فحسب القانون المالي الجديد، الخاص بالحملات الانتخابية، يستطيع كيري ان يعتمد على الاموال التي تم الحصول عليها من حملات التبرع لاعادة القرض الذي تم ضمانه بواسطة بيت يمتلكه في بوسطن مع زوجته الثرية تيريزا هاينز كيري. لكنه غير قادر على استخدام الاموال التي جمعت خلال الحملة قبل ان يعلن رسميا انه المرشح للحزب الديمقراطي من خلال الاجتماع القومي الديمقراطي والذي سيبدأ في 26 من الشهر الحالي في بوسطن. \r\n واذا اخذ ذلك الطريق فإن الاموال التي تم جمعها عبر الحملات تكون أقل من القرض ب 6.4 مليون دولار مما انفِق على الاعلانات. وتأتي هذه الخسارة في وقت يمتلك فيه الرئيس جورج بوش امتياز خمسة اسابيع من حيث تقدمه على كيري يستطيع خلالها ان يجمع فيها مزيدا من التبرعات لحملته الانتخابية. \r\n ويستطيع المرشحون للرئاسة ان يجمعوا اموالا خاصة حتى تتم تسميتهم رسميا من قبل مؤتمرات الاحزاب التي تعقد على المستوى القومي والمخصصة لهذا الغرض. وسيتم اجتماع الجمهوريين في نهاية اغسطس (اب) وهذا ما سيعطي بوش وقتا اضافيا لجمع اموال اضافية لحملته الانتخابية. \r\n وكانت حملة كيري في حاجة ماسة للمال في نهاية ديسمبر (كانون الاول) الماضي حينما اضطر للاقتراض. لكنه، وبفضل هذه الاموال وعوامل اخرى، تمكن من الانتصار على المنافس الديمقراطي الاخر في مؤتمرات ايوا الشعبية حين كانت اول سباق بين المتنافسين الديمقراطيين لترشيح حزبهم للرئاسة. ثم تمكن من ضمان تسمية الحزب الديمقراطي له في اوائل مارس (اذار). \r\n ومنذ نجاحه في ولاية ايوا تصاعدت الاموال التي كسبها كيري من التبرعات. فقد تمكن من الحصول على 148 مليون دولار قبل انتهاء مايو (ايار)، وهو اكبر مبلغ حصل عليه مرشح للرئاسة من خارج السلطة، وكان لديه حوالي 28 مليون دولار نقدا. واستمرت حملته في كسب تبرعات مالية كبيرة تشمل 5 ملايين دولار الاسبوع الأخير من الشهر الماضي من خلال عوائد حفلة موسيقية في لوس انجليس. \r\n واذا كان على كيري ان يعيد دفع القرض، تعين عليه ان يدفعه خلال 20 يوما بعد انتهاء المؤتمر الوطني. والا فان عليه ان يستخدم ماله الشخصي باستثناء مبلغ 250 الف دولار. لكن الكشف المالي الذي قدمه يشير الى انه لا يمتلك اصولا مالية كافية لاعادة القرض بالكامل منفردا. اما راتبه الذي يتقاضاه بصفته سيناتور ماساشوستس فهو 154700 في السنة. وهذا سيغطي الفائدة الشهرية التي تبلغ 16600 دولار شهريا بينما تدفع هذه الفائدة حاليا عن طريق الاموال المكتسبة من حملات التبرعات القائمة. \r\n وعلى الرغم من ثراء زوجته، التي تقدر ثروتها حسب اخر تقييمات «لوس انجليس تايمز» بما لا يقل عن مليار دولار، فهي لا تستطيع ان تساعد في اعادة القرض لأن ذلك يُعتبر اسهاما غير شرعي في الحملة. وقال مايكل ميهان كبير مستشاري كيري في الحملة الانتخابية ان الاخير «لم يقرر بعد ما يجب فعله بعد، والقرض لم تتم اعادته حتى الان». \r\n واشار الجمهوري مايكل تونر، احد مفوضي الانتخابات الفيدرالية، الى «مأزق» كيري الذي سماه ب«مشكلة الستة ملايين الخاصة بالانتخابات الرئاسية». ولاحظ تونر انه قبل صدور القانون الجديد الخاص بالحملات الانتخابية عام 2002، كان المرشحون قادرين على الاستمرار في جمع التبرعات لدفع القروض المأخوذة لصالح حملاتهم الانتخابية. وقال ان السناتور كيري «هو اول مرشح فيدرالي يواجه هذا النوع من التقييد». \r\n وقال احد المسؤولين عن جمع التبرعات، شريطة حجب هويته، انه يظن ان بعضا من المتبرعين سينزعجون حينما يدركون ان نقودهم استخدمت لدفع قرض كيري. وقال «لا اظن ان الناس التفتوا الى هذه المسألة بعد». \r\n لكن لاري نوبل، المدير التنفيذي لمركز السياسات الحساسة في واشنطن، يقول انه يعتقد ان كيري سيقوم بدفع القرض من التبرعات بدلا من مواجهة الاسئلة التي تدور حول كيفية الايفاء به مستقبلا. ويتخصص هذا المركز بفحص وتعقب التبرعات الممنوحة للمرشحين. واضاف قوله: «المشكلة الكبرى هي انه اذا لم يدفع القرض وابقاه معه دائما فسيواجه مشكلة سياسية اخرى والطريقة الافضل هي الاعلان ان حملة التبرعات ستدفع القرض». \r\n \r\n *خدمة «لوس انجليس تايمز»