أثبتت "إسرائيل" مرة أخرى حضوراً مهماً جداً خلال معرضين للأسلحة نظما حديثاً في آسيا، هما "ديف-إكسبو" (إكسبو الدفاعي) في نيودلهي، ومعرض سنغافورة الجوي . وهي لم تكتف بعرض أحدث أنظمة أسلحتها وأكثرها تطوراً فحسب، بل حصلت أيضاً على بعض صفقات مهمة مع بلدان في المنطقة، ومشاركة عدد كبير من شركات صنع الأسلحة "الإسرائيلية"، الخاصة والمملوكة للدولة، كانت بحد ذاتها مؤشراً على سعي "إسرائيل" لتوثيق تعاون عسكري أمني مع بلدان مثل الهند، وسنغافورة، وفيتنام . ومنطقة آسيا الهادي تبدو أكثر فأكثر سوقاً جذاباً بالنسبة لشركات الأسلحة "الإسرائيلية"، وعلى سبيل المثال، كانت شركات رئيسية مثل "شركة الصناعات العسكرية" قد أبرمت عقوداً مع دول آسيوية عدة عام ،2013 بلغت قيمتها 500 مليون دولار . وبرغم إعلان الهند أن معرض "ديف-إكسبو 2014" سيركز أساساً على المنتجات العسكرية الهندية الصنع، إلا أن الجناح "الإسرائيلي" استقطب جمهوراً كبيراً، بمن فيه مخططون دفاعيون في بلدان عدة . وخلال المعرض، عرضت "شركة الصناعات الجوية الفضائية "الإسرائيلية"" منتجات متنوعة، مثل الزورق غير المأهول "كاثانا" (وهو نسخة تحاكي الطائرات بلا طيار، ومخصصة لحماية منشآت بحرية حيوية مثل منشآت استغلال حقول البترول والغاز، وخطوط الأنابيب تحت الماء)، وأنظمة رادار متقدمة، وأنظمة دفاع جوي . وعرضت "شركة رافائيل "الإسرائيلية"" منتجات مثل نظام "القبة الحديدية" للدفاع الصاروخي، وصواريخ "سبايك" المضادة للدبابات . وفي ،2013 كانت الهند قد درست شراء صواريخ "سبايك" . ومع أن المسؤولين الهنود ترددوا في البداية في شراء نظام "القبة الحديدية"، إلا أنهم غيروا موقفهم عندما أبدت "إسرائيل" استعدادها لمشاطرة الهند التكنولوجيا المتطورة لهذا النظام . ومن الممكن أن يتم توقيع عقد بين الجانبين في غضون الأشهر الستة المقبلة . وكان ل"إسرائيل" أيضاً حضور بارز في معرض سنغافورة الجوي هذا العام، حيث حضره وزير الحرب "الإسرائيلي" موشيه يعالون، ومسؤولون عسكريون كبار، وكذلك مسؤولون كبار يمثلون شركات أسلحة "إسرائيلية"، مثل شركة "إيلبيث" للأنظمة الإلكترونية، التي عرضت أنظمة مثل الطائرة بلا طيار "هيرميس 900"، وجهاز الاستشعار "تريجورز" للمراقبة الحدودية . ومن جهتها، عرضت "شركة الصناعات الجوية الفضائية "الإسرائيلية"" طائرتها بلا طيار "سوبر هيرون" التي تستطيع التحليق بصورة متواصلة لمدة نحو 45 ساعة، والتي حظيت باهتمام كبير من زوار المعرض . وخلال المعرض، أعلنت شركة "إلتا" التابعة ل"شركة الصناعات الجوية الفضائية "الإسرائيلية"" أنها ستبني في سنغافورة مركزاً جديداً للأبحاث والتطوير، سيكون الأول من نوعه في المنطقة، وسيشكل عاملون سنغافوريون نسبة 80 90% من القوة العاملة فيه، ما يوفر فرصاً لعلماء ومهندسين وعمال سنغافوريين . وهذا المشروع المشترك مع مجلس التنمية الاقتصادية السنغافوري يمثل تحولاً من علاقة بين بائع ومشترٍ إلى علاقة تعاون . ويرجح أن تستفيد من هذا المركز أيضاً دول مثل الهند وكوريا الجنوبية . وخلال المعرض، أظهر الزوار اهتماماً كبيراً بنظام أشعة الليزر "آيرون بيم" الذي تنتجه شركة "رافائيل"، والمصمم لاعتراض القذائف الصاروخية، وقذائف المورتر، والطائرات بلا طيار القصيرة المدى . وهناك دولة أخرى تمثل سوقاً واعداً للأسلحة "الإسرائيلية"، هي فيتنام، وعلى سبيل المثال، أقامت "شركة الصناعات الحربية "الإسرائيلية"" منشأة إنتاج في فيتنام، لتزويد جيش الشعب الفيتنامي ببنادق "جليل"، ونظراً إلى ضخامة الجيش الفيتنامي وأسلحته العتيقة، من الممكن أن تشارك "إسرائيل" في المستقبل في تحديث أنظمة أسلحة وتكنولوجيات الجيش الفيتنامي . وكل هذه التطورات تشير إلى إمكانية تعاون عسكري أمني وثيق بين "إسرائيل" وآسيا، كثمرة للتوافق بين برامج دول جنوب وجنوب شرق آسيا، لتحديث قواتها المسلحة، واستعداد "إسرائيل" لنقل تكنولوجيات عسكرية نوع المقال: عام