي من قيمة, من خلال قصة اسماعيل الخطيب, الذي توفي رسميا نتيجة اصابته بنوبة قلبية بتاريخ السابع والعشرين من شهر ايلول. وذلك بعد مرور ثمانية ايام علي اعتقاله. \r\n \r\n اما التحقيق الذي نشرته صحيفة لاريبوبليكا يوم الاحد قبل الماضي وكان مرفقا بالكثير من الصور للجثة الممزقة. فيثبت دون اي شك, ذلك المصير الفظيع الذي انتهي اليه. ويؤكدون في جهاز »السيزمي«, بأن العملية برمتها قد اديرت من قبل اللبنانيين, واقتصر دور الايطاليين علي تزويدهم بالمعلومات التي بحوزتهم, ولكن البرلمانيين من لجنة الرقابة علي الاجهزة (Copaco) يستعدون للمطالبة بمعلومات اكثر دقة من مدير المخابرات العسكرية الايطالية الجنرال نيكولو بولاري. \r\n \r\n ومن المفترض ان يتقدم شخص ما بتفسيرات بشأن الشكوك التي تحوم حول اجهزة المخابرات الايطالية من كونها قد اقدمت علي تسليم نساء ورجال لجلاديهم, من غير اثباتات مؤكدة فيما يخص العملية الارهابية السالفة الذكر. \r\n \r\n وكان كل شيء قد بدأ في الصيف الماضي, بناء علي اخبارية اوردها احد المخبرين العراقيين في مدينة الناصرية. وكان مضمونها يشير الي احتمال ان تكون السفارة الايطالية هدفا للمجموعات الجهادية العاملة في جنوب لبنان. \r\n \r\n فعمد »السيزمي« منذ تلك اللحظة الي دس عميل عربي داخل المجموعة المزعومة. وكان علي ما يبدو يتقاضي مخصصاته من حسابات المخابرات الاسرائيلية, وتمكن الشخص المدسوس من تجنيد ميقاتي. ثم تبع ذلك الحديث الذي ادلي به مدير جهاز الاستخبارات العسكرية الي صحيفة لاريبوبليكا, فكان مما قاله ان ايطاليا واقعة في مرمي الهدف, وبأن الخمسة عشر يوما المقبلة سوف تكون مصيرية. \r\n \r\n وحدث ذلك في اليوم الذي استكملت فيه الاستعدادات لالتقاء الحكومة والمعارضة في قصر كيجي, بهدف التعاون من اجل اطلاق سراح المتطوعتين الاثنتين العاملتين لدي منظمة جسر من اجل ... غير الحكومية. ونشرت المقابلة يوم 10 ايلول. وفي صبيحة اليوم التالي كانت صحيفة تصدر في روما قد اضافت الي ذلك, القول بان الخطر, وبناء علي ما تفيد به اجهزة المخابرات, هو يشتمل علي الطائرات والممثليات الديبلوماسية في الخارج بالمقام الاول. \r\n \r\n وكانت بمثابة قنبلة دعائية, بكافة المقاييس. فمن الممكن ان تنطلق العملية حقا, وبناء علي المعلومات التي بحوزة جهاز »السيزمي«, والمخابرات اللبنانية التي تقف سوريا من خلفها,, كانوا قد اقدموا يوم 17 منه علي اعتقال ميقاتي, وهو ما يمثل بالنسبة لسوريا جرعة اكسجين مفيدة في مواجهة قرار الاممالمتحدة الذي يطالبها بالانسحاب من لبنان واتهامها باغماض العيون عن تحركات المقاتلين الجهاديين من بلاد الارز باتجاه العراق. ولكن المخابرات اللبنانية. وفي الوقت الذي كانت فيه نظيرتها الايطالية علي معرفة تامة بكل شيء, كانت هي بحاجة الي اعترافات ميقاتي, والاسماء التي زودهم بها, من اجل التوجه الي اعتقال الاعضاء الثمانية من المجموعة المزعومة: اسماعيل الخطيب, بائع اللحوم بالجملة, فني الهواتف, ومجند مفترض للكاميكازي, نبيل جلول, جمال عبدالواحد, الذين جري اعتقالهم يوم التاسع عشر في قريتهم مجدل عنجر, الواقعة في سهل البقاع, قريبا من الحدود السورية. \r\n \r\n وفي الثاني والعشرين من الشهر جاء الدور علي انعام جلول (شقيقة نبيل), لطيفة الخطيب (شقيقة اسماعيل), ومحمود عبدالخالق, ابراهيم عادي, وخليل زهير. وهم ارهابيون محليون, بالنسبة لما يعتقده النائب العام اللبناني, وليس لهم اية علاقة بالقاعدة من قريب او بعيد. \r\n \r\n وفي يوم 22 بالذات كان بولاري قد زوذ لجنة الرقابة بالمعلومات التي بحوزته, عارضا كذلك فيلم فيديو خاصا بميقاتي, وبالنسبة لمدير جهاز الاستخبارات »السيزمي«, الذي يعاني من بعض المشاكل مع قصر كيجي الحكومي, كان ذلك بمثابة عرض ذي دلالة. \r\n \r\n ولكن الامر لم ينته عند هذا الحد في بيروت: فقد توفي الخطيب يوم السابع والعشرين, واقدم اقاربه وسكان قريته مجدل عنجر علي التمرد, وجري يوم 28 اطلاق سراح الفتاتين, ووفقا لاصوات تدور في بيروت, بناء علي اوامر صدرت عن السوريين. وجري في الوقت نفسه ادخال اربعة معتقلين اخرين الي المستشفي اثر شعورهم بوعكة صحية. وفقا لما اوردته صحيفة الكورييري ديلا سيرا في الثلاثين من ايلول الماضي. \r\n \r\n وتبعا لما صرح به النائب العام اللبناني لصحيفة لاريبوبليكا, لم يتم ابدا العثور في العاصمة اللبنانية علي الثلاثمئة كيلو غرام من مادة التريتول, التي طالما تحدث عنها جهاز »السيزمي«, الذي اشار الي المذبحة وكأنها قاب قوسين او ادني, نظرا لكون المجموعة جاهزة للتنفيذ. \r\n \r\n ثم يضيف عدوم قائلا: انه قد تم العثور في مجدل عنجر علي خمسين كيلو غرام من المتفجرات المتنوعة فقط لا غير. وكان من الممكن ان تكون كافية لتدمير بناية السفارة. وفيما كانت الوجهة هي تلك, فلكانت النتيجة معقولة. يقول ذلك النائب العام منكرا بشكل حاسم وجود عمليات تنصت جري الحديث بشأنها في ايطاليا. وفي محصلة الامور, فان مجمل اعترافات ميقاتي, المصدر الوحيد الاول الذي يبدو انه قد جند من قبل »السيزمي«, لا تدل سوي علي معرفته بالليبي فقط, ولم يكن يعرف بقية عناصر المجموعة. \r\n \r\n والا لكان »السيزمي« قد اعتقلهم جميعا يوم السابع عشر من غير الانتظار لمدة خمسة ايام, مع ما يحيط بذلك من مغامرة وقوع انفجار في وسط بيروت, وتأكيد هروب المشبوهين الاخرين كما ان السفارة ونظرا لوقوعها بمنطقة في بيروت البلد, التي غالبا ما تكون مزدحمة بالمشاة والمتسوقين, لم تكن لتمثل هدفا مثاليا بالنسبة لشاحنة مفخخة. \r\n \r\n كما انها كاذبة, بكل ما للكلمة من معني, تلك المعلومات الاخري, التي انتشرت في ايطاليا بدءا من العلاقات ما بين المجموعة المزعومة من بيروت وتلك التي ارتكبت المذبحة التي ذهب ضحيتها الجنود وعناصر الجاندرما الايطاليين بتاريخ 12 تشرين ثاني ,2003 حيث جري حينئذ تفجير شاحنة مفخخة بمقر القيادة الايطالية في الناصرية. وهو ما يقوله كذلك النائب العام اللبناني, الذي ينسب الي اجهزة مخابرات بلاده, الادارة المباشرة لسير التحقيقات. وما دامت الامور علي هذا النحو, فان مجموعة القضاة الرومان العاملين في مجال مكافحة الارهاب, لن يعثروا علي جواب بشأن الالتماسات المقدمة من القضاء الاجنبي, فالمسألة في لبنان, هي من ضمن الصلاحيات العسكرية المطلقة.0 \r\n \r\n \r\n \r\n عن: »المانيفيستو الايطالية« \r\n \r\n