إنها المعركة الأخيرة التي يترتب على خسارتها ضياع مستقبل ما يسمى بحزب الله في لبنان، وانكسار "محور الممانعة والمقاومة" المزعوم. مدينة القصير الاستراتيجية في ريف حمص، يقطنها نحو ثلاثين ألفا من المسلمين والمسيحيين، وهي بمثابة الشريان الذي يربط العاصمة دمشق بالساحل السوري، تبعد عن الحدود اللبنانية أقل من 10 كيلو مترات، ويعتبرها حزب الله معركة حياة أو موت، لأن الجيش الحر حال سيطرته على المدينة؛ سيقطع خطوط الإمداد بين الحزب وبين قوات الأسد، وبالتالي بين الحزب وإيران. الحزب يحشد مقاتليه أفاد شهود عيان في لبنان أن أعداداً كبيرة من حزب الله مدججة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة اجتازت منطقة الهرمل اللبنانية في طريقها إلى مدينة القصير في ريف حمص للقتال إلى جانب قوات الأسد، ونقلت صحيفة القدس العربي أن الحزب سحب مقاتليه منذ الخميس الماضي من مناطق بيروت والجنوب باتجاه الحدود اللبنانية السورية في منطقة الهرمل، ثم إلى القصير. حصار المدينة من جهاتها الأربع نفى ناشطون سوريون ما أعلنه نظام الأسد حول سيطرته على مدينة القصير، لكنهم في الوقت ذاته أكدوا أن عناصر ما يسمى بحزب الله يقصفون المدينة من جهة الجنوب والغرب، في الوقت الذي تضرب فيه قوات الأسد المدينة من الشمال والشرق. وأكدت مصادر الثوار أن قوات الأسد وشبيحته مدعومين بعناصر حزب الله والحرس الثوري الإيراني اقترفوا مجازر في القصير راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى، ووصل معدل القذائف إلى خمسين قذيفة في الدقيقة الواحدة‘ فيما وصفت بأنها أشرس عمليات قتالية تشارك فيها قوات حزب الله طوال الصراع المستمر في سوريا منذ أكثر من عامين، وأضافوا أن حزب الله يساعد الأسد فيما يبدو على تأمين ممر حيوي في حال كان ذلك مطلوبا مع التطورات الميدانية. القصير ممر لبناء الدولة العلوية في بيان عاجل أطلقه أهالي حمص وناشطوها أكدوا فيه أن بشار الأسد يحشد قواته وقوات حزب الله والحرس الثوري الإيراني من أجل دخول مدينة القصير التي ينوي تحويلها إلى ممر لبناء دولته العلوية. وذكر البيان أن ما تشهده القصير اليوم ليس معركة بين جيشين، بل هناك جيش أسدي لا يتوانى عن قصفه للشعب السوري وقتله بشتى الوسائل، وحركة مقاومة شعبية من أبناء القصير الذين يدافعون بسلاح بسيط عن أرضهم وعرضهم وكرامتهم. وقال البيان إن القصير لا تواجه اليوم جيش الأسد فحسب، الذي عجز أمام بطولات مقاتلي القصير وتلاحمهم مع أهلها الصامدين، فاضطر إلى الاستعانة بحليفه الإيراني عبر مليشيا حزب الله. يأتي ذلك بينما أعلنت فرنسا أنها "قلقة جدا" من الأوضاع في مدينة القصير عقب الحملة التي شنتها قوات الجيش النظامي مدعومة بعناصر حزب الله. الائتلاف يستنجد بالعرب الائتلاف الوطني السوري المعارض استنجد بالجامعة العربية للتدخل لانقاذ مدينة القصير بريف حمص وسكانها من دمار ومجازر ترتكبها قوات الأسد وحلفاؤها من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. ودعا الائتلاف إلى عقد اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية المدينة مطالبا «جامعة الدول العربية وأمينها العام بالدعوة إلى اجتماع طارىء لوزراء الخارجية العرب لاتخاذ ما يلزم لحماية القصير من العدوان السافر». الحزب يعدم 23 طفلا وامرأة أعلنت القيادة المشتركة للجيش السوري الحر في بيان لها اليوم عن تحقيق "نجاح كبير" في معارك مدينة القصير بريف حمص، وفي الوقت ذاته اتهمت حزب الله اللبناني بإعدام 23 طفلا وامرأة في مجزرة جماعية قرب بلدة ربلة. "إن تكونو تألمون فإنهم يألمون" المسؤول البارز والقيادي بالحزب فادي الجزار هلك في معارك القصير، كما اعترفت مصادر من الحزب بمقتل ستة عشر من عناصره وجرح ستين آخرين في المعارك الدائرة حول مدينة القصير بريف حمص أمس الأحد، فيما نقلت وكالة رويترز عن نشطاء سوريين أن نحو 30 من مقاتلي الحزب لقوا حتفهم بالإضافة إلى 20 من أفراد قوات الأسد والشبيحة في المعارك التي دارت اليوم الاثنين. وأكد الثوار أنهم يبدون مقاومة شديدة في القصير التي أعلن المتحدث باسم الهيئة العامة للثورة في حمص أن مجزرة وقعت في هذه المدينة نتيجة القصف المدفعي المتواصل لقوات النظام المدعومة بعناصر حزب الله.