فيما يبدو تمهيد لخطة تورط مصر في المستنقع الليبي ، ومشاركة الجيش المصري في ضرب الثوار لصالح الانقلابي "حفتر" ، بدعم من دول الخليج التي تشترط تدخل مصر لإسقاط الثورة الليبية أيضا ، تزايدت التكهنات من قبل اعلاميين محسوبين علي عسكر مصر بأن الجيش المصري يقترب من التورط في ضرب معاقل الثوار في ليبيا علي الحدود بحجة ضرب مراكز إرهابية . وكشف توفيق عكاشة مالك قناة الفراعين، والمقرب من المؤسسة العسكرية ، أنه سيتم بعد إعلان فوز السيسي بانتخابات رئاسة مصر، ضرب ما أسماه "الارهاب" في ليبيا، متوقعاً أن يحدث ذلك قبل شهر رمضان القادم ، أي في خلال الأسابيع المقبلة . السيسي عرض التدخل وكان قائد محاولة الانقلاب في ليبيا خليفة حفتر أعلن في وقت سابق تأييده ودعمه للسيسي، معتبراً إياه مثاله الأعلى ، ودعا مصر لضرب معاقل الثوار في ليبيا بعدما عجزت قواته علي الأرض من تحقيق أي تقدم وتعاني من فقدان احدي طائراتها القليلة وإسقاط الثوار لها . ودعا حفتر الأحد الماضي، الحكومة المصرية والجيش لتنفيذ ضربة عسكرية على المناطق الشرقية الليبية لتأمين الحدود الغربية، مشيرا إلى أنه يؤيد أن تصل هذه الضربة العسكرية لعمق الأراضي الليبية من أجل التخلص ممن أسماهم "الإرهابيين" . وسبق أن قال حفتر في تصريحات لوكالة عين ليبيا ابريل الماضي، إن "الجيش المصري بقيادة المشير السيسي عرض علينا إرسال قوات عسكرية مصرية إلى منطقتي الوادي الأحمر ودالك، للسيطرة على جميع الحقول النفطية في منطقة الهلال، وهي من أهم حقول نفط لدى ليبيا" . وأضاف : "ندرس العرض المقدم حاليا، ونتشاور مع القبائل الشريفة في برقة وقد تكون الخطوة الأولى إنشاء قاعدة عسكرية مصرية في منطقتة الوادي الأحمر، للسيطرة علي جميع الحقول النفطية عند الهلال، والمساعدة في عملية بيع البترول " . كما زعم قال الكاتب محمد حسنين هيكل، في حواره مع لميس الحديدي علي قناة "سي بي سي في ديسمبر 2013 أن : " إن زعماء بعض القبائل الليبية قالوا له ليس هناك حل إلا أن يقوم الجيش المصري بمساعدتنا على استقرار الأمور، وهو رد بأن الجيش المصري مع الأسف الشديد مشغول، وأنه هاتف بالفعل بعض العسكريين الذين يعرفهم وليسوا من القيادات، وقالوا إن هذا ليس واردا، وكميات الأسلحة في ليبيا مهولة " . هزيمة قوات حفتر وتزامن هذا مع تأكيد مصادر الثوار في ليبيا أن قوات اللواء المنشق خليفة حفتر تكبدت خسائر كبيرة خلال المواجهات التي جرت الاثنين في المدينة، بين ثوار 17 فبراير وقوات حفتر ، وأن حصيلة المواجهات كانت مقتل حوالي 48 شخصا من قوات حفتر، بالإضافة إلى أكثر من 70 جريحا . وخلال هذه المعارك نجح الثوار في إسقاط طائرة عمودية لقوات حفتر، مع العلم أن حفتر يمتلك الآن فقط طائرتين حربيتين فقط يضرب بهما معاقل الثوار الإسلاميين بدعوي أنهم "إرهابيين" ، كما استولى الثوار على ثكنة عسكرية لكتيبة "صاعقة 21" التي انضمت لحفتر ومقرها في معسكر أبو عطني وتم الاستيلاء على كافة الذخائر ، وهو ما دعا حفتر للقول أن معركته قد تمتد عدة أشهر أو عاما كاملا ما يؤكد عجزه عن تحقيق تقدم وطلب المساعدة من مصر .