إن ما نشره المدعو الإستراتيجى عن محاضرته فى قيادة الدفاع الجوى يمثل تصعيدا خطيرا فى التعامل مع ثورة يناير، يتطلب توضيحا رسميا لحقيقة موقف القيادة العسكرية من ثورة يناير وما إذا كانت مؤامرة أمريكية ليفهم كل مواطن لماذا أعلن الجيش عن دعمه لها، وأنا هنا لا أتحدث عما سمعته ورأيته مع الملايين من تأييد رسمى للثورة عبر وسائل الإعلام، بل أحكى عن تجارب شخصية شاهدتها عندما دُعيت مع عدد من الكتاب والإعلاميين خلال الشهور الثلاثة الأولى التى أعقبت ثورة يناير إلى لقاءات مع كبار قادة الجيش مثل المشير حسين طنطاوى والفريق سامى عنان ورئيس المخابرات الحربية اللواء عبدالفتاح السيسى واللواء محمد العصار، وقد سمعت منهم جميعا عبارات مديح وتمجيد فى الثورة وشهدائها وشبابها، وتأكيدات على انحياز الجيش المطلق للثورة، وقسمًا بالشرف العسكرى على تحقيق مطالبها، بل وإعلانا فى أكثر من موضع وببعض التفاصيل عن رفض قادة الجيش لما كان يحدث فى عهد مبارك من ظلم وفساد وبيع للوطن ومشروع لتوريث النجل جمال. لذلك فإن صمت قادة المجلس العسكرى الآن على اتهام ثورة يناير بأنها مؤامرة أمريكية يجعل منهم شركاء فى المؤامرة لو كانوا قد علموا بها وأخفوها عن الشعب الذى كان سيصدقهم لو كشفوها له منذ أول لحظة، ويجعل منهم مقصرين فى حماية السيادة الوطنية إذا كانوا قد خُدعوا مثل بقية الشعب فى اعتبارها ثورة شعبية لا مؤامرة أمريكية، ويجعل منهم مفرطين فى حق دماء شهداء ثورة يناير التى أدوا لها التحية العسكرية إذا كانوا يعلمون بطلان هذه الاتهامات ومع ذلك يصمتون عليها ويتركونها تروج لدرجة الوصول إلى قلب مراكز القيادة، ولذلك وجب عليهم أن يصارحوا الشعب فورا بحقيقة موقفهم، لكى يقول لا للدستور الذى يدعم مؤامرة أمريكية يسمونها ثورة، ولكى يلتف بعدها حول قيادته فى معاداة أمريكا وجميع عملائها بعد أن يتم تقديمهم للعدالة بالوثائق والمستندات بدلا من شغل التلقيح والتسريب وقلة القيمة. كفاكم استهانة بدماء الشهداء، واتقوا الله فى مصر لقراءة هذا المقال كاملا اضعط هنا