لم تكن هذه المشروعات إلا للاستهلاك الإعلامي،، ولم تكن إلا مجرد أحلام في عقول من يتحدثون عنها.. هكذا كان يصف معارضو الرئيس محمد مرسي، كل ما تخرج حكومته لتعلنه من مشروعات وإنجازات... إلا أن هذه الأحلام - التي هي في الواقع حقيقة مؤكدة - لم يجد الانقلابيون سوى أن يسعينوا بها، أو بالأحرى يسرقوها وينسبوها لأنفسهم. «الانقلاب حرامي».. لم يجد معارضو الانقلاب أبلغ من هذا الوصف كي يوجهوه للانقلابيين الذين سطوا على مشروعات موجودة على أرض الواقع منذ عام حكم مرسي، بل باتوا يتفاخرون بها في مشهد يعبر عن حقيقة انقلاب سرق وطناً كاملاً بشعبه وإرادته الحرة، فلن يخجل بالطبع أن يسرق مشروعاً هنا أو فكرة هناك! بلوتو «إينار سابقاً» منذ عدة شهور، خرجت حكومة هشام قنديل لتعلن عن صناعة أول جهاز لوحي «تابلت» مصري، أطلقت عليه اسم «إينار» وكان من إنتاج شركة بنها للصناعات الإلكترونية، ورغم أن معارضي الرئيس وقتها شككوا في هذا المشروع، بالقول إنه تمت صناعته بالخارج وتم تجميعه فقط في مصر، إلا أنهم لجأوا له كنوع من تبييض وجه حكومة الببلاوي، وذلك بعد أن أعلنوا عن إطلاق تابلت «بلوتو»، الذي قالوا في البداية إنه سيكون منافساً ل «إينار» ولكن الحقيقة التي يقرها البعض أن إينار أصبح بلوتو على أيدي الانقلابيين. عربات المترو وكما كان الحال مع إينار، كان مع «المترو»، إذ أعلنت حكومة الانقلاب عن تعاقدها لإنتاج عربات جديدة لمترو الأنفاق، تقوم بها الهيئة العربية للتصنيع، وهو اعتبره البعض سطواً جديداً من الانقلابيين على مشروعات تحدثت عنها حكومة مرسي. ورغم الاتهامات التي وجهت للحكومة وقتها بأن هذا المشروع تم الاتفاق عليه قبل الثورة، وأن حكومة مرسي ليس لها فضل فيه، إلا أن الانقلابيين لم يجدوا حرجاً في أن ينسبوا هذا المشروع لأنفسهم ويضعوه ضمن انجازاتهم. كهرباء السعودية ومع اختفاء حمرة الخجل من وجوه الانقلابيين، أصدر الرئيس المعين عدلي منصور، قراراً ببدء مشروع الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، والذي اعتبرته حكومة الانقلاب أحد انجازاتها، رغم أن هذا المشروع تم توقيع مذكرة التفاهم الخاصة به خلال حكم الرئيس مرسي. واستهدف المشروع، بحسب المذكرة، تبادل الكهرباء وقت الذروة بين البلدين بقدرة 3 آلاف ميجاوات، عبر خط يصل طوله إلى 1300 كم داخل مصر، وكابل بحري بطول 20 كم. وتم الاتفاق وقتها على أن يتم البدء في المشروع في بداية عام 2014، وسيستغرق تنفيذه 3 سنوات. الكروت الذكية لعله كان أكثر وزراء حكومة قنديل نجاحاً وجهداً، إنه الوزير باسم عودة، والذي حقق على الأرض نتائج إيجابية واضحة، لم يقابلها معارضوه إلا بالشائعات أو بالتقليل من جهوده، تلك الجهود التي تعرضت هي الأخرى لسطو انقلابي. وكان أكثر ما نسبه الانقلابيون لأنفسهم من مجهودات عودة، الكروت الذكية، والتي سبق وأن عارضوها هم أنفسهم، حيث أكد وزير البترول في حكومة الانقلاب تطبيق نظام الكروت الذكية وأن «حكومته» تعمل على إنجاز هذا المشروع الذي سيعود بمردود إيجابي وسيحد من مشاكل الوقود.