لم يكتف مفتي الجمهورية السابق علي جمعة باشتراكه في أنهار الدماء التي سفكتها سلطات الانقلاب بميداني رابعة العدوية والنهضة، من خلال فتواه الشهيرة قبل مجزرة الفض، والتي اعتبر فيها المعتصمين بمثابة خوارج، يجوز قتلهم، بل واصل تحريضه في مقطع فيديو مسرب جديد، قال خلالها نصا" اضرب في المليان، طوبى لمن قتلهم وقتلوه"، مطالبا باستكمال عمليات القتل، في استباحة رخيصة وإجرامية لحرمة النفس البشرية، تستوجب محاكمته جنائيا، بل أنه أباح حرق المساجد. ووفقا للفيديو المسرب الذي تداوله نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" اليوم الثلاثاء، ظهر جمعة وهو يلقي كلمة بحضور قيادات جيش وشرطة، بعد فض الاعتصام ، وعلى رأسهم قادة الانقلاب وزيري الدفاع والداخلية عبد الفتاح السيسي ومحمد إبراهيم. ومن ضمن ما قاله جمعة في اللقاء المسرب: " اضرب في المليان إياك أن تضحي بأفرادك وجنودك من أجل هؤلاء الخوارج، طوبى لمن قتلهم وقتلوه، من قتلهم كان أولى بالله منهم". وتابع: " يجب أن نطهر مدينتنا ومصرنا من هذه الأوباش...إنهم لا يستحقون مصريتنا..ناس نتنة ريحتهم وحشة من الداخل والخارج..يجب أن نتبرأ منهم براءة الذئب من دم بن يعقوب". واستطرد: "الإمام المحجور سقطت شرعيته، وأمره قد ذهب إلى القضاء، فسقطت شرعيته". وأضاف مخاطبا الحضور: ولقد تواترت الرؤى لتأييدكم من قبل رسول الله ومن قبل أولياء الله". وأردف: " عندما رأيت صور مسجد الفتح..الزبالة والنجاسة والرعب الذي كانوا فيه وكأن الله أنزله في قلوبهم"، مبررا مذبحة رمسيس التي وقعت في 16 أغسطس، والتي شهدت بعدها محاصرة قوات الجيش والشرطة لرافضي الانقلاب داخل مسجد الفتح". واستحل جمعة حرق المساجد بقوله: " مسجد حرقه رسول الله، لماذا، لأنه لا يريد هذه اللواعة، ولا هذا الإثم في الظاهر، والفساد في الباطن ، ولذلك سمى الخوارج بكلاب النار". وتابع في لهجة تحريضية واضحة، محاولا إعطاء صبغة دينية على جرائم القتل الوحشية: " لا تخف بدعوى الدين، فالدين معك ورسوله معك ورسوله معك والمؤمنون معك، والشعب بعد ذلك ظهير لك". ومضى يقول: " شكرا لكم هذه هي سماحة الإسلام، هذه هي قوة الإسلام، هذه هي حلاوة الإسلام".