إذاً لم تعد الدبابة هي من تحتل المراكز الحيوية وتعلن بياناتها، وتتهم من سبقوها بالعمالة، ليعود المسلسل بانقلابات وتغييرات بالقوة، لأنه الخدعة التي عاشها مواطنو تلك الحكومات بأنهم من تأكد لهم احتكار السلطة وتحويل المواطنين إلى هتافين مسلوبي الوعي والإرادة، لكن زلازل الأحداث الكبرى، والتي انعكست على وعي الإنسان العربي، لم تعد تغريه بالزعيم المنقذ سواء كان عسكرياً أو مدنياً، أو رجل دين، لأن الشروط اختلفت، وصار ميزان التحقق من أي شخصية يقاس بمستوى ما يقدمه لمجتمعه لا ببلاغة خطاباته، وحضوره على وسائل الإعلام، إذا كان لا يؤسس لنظام تتساوى فيه قيم المجتمع ومصالحه، حتى أن الإعلام المسيّس، أو الدعاية التي كانت تطلقها الحكومات بات موضع شك، أمام انتشار الوسائط والوسائل التي صارت هي من تقدم المعلومة والخبر وتطرح الحوار على مستوى تكافؤ الأفكار وتعدديتها، فضاقت المسافة على الحياة التقليدية وينسحب هذا الوعي على الشاب والفتاة، أي أن الفواصل التي كانت أحد أثقال تقييد العقل، بين الموضوعي، واللا موضوعي، صارت تخضع للتحليل المفتوح ومن قبل عناصر، لا تحاصرها المذاهب والأحزاب، أو كارزما الشخص صاحب موقع المسؤولية الأساسية..كثيرون يرون أن الوطن العربي يمر بمرحلة أخرى لكنها مختلفة عن العقود الخمسة الماضية، لأن تحالف الوعي مع الثقافة، واقترانهما بسلوك جديد، هو الحصانة ألا تكون للثكنة السلطة على مراكز الدولة، وإعادة دولاب الحياة السابقة.. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا