نخاف على قطر، نخاف عليها منها، من أبيها وأمها، حيث باتت المحنة تحكم عنق الزجاجة، فالأفاعي كثيرة متملقة ومتعلقة، ومتسلقة، ومتطرقة إلى شعاب وهضاب لا تريد خيراً لقطر بقدر ما تريد أن تستخدمها عجلة بإطارات عريضة، تشق بها الدروب الوعرة والفجوات المبعثرة والخناقات المتكاثرة، والطريق مزدحم أمام قطر، ورحم الله بلداً عرف قدر نفسه، ولن تستطيع قطر ولا غير قطر أن تعيش خارج الماء الخليجي، فكل القنوات التي تصب حولها ملح أجاج، ومهما استخدمت تلك الأفاعي من وسائل التحلية، فإن قطر لن تستطيع أن تعيش بعيداً عن آبار الخليج العربي لأنها آبار صحراوية، شافية وشفافة، صافية من عوالق النفاق والشقاق والاندلاق والاحتراق التي عرفتها تنظمات أسست على التقية وباطنية السلوك.. لذلك فنحن بقدر ما نخاف على قطر من هذه المخالب المسننة، فإننا نخاف عليها من أبيها وأمها، ومن تطلعات فاقت التصورات، ومن قفزات قد تهلك جسد المهرولين بقوة في غياب أدوات التمكن.. نخاف على قطر لأنها اختارت الطريق المستحيل، ووقفت ما بين أشجار غابة موحشة لن تمنحها الرؤية الواضحة والصحيحة، ومن لا يرى يعيش في الظلام أبد الدهر.. نخاف على قطر من أبيها وأمها لأننا ننتمي إلى أبنائها ولا ننتمي إلى أمها وأبيها.. السياسة التي أطاحت في الثوابت وانتزعت الروح من الجسد بقوة الاندفاع إلى أحلام وأوهام وإسلام أعداء الإسلام، ولا وقت لقطر أن تهيئ نفسها إلا لخيار واحد، خيار الشفاء من فيروس قد يستوطن ويصبح داءً عضالاً، لو طال به الزمن وتمكن من المفاصل والفواصل. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا