إن معضلة انفلات قدرات الأجهزة الاستخبارية من سيطرة الإدارة، إدارتها أي الإدارة الأميركية عامة، غدت معضلة مرعبة بعد إعلان عضوة لجنة الاستخبارات في الكونجرس عن اكتشاف تجسس الCIA وكالة المخابرات المركزية الأميركية على أعضاء الكونجرس، على الرغم من أن الكونجرس يعد واحداً من اقوى السلطات في الولاياتالمتحدة الأميركية. إذا كانت وكالة المخابرات المركزية لا تمانع من بث لوامسها وقرون الاستشعار الاستخباري حتى إلى اتصالات أعضاء الكونجرس وأجهزة الحواسيب والهواتف الخاصة بهم، فما الذي بقي من واحد من أهم مقدسات النظام الأميركي، اي فصل السلطات: بمعنى أن وكالة المخابرات المركزية هي جزء من السلطة التنفيذية التي يتوجب أن تكون تحت سطوة السلطة التشريعية، الكونجرس، إن الحال المضنية هناك أشبه ما تكون بفشل النوع البشري بالسيطرة على العلم وتقنينه للأهداف البناءة، إذ يتمرد العلم ليستعبد الإنسان بدلاً عن العكس. وهكذا، يتطور خوف هاجسي من أن الإفراط في تضخيم الأجهزة الاستخبارية يمكن أن يقود إلى تمردها، بمعنى "انقلابها" على الإدارة والأخذ بزمام الأمور درجة قيامها بإدارة الإدارة، كما يربي الإنسان وحشاً حتى يكبر فيلتهم من ربّاه. إذا لم يمانع مدير المخابرات المركزية الذي لم يتسنم هذا المنصب الخطير إلا بعد موافقة الكونجرس، من التجسس على أعضاء هذه الهيئة التي عينته، فلم لا ينقلب على الرئيس الذي سبق أن سماه لهذه الوظيفة؟ إنه لسؤال مضنِ بحق. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا