الاعتراف بالخطأ خير من التمادي فيه، هكذا كان لسان حال نائب رئيس الوزراء التركي بولنت أرينج عندما اعترف بأن معاملة الشرطة العنيفة تجاه متظاهري حديقة جيزي المحتجين على قرار حكومي بإعادة تطوير ميدان تقسيم في اسطنبول، كانت عنيفة. لكن أرينج شدد أيضاً في تصريحات أوردتها صحيفة "حريت ديلي نيوز" على أن الحكومة لا تدين شيئا للمخربين، وتابع أن أوامر مشددة صدرت للشرطة بعدم استعمال قنابل الغاز المسيلة للدموع إلا في حالة الدفاع عن النفس. وزاد المسؤول التركي بقوله :"إن ردود الفعل الأولية للمحتجين كان منطقية وشرعية"، مشيراً إلى أنه يتحدث بلسان حال رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان الذي يزور المغرب حالياً. وطالب أرينج الأحزاب المعارضة بالتحلي بالمسؤولية، ووجه شكراً خاصاً لزعيم حزب الشعب الجمهوري كمال أوجلي بتصريحه من أنه سيشارك في المظاهرات كمواطن، وليس بصفته الحزبية. جاء ذلك متسقاً مع تصريحات للرئيس التركي عبد الله جول، ووزير الخارجية أحمد داوود أوغلو تسير في إطار من التهدئة، لاسيما عقب تصريحات لأردوغان اعتبرها محللون غير موفقة، إذ حملت نوعا من التحدي واستعراض القوة. المثل يقول "معظم النار من مستصغر الشرر" وبالتالي فطن المسؤولون الأتراك أن تصريحا غير موفق قد ينقل إلى أنقرة ربيعا تركيا.