تبادلت الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بشأن استخدام الأسلحة الكيماوية في الهجوم الغامض الذي أودى بحياة ما يقرب من 25 شخصا، وجرح حوالي 110 آخرين في حلب الثلاثاء الماضي. وذكرت شبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية في تقرير لها صباح اليوم الاثنين أن الحكومة السورية أرسلت إلى محققي الأممالمتحدة نتائج اختبارات دماء الضحايا، وعينات التربة وحطام الصواريخ الخاصة بالهجوم. واتهمت الحكومة السورية المعارضة باستخدام أسلحة كيماوية في هجوم علي منطقة خان العسل في محافظة حلب شمالي سوريا. فيما أكدت المعارضة السورية أنها ليس لديها إمكانية للوصول إلى الأسلحة كيماوية، أو إلى الصواريخ اللازمة لاستخدامها في الهجوم. وقالت قيادات من داخل المعارضة السورية إن القوات الحكومية هي التي أطلقت الصواريخ الكيماوية على المدنيين وعلى قوات المعارضة. وأضافت الشبكة أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وغيره من المسئولين الأمريكين أكدوا أكثر من مرة في الأيام الأخيرة على عدم وجود تقارير مخابراتية حول استخدام المعارضة السورية للأسلحة الكيماوية ضد القوات النظامية في سوريا. وفي تصريح لشبكة سي إن إن الإخبارية الأمريكية، قال مسئول عسكري أمريكي مطلع ليس هناك إشارات قوية على استخدام أسلحة كيماوية في الهجوم. ورجح المسئول الأمريكي أن يكون الأشخاص الذين ظهروا في الفيديو، الذي بثه التلفزيون الرسمي االسوري، قد تعرضوا عمدًا إلى مواد كيماوية مثل الكلور، ولكن هذا تلك المواد ليست هي المواد الكيماوية المدمرة للخلايا العصبية أو ماشابه ذلك." وذكرت "سي إن إن" نقلاً عن مصادر طبية و عسكرية، لم يتم ذكر أسمائهم، أن دمشق تؤكد استخدام كميات صغيرة من مزيج الكلور ومحلول الملح في الهجوم الصاروخي الذي وقع بحلب. وكتب الصحفي أليكس تومسون على مدونته "إن كافة المصادر الطبية تتحدث عن أن عدد من الضحايا يعانون من شكاوي متنوعة تتعلق بالجهاز التنفسي بدًءا من صعوبة التنفس، والإغماء والتقيؤ وفقدان الوعي وحتى الموت." وأكد طومسون أنه في معظم الحالات لم يكن هناك أي علامات على حدوث إصابات تقليدية التي تحدث بسبب الإنفجارات مثل التمزقات الخارجية، والحروق، أو الكسور. ووفقا لتلك المصادر، قال طومسون إن معظم الصواريخ كان يتم إطلاقها احيانًا من المنطقة التي تُسيطر عليها جبهة النصرة الإسلامية، وهي الجماعة الأكثر فعالية في مقاومة النظام السوري والتي تعتمد على مقاتلين لديهم خبرة قتالية سابقة سواء في العراق أو في أماكن أخرى. وفي ديسمبر من العام الماضي، أدرجت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أدرجت الجماعة على لائحة المنظمات الإرهابية التي لها صلات بتنظيم القاعدة في العراق. ومن جهته، شكك جان باسكال وهو خبير في الأسلحة الكيميائية وباحث خبير في في معهد الدراسات الأمنية التابع للاتحاد الأوروبي، من احتمالية استخدام الكلور في هجوم حلب. وكتب في رسالة على البريد الإلكتروني إن صاروخ صغير لا يمكن تعبئته بالكمية اللازمة لقتل 25 شخصًا. وأكد طومسون أن الكلور لم يتم إضافته على المواد المحظورة في الحروب إلى الآن. ومن الجدير بالذكر، أن الكلور غير مدرج على أي من القوائم الثلاث للمواد الكيميائية المحظورة في اتفاقية الأسلحة الكيماوية التي تم إبرامها عام 1997. ويعتقد المحللون أن الحكومة السورية قد يكون لديها أحد أكبر مخزونات الأسلحة الكيميائية في العالم، وعلى وجه التحديد، غازات السارين والخردل، وغاز " VX" السام، وهي الغازات التي تم حظرها بموجب القانون الدولي. ومن جانبها أعلنت الحكومة السورية، من جانبها، عدم صحة هذه الإدعاءات أكثر من مرة، رغم أنها ليست من الدول الموقعة على اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية. وتنص اتفاقية الأسلحة الكيميائية على حظر إنتاج وتخزين واستعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. وفي الأشهر الأخيرة، افادت عدة تقارير بأن القوات السورية نقلت بالمفعل بعض مخزونات الأسلحة الكيميائية، ربما بسبب تدهور الأوضاع الأمنية في البلاد، مما أدى إلى زيادة المخاوف من وقوع بعض من تلك المخزونات في أيدي الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة والتي تعمل مع المعارضة السورية لإسقاط النظام السوري.