طالب عشرات من أنصار لحزب الأمة السوداني المعارض للمطالبة بالإفراج عن زعيم الحزب الصادق المهدي الذى اعتُقلته السلطات الأسبوع الماضي بعد تصريحاتٍ له حول إقليم دارفور. وحاصرت الشرطة السودانية مسيرة لأنصار حزب الأمة انطلقت في أم درمان للمطالبة بإطلاق المهدي، وأطلقت على المشاركين فيها الغاز المسيل للدموع. وهتف المتظاهرون أمام مسجد ودنوباوي بمدينة أم درمان بشعار "صوت الصادق هو صوت الشعب" وحملوا لافتات كُتب عليها "نحمي إمامنا" في إشارة إلى المهدي. وانتشرت عشرات من آليات شرطة مكافحة الشغب والقوات الخاصة بالشرطة والجهاز الوطني للاستخبارات والأمن بمحيط المسجد الذي يشكل معقلا لحركة الأنصار التي ينتمي إليها المهدي الذي كان رئيسا للوزراء قبل استيلاء الرئيس عمر البشير على السلطة في يونيو 1989. وفي الوقت ذاته أحاطت الشرطة مقر حزب الأمة بأم درمان الذي تجمع بداخله نحو خمسمائة من أنصاره تحسبا لأي محاولة منهم للخروج الي الشارع . وشهد المقر كلمات لعدد من قادة الحزب تندد باعتقال الصادق المهدي وتطالب بإطلاق سراحه وتشدد على المواقف الخاصة بتعليق الحوار مع الحكومة . وتفرق المشاركون بعد انتهاء اللقاء السياسي دون حدوث اشتباكات مع الشرطة. واتفقت أحزاب تحالف قوي المعارضة مع حزب الأمة على انتزاع الحريات وتفكيك النظام في الخرطوم بكافة وسائل النضال المدني وإنشاء نظام بديل يحقق السلام الشامل والتحول الديمقراطي الكامل في البلاد كما أفادت التقارير بقيام مظاهرة أخرى ضد النظام في الجزيرة بولاية النيل الابيض. واعتقل المهدي يوم 17 مايو الجاري من جانب الجهاز الوطني للاستخبارات والأمن بعدما اتهم وحدة شبه عسكرية بارتكاب أعمال اغتصاب وعنف بحق مدنيين في إقليم دارفور المضطرب بغرب البلاد، وفق الجهاز. ويقول المراقبون إن اعتقال المهدي يعرقل "الحوار الوطني" الذي بدأه البشير في يناير لإيجاد حل للأزمات التي تواجهها البلاد.