المصريون في الخارج أثبتوا للعالم أجمع أن معظم الشعب المصري على قلب رجل واحد داخل الحدود أو خارجها ضد الانقلاب العسكري على الرئيس المدني المنتخب وذلك عبر تظاهراتهم المستمرة منذ حدوث الانقلاب في 3 يوليو الماضي. فهم مستمرون في حراك شعبي تلقائي ولن يتوقفوا، وتمثل هذا الحراك في هتافات واعتراضات ووقفات احتجاجية سلمية تجاه عدد من الشخصيات التي شاركت أو أيدت الانقلاب من مثقفين ومطربين وأكاديميين وسياسيين وفنانين، بمواقف وثقتها فيديوهات انتشرت على نطاق واسع، وكان حراكهم يتم على التوازي مع حراك شعبي أوسع بالداخل. وأكد خبراء، حسبما نقلت عنهم "الحرية والعدالة" أن ما يحدث من حراك شعبي سلمي خارج الوطن يعتبر نجاحًا للضغوط الشعبية ولحراك رفض الانقلاب دوليا في التأثير على الرأي العام العالمي والمجتمع المدني فيه ومؤسسات الإعلام في دول عديدة مما وضعها في حرج شديد منعها من إبداء أي دعم للانقلاب ومنعها من الاعتراف الرسمي الصريح، وتثبيت العزلة الدولية على الانقلاب سياسيا واقتصاديا من 187 دولة، وأجهض الجهود الرسمية من مؤيديه سواء بإفريقيا وأوروبا أو غيرهما. وقد خرج المصريون بالخارج بشكل تلقائي وعفوي ومتحضر يعبرون عن موقفهم الرافض للانقلابيين في زياراتهم للخارج وكشفوا بوقفاتهم وهتافاتهم وإشارة رابعة رمز الصمود تجاه هؤلاء مدى عدالة قضيتهم وظلم هؤلاء وتناقضاتهم. وقد انسحب معظم ممثلي دول العالم من قاعة الأممالمتحدة أثناء إلقاء نبيل فهمي - وزير خارجية الانقلاب - كلمة مصر نيابة عن المستشار عدلي منصور الذي لم يسافر إلى مقر الهيئة خوفا من عدم اعتراف معظم الدولة بشرعيته. وأظهرت كاميرات القاعة الموجودة في أثناء كلمة فهمي أمام الأممالمتحدة، خلو القاعة تماما من الحضور ما عدا وفود بعض الدول العربية المعترفة بالانقلاب وتداول النشطاء هذا الفيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". برلين وهناك عدة نماذج يمكن رصدها، منها تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" و"يوتيوب" فيديو يظهر منى مكرم عبيد -إحدى الموقعين على استمارة تدخل الجيش في الحياة السياسية والانقلاب العسكري على الشرعية في الثالث من يوليو الماضي - عند وصولها إلى العاصمة الألمانية برلين، قيام عدد من المصريين المقيمين بألمانيا والرافضين للانقلاب العسكري بمحاصرتها بهتافات "يسقط يسقط حكم العسكر" بعدة لغات. ورفع المصريون المحتجون لافتات تندد بحضورها برلين لقيامها بإقناع المسئولين الألمان بأن ما يحدث في مصر ثورة وليس انقلابا عسكريا. لندن وطردت جماهير مصرية مقيمة في لندن، والرافضة للانقلاب العسكري، محمد النبوي -أحد مؤسسي حركة تمرد- من مؤتمر معهد الدراسات الشرقية والإفريقية الذي عقد في لندن، ومنعته من حضور المؤتمر، مما اضطر منظميه إلى تهريبه من الباب الخلفي. وكان النبوي يشارك بالمؤتمر في محاولة لإضفاء صبغة دولية على الانقلاب بهدف إقناع الغرب بأن ما حدث في مصر في الثالث من شهر يوليو الماضي لم يكن انقلابا وإنما كان ثورة شعبية، على حد زعمه. باريس كما احتج قطاع من الجماهير المصرية المقيمة في العاصمة الفرنسية باريس على حضور الكاتب علاء الأسواني، المؤيد للانقلاب العسكري، لباريس لإلقاء محاضرة أدبية بمقر معهد العالم العربي بباريس؛ حيث تعالت أصواتهم بالهتافات المنددة بالانقلاب "يسقط حكم العسكر"، رافعين شعار "رابعة" رمز الصمود، مما اضطر المنظمين إلى تهريبه من السلالم الخلفية وذلك بعد استفزاز "الأسواني" لهم وتعديه عليهم بالسب والشتم. السويد لاحقت هتافات رافضي الانقلاب العسكري بعض أعضاء الوفد المصري المشارك في مهرجان مالمو للسينما العربية بالسويد، وكان يضم الوفد لبلبة وعبير صبري وآخرين أشادوا بما حدث في 30 يونيو .. وذهب المتظاهرون لمكان احتفالية المشاركين بالمهرجان مما جعل 5 فنانين يمتنعون عن الحضور، ودخلت البقية من أبواب جانبية، وكان المتظاهرون على علم بتحركاتهم وحاصروهم أينما ذهبوا. المغرب وفي المغرب، رفض الجمهور المغاربي تأييد المطربة شيرين عبد الوهاب للانقلاب خلال مشاركتها في مهرجان "تطوان" بالتصفير والضجيج ومطالبتها بالنزول، وبالفعل لم تكمل حفلتها. اتساع دوائر الرفض من جانبه، يرى الدكتور بدر شافعي -أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة- أن اتساع دوائر الرفض الشعبي للمصريين بالخارج ضد الانقلاب وداعميه ووفوده يدل على وجود حركة كبيرة بالخارج من قبل مؤيدي الرئيس مرسي والشرعية ورافضي الانقلاب، وهي حركة حققت نجاحا على المستوى الشعبي وعلى مستوى المجتمع المدني في نطاق رفض ما حدث ب30 يونيو، ومن ثم وضعت السلطة القائمة وكذلك الدول الأوروبية في حرج شديد، فمن ناحية هذه الدول رغم إقرارها الضمني بالانقلاب وعدم رفضها، إلا أنها لا تستطيع إعلان دعمها الرسمي له حتى الآن. وأكد "شافعي" أن هذه التظاهرات والوقفات والمواقف الشعبية بالخارج ضد رموز الانقلاب وداعميه تضع ضغوطا على حكومات هذه الدول من خلال الرأي العام بداخلها ومن ثم تكون هناك صعوبة لدى السلطات القائمة في مصر عند إرسال وفود رسمية أو غير رسمية لتوضيح ما حدث بمصر بعد 30 يونيو، وهو ما تمثل في حالة الرفض الشديد التي ظهرت بالنسبة لهؤلاء وعدم الاعتراف الصريح الرسمي وظلت فقط سبع دول أو أقل اعترفت بالانقلاب رسميا، والباقي لم يعترف، فهي دول تسعى لتحقيق مصالحلها ولكن الضغوط الشعبية تجعلها تخشى التأييد الرسمي.