تحاول الولاياتالمتحدة إنقاذ الانقلاب الدامي في مصر ولكن بطريقة ملتوية فها هي تلتف على إرادة المصريين عبر اقتطاع جزء من المعونة العسكرية بما يحشدهم ضدها وقوفا مع جيش بلدهم لينسوا بذلك ولو بشكل مؤقت "الانقلاب" الدموي. ذكرت صحيفة الوول ستريت جورنال الأمريكية في تقرير نشرته اليوم الخميس أن قطع المساعدات لن يمثل ضغطًا على الجيش المصري حتى يحترم حقوق الإنسان بعد مقتل المئات من أنصار الرئيس محمد مرسي برصاص الجيش والشرطة. ونقلت عن شادي حميد مدير الأبحاث بمركز بروكينجز بالدوحة قوله، إن قرار الإدارة الأمريكية خطير لأنه لا يمثل ضغطًا على الجيش المصري لكنه يزيد من غضب المصريين تجاه الولاياتالمتحدة الذين يعتبرون القرار يضر بجيش بلادهم. وقالت الصحيفة نقلا عن أحد الخبراء إن الولاياتالمتحدة ما زالت تدعم الانقلاب في مصر وأن القرار لم يغير كثيرًا من قناعات مؤيدي مرسي الذين على قناعة بأن أمريكا دعمت الانقلاب. واستكمالا للمسلسل فقد انتقدت الحكومة اليوم القرار الأمريكي بتعليق بعض مساعداتها العسكرية للقاهرة، ووصفته بالقرار الخاطيء. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية إن القرار خاطيء، وإن مصر لن ترضخ لضغوط واشنطن وهي ماضية في طريقها نحو الديمقراطية كما هو محدد في خارطة المستقبل، على حد تعبيره. وأضاف المتحدث أن "مصر يهمها أيضاً استمرار العلاقات الطيبة مع الولاياتالمتحدة،" وأنها "ستتخذ قرارتها فيما يتعلق بالشأن الداخلي باستقلالية تامة ودون مؤثرات خارجية"، وستعمل على "ضمان تأمين احتياجاتها الحيوية بشكل متواصل ومنتظم، خاصة فيما يتعلق بأمنها القومي". وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جنيفر ساكي قالت في بيان، إن واشنطن ستجمد تسليم معدات عسكرية ثقيلة ومساعدات مالية نقدية قدرها 260 مليون دولار للحكومة المصرية في انتظار إحراز تقدم ذي مصداقية نحو حكومة مدنية منتخبة ديمقراطياً. وجاء في البيان أنه سيتم وقف تسليم مصر دبابات وطائرات من طراز إف - 16 ومروحيات أباتشي. وأشار البيان إلى أن استئناف تقديم المساعدات لمصر سيعتمد على ضمان سيادة القانون والحريات والاقتصاد الحر. وأضاف البيان أن واشنطن ستواصل تسليم مساعدات تتعلق بمحاربة الإرهاب وتأمين سيناء. وعلى الرغم من الرسالة "القوية" المفترضة التي أرسلتها الولاياتالمتحدة إلى مصر تعبيرا عن استياءها من الانقلاب، كان وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيجل قد الفريق عبد الفتاح السيسي وزير الدفاع بخفض المعونة وذلك خلال اتصال هاتفي أمس استغرق أربعين دقيقة، ووُصِف بأنه ودي على حد تعبير وكالة الأنباء الألمانية. وترى إسرائيل أن المساعدات الأمريكية لمصر جزء لا يتجزأ من معاهدة كامب ديفد للسلام التي أبرمتها مع مصر عام 1979، وهي من ثم ضرورية للحفاظ على استقرار المنطقة.