تحت عنوان " "كم يتقاضى الجنرال في الجيش الإسرائيلي؟" نشرت صحف إسرائيل تقريرا يذكر بالتفصيل راتب "الجنرال" (يعادل فريق أول في مصر) في الجيش الصهيوني ونظيره في الجيش الأمريكية ، فيما لا يزال المصريون يسألون : كم راتب الجنرال السيسي ورواتب كبار ضباط الجيش في ظل ما ينشر عن زيادة رواتبهم ثلاث مرات ، وسيطرتهم علي الاقتصاد المصري عبر مشروعات الجيش ، فضلا عن تقاضيهم حوافر أخري - غير الرواتب الرسمية - من العديد من الأندية العسكرية وشركات المضانع الحربية وعمولات السلاح المستورد وغيره ، بما يرفع الرواتب إلي أرقام خيالية . وبينما يقولون في تل أبيب أن رواتب الجنرالات في الجيش الصهيوني – وفق مقارنة معتمدة – تزيد عن رواتب نظرائهم الأمريكان ، تقول تقارير غربية ، وتخمينات وشواهد مصرية أن جنرالات الجيش المصري يتقاضون ربما أكثر من نظرائهم الأمريكان والإسرائيليين علي السواء ، ولكن لا توجد أرقام مصرية محددة تكشف رواتب قادة الجيش ما يجعل المقارنة غير مؤكدة ، خصوصا في ظل دعاوي مصرية متزايدة بالكشف عن رواتب قادة المجلس العسكري في ظل دعوات السيسي للشعب بالتقشف . موقع "جلوب" الاقتصادي الإسرائيلي، كشف خلال تقرير له الشهر الماضي مارس 2014 عن رواتب العاملين في وزارة الدفاع الإسرائيلية ، فقال إن وزير الدفاع موشيه يعالون يتقاضي شهريًا 13 ألف دولار، وسابقه كان يتقاضي 16 ألفا مثل نظيره الأمريكي ، فيما قائد أركان الجيش السابق غابي اشكنازي نحو 14 ألف دولار، أما متوسط مرتب الجندي الإسرائيلي يبلغ نحو 11 ألف شيكل شهريًا (3200 دولار) في الجيش الإسرائيلي هناك 3 درجات (عميد، لواء، فريق) تقابل مكانة الجنرال والأدميرال في جيوش اخري ، ويصل راتب رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي الفريق "بيني غانتس" الي 77,605 شاقلا (حوالي 22 ألف دولار) أما رئيس هيئة الأركان الأمريكي فيحصل على 61,026 شاقلا ( حوالي 17.5 الف دولار) . ويتقاضى اللواء في الجيش الإسرائيلي 57,476 شاقلا (حوالي 16 ألف دولار و112 ألف جنية مصري) أما نظيره الأمريكي فيبلغ راتبه 50,183 شاقلا (14 ألف دولار تقريبا) أو 56 الف جنية مصري ، أما راتب العميد بالجيش الإسرائيلي فهو 48,055 (حوالي 13 الف دولار) مقابل 43,214 شاقلا لنظيرة الأمريكي . رواتب الجيش المصري سرية وبرغم أن المشير "السيسي" وقادة المجلس العسكري هم موظفون عامون وبالتالي فرواتبهم ليست سرية فلا أحد في مصر يعلم كم يتقاضون ، ورواتبهم سرية تماما ، وحتي لو عرفت الرواتب الرسمية – بحسب مصدر عسكري – فهذا لا يعني أن هذه هي الرواتب الحقيقية ، إذ يضاف لها حوافز أخري غير معلومة منها أرباح جهاز الخدمة الوطنية، ونسبة من أرباح فنادق وقاعات أفراح وأندية القوات المسلحة، بخلاف نسبة عمولة من صفقات شراء الأسلحة التي تقد بالمليارات ما يعني حصولهم علي ألاف الدولارات إضافية . ومع أن ميزانية الجيش من الأمور السرية التي يكفل الدستور مناقشتها في نطاق ضيق، لكن إعلان رواتب قياداته العليا أمر لا يهدد الأمن القومي في شيء، ومهم معرفته حاليا في ظل دعوات السيسي المستمرة وقادة جيش للمصريين بالتقشف . 900 ألف جنيه راتب مدير الأمن لا نملك أي أرقام مؤكدة حول راتب وزير الدفاع وقيادات القوات المسلحة، ولكن المؤشرات تشرح جانبا من الصورة السرية .. فعندما نشرت صحيفة الوطن الموالية للانقلاب موضوعا عن ذمة السيسي المالية ووصولها إلى 30 مليون جنيه لم ينزل العدد إلى الأسواق، برغم أن العالم كله يعرف أن راتب وزير الدفاع الأمريكي 16.600 دولار شهريا، ونظيره الصهيوني ورغم عدم امتلاك أرقاما حول رواتب كبار قيادات المؤسسة العسكرية وعلى رأسهم المشير السيسي، فإن ما قاله نقيب الشرطة شريف ياسين في تصريحات منشورة خلال إضراب للضباط أمام قسم الدقي لتحقيق بعض المطالب منها زيادة دخل الضباط الشهري ، حول تجاوز راتب مديري الأمن حاجز ال900 ألف جنيه شهريًا ، يجعلنا نتخيل الرقم الذي قد يحصل عليه القيادات العليا في المؤسسة العسكرية، الأكثر استقلالية في ميزانيتها ، والتي زادت ثلاثة مرات بعد الثورة . وردا علي طلب المشير السيسي من الشعب التقشف ،نشر نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي جدول غير معروف مدي مصداقيته يوضح مرتبات ضباط الجيش بداية من الملازم الأول وحتى اللواء والتي اقترب مجموعها من حوالي 2 مليار جنيها شهريا وطالبوا العاملين بالقوات المسلحة التبرع بمرتب شهر من أجل مصر قبل أن يطالبوا الشعب الفقير بالتقشف . والجدول لا يتضمن مرتبات كبار القادة وأعضاء المجلس العسكري ، ولكنه يوضح أن راتب اللواء (الأساسي) 13 ألف جنية ، دون أن يوضح ما ذكرناه من بدلات وحوافز من عدة جهات عسكرية . وبحسب تقديرات مختلفة من محررين صحفيين مصريين عسكريين – أشبه بالتخمين منها قربا من الحقيقة – قال بعضهم أن راتب وزير الدفاع المصري الأساسي 35 ألف جنية وقال أخر أنه 50 ألف ، وقال ثالث أن راتب مبارك – وهو ضمن القادة العسكريين - كان 92 ألف ن وبالتالي فالمشير سيكون راتبه أكثر من ذلك ، ولهذا رجحت مصادر أن يكون راتب المشير عبد الفتاح السيسي لا يقل عن ثلاثة ملايين جنيه شهرياً - أي أكثر من نظرائه في أمريكا وإسرائيل – ولكن دون أن تقدم ما يثبت هذا . ويقول الصحفي البريطاني روبرت فيسك أن قادة الجيش المصري يريدون أن يضعوا حد أقصى للأجور ويستثنون أنفسهم ، زاعما أنهم "يلتهمون أكثر من نصف ميزانية الدولة وحدهم" ، وأنوما تجنيه شركات الجيش من أرباح تقدر بالمليارات يتقاسمه القادة مع الضباط الكبار وكثيرون منهم يملكون قصورا في أوروبا يقضون فيها أجازات ويذهب إليها أبنائهم ومعارفهم ، بحسب قوله . 25 جنرالا يحكمون مصر ويقول تقرير ل "معهد واشنطن لدراسات الشرق الادني" بعنوان (Egypt's New Military Brass) ) أو (كبار قادة الجيش الجدد في مصر ) نشر يوم 26 مارس الماضي 2014 أن 25 جنرالا يحكمون مصر في هذه اللحظة، وهم الدائرة المقربة من وزير الدفاع السابق عبد الفتاح السيسي المرشح للرئاسة في مصر . ويقول التقرير أن قرار السيسي بإعادة تشكيل أعضاء «المجلس العسكري» في 17 مارس الماضي قبل تقديم استقالته من الجيش ، هي خطوة غير تقليدية بالنظر إلى أن مثل هذه التغييرات تجري عادة مرتين كل عام، إما في يناير أو يوليو . ويشير إلي أنه قد أبقى ثلاثة مقاعد شاغرة في "المجلس" من خلال إحالة إبراهيم نصوحي ومصطفى الشريف على التقاعد وتعيين محمد عرفات، قائد "المنطقة الجنوبية العسكرية"، رئيساً ل "هيئة التفتيش" ، وفي تغييرات أخرى، تم تعيين أحمد وصفي، القائد السابق ل "الجيش الثاني الميداني"، المدير الجديد للتدريب؛ ويترأس الآن "الجيش الثاني الميداني" و"المنطقة الجنوبية العسكرية" اثنان من الرؤساء السابقين لرئاسة الأركان؛ أما خيرت بركات، المدير السابق ل "إدارة السجلات العسكرية"، فهو الآن مدير إدارة شؤون ضباط القوات المسلحة. ويقول تقرير "معهد واشنطن" أنه في حين قد تبدو هذه التغييرات ذات طبيعة عملياتية، إلا أنها تشير إلى زاوية إستراتيجية أكثر أهمية، لا سيما فيما يتعلق بقرار إعطاء وصفي دوراً أكثر مركزية ، كما سوف يشغل بعض من أقرب حلفاء السيسي داخل المؤسسة العسكرية مناصب رئيسية داخل «المجلس العسكري» والقوات المسلحة ، وبمجرد أن يصبح السيسي رئيساً، فسوف يكون بوسعه الاعتماد على دعمهم، وامتثالهم، والأهم من ذلك ولاءهم له .