والمعروف ان برنامج الاعتقال الخاص بوكالة الاستخبارات المركزية لقيادات القاعدة هو اكثر الجوانب سرية في نظام الاعتقال. وتنتشر مشاعر القلق في الوكالة من ان تحقيقات الكونغرس والتحقيقات الجنائية في الاساءات في السجون التي يديرها البنتاغون وغيرها من مراكز الاعتقال في العراق وافغانستان ربما تؤدي الى اعادة النظر في معاملة وكالة الاستخبارات المركزية لسجناء القاعدة، وهو ما يمكن ان يؤدي الى الكشف عن ضباط الوكالة وعملياتها بنفس الطريقة التي يواجهها الجيش الان بسبب التعذيب والاساءات في السجون العراقية. وحتى الان فإن الوكالة ترفض السماح لمراقب مستقل بالاتصال بالسجناء، المعتقلين في سرية تامة. ويعتبر مكان وجودهم سرا الى درجة ان مسؤولا قال انه علم ان بوش ابلغ وكالة الاستخبارات بعدم رغبته في معرفة مكان وجود هؤلاء المعتقلين. ويذكر ان الاساليب المستخدمة في التحقيق مع معتقلي «القاعدة» هي نفسها تلك المستخدمة في تدريب القوات الاميركية الخاصة لاعدادهم لاحتمال مواجهة أسرهم. وتماثل تلك التكتيكات التعذيب، ولكن المسؤولين قالوا انها تقف على حافة وقوع اصابات خطرة. وقال مسؤولون في قطاع مكافحة الارهاب ان المعتقلين ارسلوا الى دولة ثالثة، حيث يعتقدون انه سيتم اعدامهم، او خداعهم بالاعتقاد بإنهم ارسلوا الى تلك الاماكن. وقد تمت تغطية بعضهم بالاقنعة وعوملوا معاملة سيئة وغطسوا بالمياه وحرموا من الطعام والضوء والعلاج. وذكرت العديد من السلطات ان التعذيب والمعاملة السيئة يمكن ان تؤدي الى تقديم معلومات غير صادقة مثلما تقدم معلومات مفيدة. وينتشر القلق بين ضباط وكالة الاستخبارات المركزية بخصوص العواقب المحتملة لعملياتهم. واوضح مصدر استخباري «ان بعض الناس الذين يشاركون في ذلك قلقون لفترة من الوقت من احتمال وجود رئيس جديد، او تغير المزاج في البلاد، وانهم سيحاسبون. ويحدث ذلك بأسرع مما هو متوقع». وكان المفتش العام لوكالة الاستخبارات الاميركية قد بدأ تحقيقا في وفاة ثلاثة من صغار المعتقلين تعتقلهم الوكالة في العراق وافغانستان. وذكر مسؤولون حكوميون انه يوجد في شبكة الاعتقال السرية ما يتراوح بين 12 الى عشرين سجينا، بعضهم تحت سيطرة اميركية مباشرة، والبعض الاخر، تحت اشراف حكومات اجنبية. ويبدو ان برنامج التحقيق مع كبار المعتقلين قد ادى الى نتائج مبكرة ولاسيما مع اعتقال ابو زبيدة المتهم بانه مسؤول عمليات «القاعدة» في ابريل (نيسان) 2002. وكان ابو زبيدة مساعدا مقربا من بن لادن وادار نظام التجنيد في القاعدة. وتحت مثل هذه التحقيقات المكثفة، قدم ابو زبيدة معلومات مفيدة وحدد اسم جوزيه باديلا الذي قبض عليه في مايو(أيار) 2002 لعلاقته بجهد لبناء قنبلة قذرة. وساعد ابو زبيدة ايضا في تحديد اسم خالد شيخ باعتباره شخصية مهمة في مؤامرة 11 سبتمبر. وكشفت ادارة بوش عن مجموعة اخرى من المعتقلين مثل رمزي بن الشيبة وهو واحد من المشاركين في مؤامرة 11 سبتمبر ووليد بعطاش، الذي ساعد في التخطيط لتفجيرات السفارتين الاميركيتين في شرق افريقيا في عام 1998 والهجوم على المدمرة الاميركية كول في اكتوبر 2000. الا انه يوجد بعض السجناء الذين لم تحددهم الحكومة على الاطلاق. وربما يكون لبعضهم علاقات بسيطة بالقاعدة. فقد تم القبض على شخص شرق اوسطي، وصفته اجهزة الاستخبارات بأنه يتولى غسل الاموال لحساب بن لادن، في دولة الامارات العربية. فقد سافر الى الامارات بعد ان جمدت بعض مصارف الامارات حساباته. وعندما لفتت حكومة الامارات انتباه وكالة الاستخبارات، قبض عليه واختفى وسط برنامج الاعتقال السري. وخلال التحقيق مع خالد شيخ محمد، المتهم بأنه مخطط هجمات 11 سبتمبر اصبح المسؤولون على قناعة بأنه لا يتعاون تعاونا كاملا بخصوص معلوماته حول مكان بن لادن. وكان محمد يحمل رسالة كتبها بن لادن لواحد من اسرته عندما اعتقل في باكستان في اوائل 2003. وطبقا لمعلومات مسؤولين على علاقة بالتحقيقات، فقد اصدرت وكالة الاستخبارات المركزية اوامرها باستخدام وسائل اشد قسوة معه. \r\n * خدمة «نيويورك تايمز» \r\n