\r\n وتروي قصة الغارة الملغاة، كما وصفها تقرير اللجنة، عن قيام مسؤولين كبار من «سي.آي.ايه» ومجلس الأمن القومي بموازنة النتائج المحتملة للعملية مقابل القلق بشأن تعريض حياة المنفذين الى الخطر والآثار الناجمة عن ذلك في حال فشل الخطة. وأخيرا قرر كبار المسؤولين في الوكالة أن الخطة خطرة جدا. \r\n ووصفت جوانب الغارة في كتابين ألف أحدهما ريتشارد كلارك، الرئيس السابق للجنة مكافحة الارهاب، وألف الثاني ستيف كول، الصحافي الذي يعمل في «واشنطن بوست». ويقدم تقرير اللجنة رواية تفصيلية للمناقشات المتأنية التي شارك فيها البيت الأبيض في عهد الرئيس بيل كلينتون ووكالة «سي.آي.ايه» ووزارة الدفاع. \r\n وفكر مركز مكافحة الارهاب في «سي.آي،ايه» بالقيام بغارة ليلية على مجمع بن لادن بعد أن وصف زعماء قبائل أفغان لمسؤولي الوكالة فشل هجوم كانوا قد قاموا به. وكان المجمع، الذي يحمل اسم «حقول تارناك»، يضم ما يقرب من 80 مبنى من الكونكريت أو الطابوق محاطة بجدار يبلغ سمكه 10 اقدام على امتداد واسع من منطقة صحراوية جرداء معزولة قرب مطار قندهار. وقد أعد ضباط وكالة الاستخبارات المركزية خارطة للموقع وحددوا البيوت التي تعود الى زوجات بن لادن والبيت الذي يمكن أن ينام فيه أغلب الظن. \r\n وكانت الوكالة قد أعدت، بالتعاون مع زعماء القبائل، خططا لغارة وقامت بتجربتين في خريف عام 1997 وفقا للتقرير. وكان المخططون في الوكالة مستعدين للسعي الى مصادقة البيت الأبيض بحلول أوائل عام 1998 . وعرض تينيت على مستشار الأمن القومي صموئيل بيرغر الخطة في 13 فبراير(شباط) وفي وثيقة تحت عنوان «خطوات لاحقة ضد أسامة بن لادن». \r\n وبموجب الخطة كان سيجري اخضاع الحراس في المجمع من جانب مجموعة من الأفغان ممن يدخلون الى (حقول تارناك) ليمسكوا بأسامة بن لادن. وبعد أخذه الى موقع صحراوي خارج قندهار يقوم زعماء القبائل بتسليمه الى مجموعة ثانية من زعماء القبائل يمكن ان تأخذه الى منطقة صحراوية تنزل فيها طائرات لغرض تسليمه الى رجال وكالة الاستخبارات المركزية. ومن هناك تنقل الوكالة بن لادن بالطائرة الى نيويورك أو عاصمة عربية أو أي مكان يوجه فيه الاتهام اليه. \r\n وفي مارس (آذار) 1998 قام المخططون بتجربة ثالثة وابلغوا كلارك بالنتيجة. وفي ملاحظة إلى بيرغر يوم السابع من مارس وصف كلارك العملية بأنها «جنينية» وأن الوكالة «على بعد أشهر من القيام بأي شيء». وكان رئيس وحدة بن لادن في الوكالة يعتقد أن الخطة هي «العملية المثالية». \r\n ووفقا لتقرير اللجنة فإن غاري شروين، ضابط الميدان في وكالة الاستخبارات المركزية، وصف قابليات زعماء القبائل بأنها «بارعة وتفصيلية». وقال ان الخطة هي «أفضل ما يمكن تقريبا»، بما يعني احتمال 40 في المائة لاعتقال أو قتل بن لادن. \r\n \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n * خاص ب «الشرق الأوسط»