اعترف المحلل الصهيوني تسفي بارئيل في مقال بصحيفة هاآرتس بأن مشروع الدستور الجديد من إملاء الجيش وتحت إشرافه، وأشار إلى وجود خلافات في الإدارة الأمريكية بين مستشاري الرئيس أوباما ووزير خارجيته جون كيري حول الموقف من مصر، معتبرا أن الرئيس المصري القادم سيكون مجرد "ختم مطاطي" وأن السلطة الحقيقية ستكون في يد وزير الدفاع. وقال الكاتب في مقال نشر أمس الأربعاء: " لن يكون الدستور الجديد هو الدستور الحلم الذي يحلم به الليبراليون، فعلى سبيل المثال، وزير الدفاع سيتم ترشيحه من قبل المجلس العسكري، وسيحتفظ بسلطة عليا، ويسمح له بالبقاء لفترتين رئاسيتين، ولكن يكون الرئيس قادرا على إقالته، وسيصبح الرئيس مجرد ختم مطاطي". وتابع الكاتب: " بند آخر يسمح بالمحاكمات العسكرية للمدنيين، بما يعد تقهقرا من إنجازات حقتتها حكومة مرسي، والتي قامت بإلغاء هذا البند. من اعتقد أن مشاركة الإخوان المسلمين في الانتخابات، وقبضتهم على الرئاسة كانت علامة على الديمقراطية في مصر، يجب عليه الآن ان يتعامل مع بند دستوري يمنع الأحزاب التي تحمل أساسا دينيا من المشاركة السياسية". وأردف قائلا: " على ما يبدو، فإن هذا البند هو فصل بدائي بين الدولة والدين، وخطوة لمنع أي فوز مستقبلي للإخوان المسلمين في الإنتخابات، لكن ليس من المحتمل أن يحظى ذلك بقبول السلفيين، الذين هم أعضاء لجنة الدستور، أو أي من الأحزاب الدينية الأخرى، التي تحاول إظهار عدم وجود تناقض بين السياسة الملائمة والدين. بعض هذه الأحزاب قد يعمد إلى تعديل سياساتها، بينما قد تحجم أحزاب أخرى عن المشاركة". وأضاف: " ردا على سؤال حول الفرق بين ذلك البند وسياسيات الرئيس السابق حسني مبارك، قال بعض أعضاء لجنة الدستور إن الحظر ينبع من دستور تم تأسيسه بطرق ديمقراطية، بينما في عهد مبارك كان قرارا تعسفيا". وعلق الكاتب ساخرا: " إنه بالفعل فارق جوهري، تصبح بواسطته الديمقراطية نوع من الطغيان". ومضى يقول: " لا يتعين على المرء أن يكون أحد أنصار الإخوان المسلمين لإدراك أن صياغة الدستور الجديد تم تمليتها من قبل الجيش، وسوف يخضع لإشرافه. قائد الجيش عبد الفتاح السيسي رفض التعليق عما إذا كان سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة مكتفيا بقوله "دعنا نرى ماذا سيحدث في الأيام القادمة". وتابع الكاتب الصهيوني: " الأيام القادمة تضع الإدارة الأمريكية في ورطة، وخلقت نوعا من الشقاق الداخلي. مستشارو أوباما في مجلس الأمن القومي لا زالوا يؤمنون أن مصر في حاجة إلى العقاب بسبب الانقلاب العسكري، والإطاحة بالإخوان المسلمين، وهو ما يحيد عن طريق الديمقراطية الذي يدعمه أوباما، أما جون كيري وزير الخارجية فهو يعتقد أن سياسة جديدة ضرورية، تجنبا لسيناريو كسر مصر لروابطها مع الولاياتالمتحدة، والبحث عن التقارب مع روسيا، وتكوين تحالف مع السعودية ،مثل هذا المحور سوف يقدم الولاياتالمتحدة وكأنها عدو للعرب بسبب التقارب مع إيران"، ونوه إلى تصريحات كيري بأن الإخوان قاموا بسرقة ثورة يناير.