أكد عمرو حمزاوي رئيس حزب مصر الحرية أن غياب الديمقراطية وظهور نظم الاستبداد والسلطوية والموجات الفاشية يترتب عليه اختفاء المواطن الفرد الذى يتحول إلى مجرد عضو فى كتل صماء تستدعى لتأييد اختيارات وسياسات نخب الحكم أو يمارس ضدها القمع والاستبعاد والإقصاء. وأضاف حمزاوي في مقاله على جريدة "الشروق"، أن الاستدعاء للتأييد كما فى القمع لا وجود للمواطن الفرد ولا شرعية لاختياراته، فقط كتل صماء تصنفها نخب الحكم إلى طالحة وصالحة أو شريفة وفاسدة أو مخلصة وخائنة وفقا لمعايير الولاء والتأييد. وأوضح ان هذه النظم تعمل على قمع الحريات وحقوق الإنسان وتباعد بين دولها ومجتمعاتها وبين التحول الديمقراطى أو تنقلب على الديمقراطية، إلى توظيف ثنائياتها التصنيفية إما لحشد التأييد الجماهيرى لسياسات واختيارات بعينها أو لصناعة انطباع زائف بالقبول الشعبى أو لتصعيد الضغوط المادية والمعنوية على المعارضين والمدافعين عن حريات وحقوق المواطن الفرد بتوصيفهم كطالحين أو فاسدين أو خونة. وأشار حمزاوي إلى أن نظم الاستبداد والسلطوية والفاشية الحديثة، تفشل في إعدام كتل المواطنين الصالحة والشريفة والمخلصة بشكل كلي. وضرب رئيس حزب مصر الحرية أمثلة لبعض الأنظمة الفاشية والمستبدة التي فشلت في القضاء على الشرفاء في العديد من الدول بداخلها قائلا " كتلة صماء من مواطنين شرفاء يحرقون كتابات ولوحات وقصائد الأدباء والرسامين والشعراء الألمان المنتمين للديانة اليهودية وغيرهم من المدافعين عن الحرية فى ثلاثينيات القرن الماضى. كتل صماء من مواطنين شرفاء يتورطون على امتداد القارة الأوروبية فى ترحيل اليهود الأوروبيين إلى معسكرات الاعتقال وأفران الغاز فى ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضى. كتل صماء من مواطنين شرفاء يؤيدون الديكتاتوريات العسكرية فى إسبانيا والبرتغال وبعض جمهوريات أمريكا اللاتينية ويهللون للقمع وللقتل وأحيانا لجرائم ضد الإنسانية (ضد السكان الأصليين فى أمريكا اللاتينية)". ورأى حمزاوي أن هذا الأمر لم يكن بعيد فى عالمنا العربى، حيث شغلت كتل المواطنين الشرفاء حيزا واسعا فى الحياة المجتمعية والسياسية مع صعود نظم الحكم المستبدة والسلطوية فى النصف الثانى من القرن العشرين. وفى المقابل، استبعدت القطاعات والمجموعات التى صنفت كفاسدة أو خائنة أو معادية للثورة أو رجعية، إلى آخر هذه التصنيفات التى لم يغب إلى اليوم رنين تواترها وضجيجها عن مسامع المصريات والمصريين الذين عاشوا الخمسينيات والستينيات بوعى أو عن العراقيات والعراقيين الذين عاصروا حكم الطاغية صدام حسين أو عن الأحياء من السوريات والسوريين الذين يعيشون كارثة القتل والجرائم ضد الإنسانية تحت يافطات التصنيف والتمييز بين الشرفاء والفاسدين. وختم حمزاوي مقالته بقوله إنه لايستبعد عودة ظاهرة المواطنين الشرفاء إلى مصر، مستشهدا بقيام ثورة يناير التى أرادت الحرية والحق والديمقراطية والكرامة، و دفاع هذه الكتل الصماء عن انتهاكات الحريات والحقوق والحلول الأمنية ..