«خيانة الوصايا» عنوان لافت لا يمكن أن يمر عليه قارئ كتب كونديرا مرور الكرام، لكن الأخطر من العنوان هو دلالته، فكيف يمكن أن تتم خيانة الوصية، ومن هذا الذي تمت خيانة وصيته؟ يقول كونديرا إن كافكا هو الأديب الرقيق والحساس والمرح - وهو نقيض المتداول عن شخصية كافكا - الذي أوصى صديقه المحتال والفاشل والانتهازي ماكس برود، بحرق رسائله حياء وخجلاً وربما خوفاً من النقد والنقاد، برود هذا هو الذي زور حقيقة شخصية كافكا جاعلاً منها هذه الشخصية المتشائمة اليائسة سوداوية النظرة، وقد قدمها للعالم من خلال تحرير وتحقيق الرسائل الذي ظلت تحت يده وظل يعتاش من ورائها لسببين، عزلة كافكا عن الوسط الأدبي لإصابته بالسل، وتناقضات برود المرضية، هذا ما يكشفه كونديرا في كتابه خيانة الوصايا!!تبدو فكرة خيانة وصية كافكا وتلاعب صديقه برود بملامح شخصيته فكرة غريبة وخطيرة جداً، وهي أقرب لتراجيديا الأعمال السينمائية التي تصب في خانة السوداوية ولكنها السوطاوية الحياتية هذه المرة، خاصة ونحن حيال أديب شفاف وعبقري وحقيقي قد أصيب بالسل ومات باكراً مخلفاً تراثاً أدبياً عظيماً وفق رؤية معينة، وحيال سؤال أخطر حول ما قام به صديقه ماكس برود، فهل يصح توصيف فعله بالخيانة فعلاً؟ ربما من ناحية التلاعب بالملامح النفسية لشخصية كافكا، ولكن من ناحية الاحتفاظ بالرسائل والأعمال الأدبية، فهل يصح اعتبارها خيانة أم تصرفاً أدبياً سليماً؟ وهل تتجزأ الخيانة! لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا