ذكرت صحيفة "وورلد تريبيون" الأمريكية أن إيران قامت بنشر ما يقرب من 50 ألف جندي في سوريا لمساعدتها في صراعها ضد المعارضة المسلحة في البلاد. ونقلت الصحيفة عن الجنرال أفيف كوخافي، رئيس شعبة الاستخبارات في جيش الكيان الصهيوني، قوله إن إيران تتحمل الكثير من المسؤولية في الحملة القمعية السورية التي يقوم بها نظام بشار ضد المعارضة السنية. وقال كوفاخي إن إيران وحزب الله يدعمون الأسد عسكريًا على الأرض، بالإضافة إلى الدعم الإستراتيجي والإستخباراتي، مؤكداً أن إيران نشرت مقاتلين شيعة من حزب الله في سوريا لحماية نظام الرئيس السوري بشار الأسد، نظرًا لإنخفاض أعداد الجيش السوري النظامي إلى خمسين ألف فقط. ونوه الجنرال الصهيوني إلى أن إيران ستخسر حليفها الوحيد في المنطقة الذي يحيط بالكيان الصهيوني، وبالتالي ستفقد القدرة على تحويل الأسلحة إلى حزب الله عبر سوريا، ولذلك فإن إيران وحزب الله يبذلون كل ما في وسعهم لمساعدة نظام الأسد، مشيرًا إلى أن السقوط الوشيك للنظام السوري يحمل خسارة كبيرة لكل من إيران وحزب الله. وشدد كوفاخي، خلال خطابه أمام مؤتمر هرتسليا في الرابع عشر من مارس، على أن التدخل الإيراني في الأزمة السورية أكبر بكثير مما يعترف به حلف الناتو. وأضاف رئيس الاستخبارات العسكرية في الكيان الصهيوني إن الحرس الثوري الإيراني، وكذلك حزب الله قاموا بتشكيل قوة عسكرية خاصة من أجل حماية النظام السوري. وصرح كوفاخي، أحد أبرز القادة العسكريين في الكيان الصهيوني، بأن القوة العسكرية التي ترعاها إيران والتي يطلق عليها "الجيش الشعبي" سوف تصل قريبا إلى حوال 100 ألف مقاتل. وأفادت الصحيفة أن الجيش الشعبي، الذي تم إنشاؤه في عام 2012، يعتبر مثالاُ للسيطرة الإيرانية على دمشق، مشيرة إلى أن اللواء قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للجيش الثوري الإيراني يُشرف بنفسه على تلك القوات. ونقلت الصحيفة عن مسئولين أن سليماني سافر إلى دمشق خلال الأشهر الماضية لقيادة العمليات ضد المعارضة السورية المسلحة. وقال كوفاخي إن الجيش الشعبي يعد تجسيدًا للهيمنة الإيرانية على سوريا حتى مع سقوط بشار الأسد، مضيفًا أن إيران وحزب الله لا يريدون خسارة سوريا كحليف استراتيجي سواء في ظل النظام الحالي، أو حتى بعد رحيله. وتأتي هذه التصريحات في الوقت الذي كثفت القوات الجوية السورية من هجماتها على الجيش السوري الحر. حيث أكد كوفاخي أن القوات الجوية السورية تقوم بحوالي 40-50 عملية أسبوعيًا، مشيرًا إلى أن بعض الوحدات تقوم بإطلاق صواريخ سكود بي وصواريخ إم 600، حيث أطلق القوات السورية حوالي 70 صاروخ منذ بداية الأزمة السورية وإلى الآن. وحول تقييم المخابرات الصهيونية للتهديدات التي تمثلها عناصر القاعدة التي انضمت للمعارضة السورية، صرح كوفاخي بأن "جماعات الجهاد الإرهابية" تنتشر في جميع أنحاء سوريا وكذلك في شبه جزرة سيناء، ولذلك يتزايد خطر شن هجوم من قبل قوات الكيان الصهيوني ضد هولاء الجهاديين أو بواسطة الجهاديين ضد اسرائيل. وتشهد سوريا منذ ما يقرب من عامين حركة احتجاجات مناهضة للنظام الحاكم تطورت لتشهد عمليات عسكرية وأعمال عنف فى معظم المناطق، ما أدى لسقوط آلاف الضحايا بين قتيل وجريح ونزوح مئات الآلاف الآخرين إلى داخل وخارج البلاد. ولا يزال المجتمع الدولي إلى الأن عاجزًا عن تقديم أية حلول لوقف نزيف الدم السوري.