كشف تقرير حقوقي عن أن عدد الشهيدات من طالبات الأزهر بلغ حتى الآن ثلاث طالبات، ومئات المصابات اللاتي يصعب حصرهن بالرصاص الحي والخرطوش والاختناق بالغاز بسبب كثرة تلك الاصابات ، ومن بين الحالات المفجعة التي عرضها التقرير، حالة الطالبة ياسمين نبيل التي فقدت عينها اليسرى يوم 30 يناير 2014 بطلقات خرطوش داخل الحرم الجامعي ، وبالرغم من إصابتها، اعتقلتها قوات الأمن . وأشار التقرير الذي أعده (مرصد طلاب حرية) إلى أن عدد المعتقلات من طالبات جامعة الأزهر – بفروعها المنتشرة في مصر – بلغ 98 معتقلة، من بينهن 35 طالبة تم القبض عليهن من داخل الحرم الجامعي بفرع القاهرة بمدينة نصر . وأشار التقرير لتعرض طالبات جامعة الأزهر لاعتداءات جسدية وانتهاكات قانونية جسيمة وغير مسبوقة في تاريخ الحركة الطلابية كماً ونوعاً، بسبب تعبيرهن عن آرائهن في رفض الانقلاب العسكري والمطالبة بحقوق زملائهن وزميلاتهن ، مؤكدا استشهاد ثلاث طالبات حتي الان واعتقال 98 وممارسة انتهاكات لا حصر لها ضدهن تتضمن انتهاكات جنسية وتلفيق اتهامات . انتهاكات أمنية ممنهجة للطالبات ورصد التقرير تعرض المعتقلات لانتهاكات ممنهجة ومتعددة من قوات الأمن تضمنت الإيذاء البدني والنفسي، مشيرا إلى أن بعض هذه الانتهاكات تمت داخل الحرم الجامعي وبعضها داخل أقسام الشرطة، بينما تمت انتهاكات أخرى داخل السجون ، وتنوعت الانتهاكات المرصودة داخل الحرم الجامعي بجامعة الأزهر بين السب والشتم بعد القاء القبض عليهن، واعتقال الطالبات من داخل لجان الامتحانات، والاعتداء عليهن بالضرب ونزع الحجاب وتمزيق الملابس والسحل داخل الحرم الجامعي قبل تسليمهن للشرطة . وكانت من أكثر الحالات المروعة ما تعرضت له الطالبة جهاد الخياط من تعذيب وحشي عرضها لإصابات بالغة في جسدها وتسبب في إصابتها بالشلل . وتضمن التقرير شهادات موثقة لطالبات تعرضن لانتهاكات غير مسبوقة على يد قوات الشرطة والجيش والأمن الإداري وحتى البلطجية، على مرأى ومسمع من إدارة الجامعة بل وبترحيب منها ، مؤكدا أن أبسط مبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا أضحت معدومة في مصر، وأن سلطات الإنقلاب لا تتقيد بأي خطوط حمراء، وتتجاوز الأعراف المجتمعية الراسخة من مئات السنين، حيث أصبح من السهل الاعتداء والتنكيل بالنساء بشكل لم يحدث حتى في عصر الرئيس المخلوع حسني مبارك . اعتداءات جنسية ورصد التقرير تعرض الطالبات المعتقلات من جامعة الأزهر لانتهاكات جنسية داخل أقسام الشرطة، ومعسكرات الأمن المركزي ، مؤكدا أن تلك الاعتداءات من السب والقذف بألفاظ بذيئة والتفتيش الذاتي، إلى التحرش الجنسي، وتهديد المحتجزات بالاغتصاب ، وأنه تم إجراء كشوف العذرية على 8 طالبات بينما خضعت 35 طالبة أخرى لاختبار الحمل ، كما أجبرت الطالبات على خلع ملابسهن بعد تعذيبهن على يد السجانات . كما شملت الاعتداءات الجنسية إجبار الطالبات على ارتداء ملابس السجن البيضاء الشفافة فوق ملابسهم الداخلية فقط – في عز بر الشتاء – الأمر الذي سبب لهن إيذاء بدنيا ونفسا شديدا ، كما تم تعرية المعتقلين الرجال أمام الطالبات وتعذيبهم أمامهن وإجبارهم على سب أنفسهم وأهليهم والغناء والرقص أمام الطالبات المعتقلات لكسر نفوس الطالبات والطلاب المعتقلين معا . وتضمن التقرير أسماء ورتب ضباط شرطة قاموا بتنفيذ اعتداءات متنوعة على الطالبات أثناء احتجازهن بأقسام الشرطة المختلفة والسجون ، والذين لم تسع أي جهة حقوقية أو حكومية للتحقيق معهم . وأشار التقرير إلى تعرض الطالبات لتلفيق تهم لا يمكن عقلا تصور أن فتيات يستطعن القايم بها، مثل حيازة أسلحة نارية وبيضاء وقنابل حارقة، والاعتداء على قوات الشرطة والجيش، وترويع المواطنين، وقطع الطريق وتعطيل المواصلات العامة والمرور والانضمام لجماعة إرهابية ومقاومة السلطات وتكدير السلم والأمن العام ، وقال التقرير إن عدد من الفتيات أجبرن على الاعتراف بجرائم لم يرتكبنها، كما تم تصويرهن في أقسام الشرطة وبحوزتهن أسلحة وقنابل للتشهير بهن . ومنعت المعتقلات من رؤية ذويهن أثناء الزيارات، ووضع عدد كبير من المعتقلات في أماكن احتجاز ضيقة وقذرة وحرمان المعتقلات المريضات من تلقي العلاج المناسب رغم إصابتهن بإصابات خطيرة وأمراض متعددة، كما منعت عنهن الأدوية . وحذر التقرير من أن تلك الانتهاكات الجسيمة والمتكررة بحق طالبات الأزهر، أصبحت "تمثل تهديدا حقيقيا للسلم الاجتماعي للبلاد وتنذر بتفجر كبير للأوضاع لن يستطيع أحد الوقوف أمامه .