وجه جهاز المخابرات الإسرائيلي العام "الشاباك" اتهاماً صريحاً ومباشراً لاثنين من أنصار حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بقيامهما باختطاف الجنود الثلاثة الذين أعلنت سلطات الاحتلال فقدانها الاتصال بهم في جنوب الضفة الغربيةالمحتلة قبل أسبوعين. واتّهم "الشاباك" بشكل رسمي الأسيريْن المحرريْن من المعتقلات الإسرائيلية ضمن صفقة "الوفاء للأحرار" مروان القواسمي (30 عاما) وعمار أبو عيشة (32 عاما) اللذان ينتميان لحركة "حماس" بتنفيذ عملية الاختطاف . وبحسب ما نشرته صحيفة هآرتس العبرية على موقعها الإلكتروني، فقد جاء إعلان "الشاباك" عقب تأكّد محققيه من اختفاء الفلسطينيين القواسمي وأبو عيشة من منزليهما في حي خاراس بالخليل قبل ثلاثة أيام من عملية الاختطاف وفشل عمليات الجيش الإسرائيلي والمنظومة الأمنية في الوصول إليها حتى هذه اللحظة، وفق الصحيفة . وأشارت هآرتس إلى أن "الشاباك" اعتقل ذوي الأسيرين وأخضعهم للتحقيق بعد تلقيه معلومات من قبل الأجهزة الأمنية الفلسطينية تفيد باختفاء نجليهم، غير أنه لم يتوصل إلى معلومات تؤدي إليهما، حسب قولها . وذكرت الصحيفة، أن الأسيرين المحرّرين معروفان في أوساط الذراع العسكري لحركة "حماس"، واعتقلا أكثر من مرة في سجون السلطة والمعتقلات الإسرائيلية بسبب نشاطاتهما. وأفاد "نادي الأسير" الفلسطيني أن عدد المعتقلين خلال الحملة الأخيرة المزامنة لاختفاء المستوطنين الثلاثة قد ارتفع إلى (566) أسيراً، رغم إعلان سلطات الاحتلال لوقف "حملتها العسكرية" . من جانبه، عقب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على هذا الإعلان، بالقول "سبق وأن أعلنا أن حماس هي من نفذت العملية واليوم جاء جهاز الشاباك ليكشف هذه المعلومة وينشر أسماء اثنين من أعضاء الخلية وهما من رجالات حماس". وأضاف نتنياهو "أتوقع من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس الذي قال أمورًا هامة في العربية السعودية أن يلتزم بكلمته ويفكك الاتفاق مع حركة حماس التي تخطف الفتية وتدعو لتدمير إسرائيل"، على حد قوله . وحسب المعلومات التي نشرها الشاباك، فإن مروان القواسمة سجن في إسرائيل لمدة 10 أشهر، ومن ثم اعتقل عدة مرات، واعترف عام 2010 أنه مجند من قبل الذراع العسكري لحماس في منطقة الخليل. ومنذ عام 2009 تلقى مروان تدريبات عسكرية في مغر الخليل، وسعى إلى الحصول على مواد أولية لصنع المتفجرات. وساهم كذلك في تجنيد شبان لصفوف حماس، وسجن في إسرائيل حتى مارس (آذار) 2012 في إسرائيل جراء هذه النشاطات. أما عمار ابو عيشة فقد أوقف عام 2005 للمرة الأولى، ومرة ثانية عام 2007 ، وأفاد الشاباك أن أخ عمار قتل حين حاول أن يلقي عبوة ناسفة نحو قوات الجيش الإسرائيلي قبل فترة .