\r\n فبعد ان أحرق حتى الموت 59 من النشطاء الهندوس في قطار مطوق من جمهور من المسلمين, اثار الهندوس اعمال شغب انتقالية دامت اسابيع, شملت القتل والاغتصاب واخراج المسلمين من بيوتهم. \r\n \r\n أما حكومة الولاية, التي كان يهيمن عليها حزب جناتا الهندوسي القومي, فلم توقف تلك الهجمات كما ان الحكومة المركزية, بقيادة الحزب ذاته في ذلك الوقت, لم تتخذ اي اجراء ضد الذين يقفون وراء ذلك, وغضت الطرف عن فشل تلك الحكومة في معاقبة مثيري الاضطرابات الهندوس, الى ان تدخلت محكمة العدل العليا. وكان رئيس الحكومة المنصرف, أتال بيهاري فايبايي, قد صرح ضمناً بأن اعمال الشغب تلك كانت ردّ فعل مفهوم على حرق القطار. \r\n \r\n وهكذا تكون تصريحات رئيس الحكومة الجديد معارضة للرئيس السابق. ففي حين يصف كبار المسؤولين في حزب جناتا, مثل نائب رئيس الحكومة يومئذ, إل. كيه. أدفاني, تلك الاضطرابات بأنها »اعمال منحرفة«, فقد وصفها سينغ بطريقة مختلفة اختلافاً كلياً عن ذلك, اذ قال انه »لمن سوء الطالع ان تقع مثل هذه الاضطرابات المجتمعية في بلادنا بين الحين والاخر, وهو ما يعتبر اعترافاً ضمنياً بأنها وقعت ايضاً في ظل حكومات تحت قيادة حزبه »المؤتمر الوطني الهندي« مضيفاً بأن »علينا نحن كشعب أن نتحلى بالعزيمة الصارمة بالأ تحدث مثل هذه الامور ثانية«. \r\n \r\n وقد جاءت تصريحات سينغ لتعكس ما حاول ان يبرهن عليه نقاد حكومة حزب جناتا, بأن أعمال الشغب قد تندلع, وأن على الحكومة وقفها, وقال سينغ »لا اريد ان ابدأ عملي في رئاسة الحكومة باتهام الحكومة السابقة, لكنني اقول ان قوى الانقسام اطلق لها العنان لتعمل بحرية, وهو ما اعتقد انه يشكل ضرراً بالغ الخطورة للتنمية الصحيحة«. \r\n \r\n في الانتخابات الاخيرة, اصيب حزب جناتا بفشل ذريع, وأكبر ممّا كان متوقعاً في ولاية غوجارات فقد خسر فيها 12 مقعدا من 26 مقعداً لصالح حزب المؤتمر. \r\n \r\n في هذا الخصوص, قال شاكيل احمد, من »لجنة الاغاثة الاسلامية« في غوجارات, معلقاً على تصريحات سينغ, »انني لأشعر بالتأكيد, وعلى نحو طبيعي جداً, بالارتياح حيالها, »ولكنني اود ان اسمع من مانموهان شيئاً عمّا سيقوم به الان من اجل غوجارات, ماذا سيفعل بشأن المحاكمات? وماذا سيتخذ من اجراءات مع مودي? وماذا عن العنف المنظم وإرهاصات المسلمين? فما تزال هذه الارهاصات جارية«. \r\n \r\n وتطرق سينغ كذلك الى العلاقة مع باكستان, البلد الجار ذي الغالبية المسلمة. فهذان البلدان, الهند والباكستان, ولدا من رحم التقسيم الذي فرضته الامبراطورية البريطانية السابقة عام .1947 وكلاهما دولة مسلحة نووياً, ودخلتا ثلاث حروب فيما بينهما, اثنتان منهما حول اقليم كشمير المتنازع عليه, وفي العام الماضي, تمت المبادرة الى السلام مع الباكستان في ظل حكم فايبايي, وقد اشار سينغ الى انه سيحاول دفع تلك المبادرة الى الامام, فقال في هذا الصدد, »اننا نسعى الى اقامة افضل العلاقات الودية مع جيراننا, وعلى الاخص مع الباكستان اكثر من غيرها. وعلينا ان نبحث عن الوسائل والطرائق التي من شأنها حلّ المشاكل البارزة التي ما تزال سبب الاحتكاك والتاريخ المشؤوم من علاقاتنا مع الباكستان«. \r\n \r\n وفي المجال الاقتصادي, قال سينغ: إن الدولة ستحتفظ بسيطرتها على بعض الصناعات, مثل النفط والغاز, التي حاولت الحكومة السابقة خصخصتها. وقال ايضاً ان البنوك المؤممة ستظل, اما بعض الصناعات الحكومية الاخرى فستصبح اما تنافسية او تواجه غياب الاستثمار فيها, هذا على الرغم من حرصه على التصريح بأن الحكومة لن تسهم في زيادة نسبة البطالة. \r\n \r\n ويمرّ سينغ الان في مرحلة تشكيل الحكومة, لتضم اليها حلفاء حزب المؤتمر في الانتخابات وقد حصل حزب المؤتمر في هذه الانتخابات على 145 مقعداً في البرلمان الجديد, ولكنه بحاجة الى 272 صوتاً ليشكل الاغلبية فيه. \r\n \r\n ومن بين حلفائه, لالو براساد من ولاية بيهار, الذي فاز حزبه »راشتريا جناتا دال« بواحد وعشرين مقعداً في مجلس النواب, الذي غادر نيودلهي مساء الخميس الماضي, في محاولة واضحة للضغط على حزب المؤتمر. وقال براساد ياديف للصحفيين »دعوني اذكر حزب المؤتمر بأن لديه 145 مقعداً فقط في البرلمان, وانه يحسب حسابنا للمقاعد المتبقية«.0 \r\n \r\n من صحيفة نيويورك تايمز \r\n