أشخاص تحبهم، وتتمنى أن يرحلوا عن الدنيا ليرتاحوا من عذابات مرض عضال، وأشخاص تتمنى أن يمتد بهم العمر، وهم يقبعون تحت وطأة داء وكأداء، ليذوقوا من أذاقوه لغيرهم، فلعلّ وعسى يكون ذلك عبرة لمن يريد أن يعتبر. شارون هذا الذي مات بعد معاناة مع المرض استمر ثماني سنوات، أحد أكبر الذين لونوا التاريخ، كما أغرقوا الجغرافيا بسيل من دماء المظلومين والمغبونين والمغلوب على أمرهم، كان عندما يدخل مجلس الوزراء الإسرائيلي خاباً جاباً، ساباً القيم الإنسانية بصلافة المتجبرين، المتزمتين، يذهب اليوم بيد ملأى بالسوء، دون أن يجني من زاد الدنيا سوى دعوات المقهورين الذين سحقوا تحت جنازر البغض والكراهية في صبرا وشاتيلا، وفي غزة والضفة الغربية. يذهب شارون كما ذهب غيره من الطغاة وفي أكفانهم تفوح رائحة الموت، وأنفاس الأرواح التي أزهقت ظلماً وعدواناً .. يذهب شارون ويا ليت اليوم، من يقتل ويسفك الدماء، في أكثر من بلد عربي التي أصيبت بداء الحرية المزعومة، أن يعي الدرس، وأن يستوعب أن طريق المجد لا يبدأ من تدفق أوردة الذين غدروا، والذين هدروا، والذين طردوا من مآلاتهم ليذوقوا مرارة الحرمان، ونكسة الذل والهوان، ومأساة الانكسار والفقدان .. يا ليت تصحوا الأفكار السوداوية وتخرج من كهوف الظلام، وتعرف أن الله حق، وأن الإنسان هو الأغلى والأنفس في هذا الكون (... مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً...)، وهؤلاء يقتلون بالجملة، ويسفون ويتعسفون، ويخسفون تحت سهام شعارات بانت مثل الأمطار الحمضية، تقضي على كل شيء ولا تبقي ولا تذر، شعارات غيرت معالم التاريخ وشوهت الحضارات وأبادت جذور الفكر الإنساني وأصحابها لا يزالون يعتقدون أنهم يملكون مفاتيح الجنّة، وعلى سواعدهم يمر الصراط المستقيم. لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا