يحكى أن شعباً قام بثورة من أجل رفض التوريث وللمطالبة بحكم مدني، ثار على أول رئيس مدني لينص رئيساً عسكرياً!! هكذا بات الحال في مصر بعد الانقلاب، وبعد أن أصبح الفريق عبدالفتاح السيسي رئيساً، أو بمعنى أدق مرشحاً رسمياً للرئاسة، بعد أن فوضه المجلس العسكري رسمياً للترشح للرئاسة. وبالأمس القريب، جداً، تحولت الاحتفالات "الرسمية" منقبل سلطات الانقلاب بذكرى ثورة 25 يناير، إلى حملة لمباركة ترشح السيسي رئيساً، بل ذهب الأمر ببعضهم للحديث عن ضرورة تنصيب السيسي رئيساً. هذه الخطوة، المتوقعة سلفاً، فتحت باب التساؤل حول ماهية الطريقة التي سيتم بها وضع السيسي على كرسي رئاسة مصر، والتي لن تخرج عن إقامة انتخابات رئاسية، يراها البعض ستكون "ديكورية" لتجميل المشهد الانتخابي، وإعطاء السيسي وانقلابه شرعية "وهمية" على غرار ما تم في مشهد الاستفتاء على الدستور. مرشحون للرئاسة، أعلنوا في أكثر من مناسبة عن نيتهم الترشح، على رأسهم حمدين صباحي وسامي عنان وأحمد شفيق، وباتت الكرة الآن في ملعبهم ليعلنوا خوض السباق - المعروفة نتيجته سلفاً - أو الانسحاب من السباق نهائياً، فمن سينسحب ومن سيقبل تأدية دور "المحلل" لكرسي الرئاسة؟!