كل إنسانة مقبلة على الزواج تكون متخيلة إلى حد بعيد أنها قد ارتبطت بإنسان هو أشبه بالملاك وأن صفاتك الإيجابية ومميزاته تغلب على شخصيته وأنها بالفعل أحسنت الاختيار، ولكنها حتى تحتفظ بحياة سعيدة في المستقبل وتتمكن من ممارسة الحب بكل صوره مع شريك حياتها عليها أن تدرك جيدًا أن هناك بعض العادات السلبية والصفات التي ترتبت على تلك العادات لدى زوجها، ومن ثم لابد من تعلم كيفية احتواء هذه العادات السلبية وتغييرها بقدر الإمكان. وحتى لا تشعري بالصدمة أو الإحباط مع كل عادة سلبية قد تظهر على سلوك زوجك بعد الزواج يجدر بك أن تتخذي قرارًا مسبقًا بأنك وبالحب والتفاهم قادرة على تغيير هذه السلوكيات والعادات والانتقال بزوجك إلى حالة أكثر قربًا من شخصيتك وأكثر انسجامًا مع طبيعتك. ورغم أن التغيير في سلوك وعادات إنسان مسألة شاقة وتحتاج إلى قدر كبير من ضبط النفس والصبر والعزيمة، ورغم أن عموم الرجال لا يتقبلون فكرة تغيير عاداتهم لاسيما إن لم يكن هناك داع قوي لذلك، إلا أنك يجب أن تتمسكي بالإرادة وتصري على إقناع زوجك بالأهداف الجيدة والمهمة التي يمكن أن تتحقق بعد تغيير تلك العادات السيئة التى تثير غضبك. وفيما يلي استعراض لثلاث من هذه العادات السلبية لدى بعض الأزواج مع طرح مبسط لكيفية علاجها: 1- الإهمال في وضع الملابس وتعمد ترك الصحون والأكواب: هذه العادة السلبية عند بعض الرجال تعاني منها الكثير من النساء حول العالم، لأن الزوج في هذه الحالة يلقي ملابسه على الأرض والفراش دائمًا بدون أي اهتمام بوضعها في المكان المخصص لها، ولا يتردد في ترك الأكواب والصحون الفارغة في أي مكان، وهذا يؤدي إلى تحميل الزوجة أعباء إضافية مستمرة، وقد لا يلاحظ الزوج مدى المعاناة التي تعيشها الزوجة بسبب ذلك إلا لو أقدمت هي على مصارحته بأسلوب طيب لكي يبدأ في تغيير هذا السلوك ولو بشكل تدريجي. المهم أن تحرص الزوجة على متابعة مدى تغيير الزوج لهذا السلوك السيء وأحيانًا قد تضطر لعدم تجهيز ما يريد من ملابس في الوقت المناسب لكي ترسل له رسالة واضحة بأن السبب في هذا الإهمال عدم اكتراثه بتعبها. 2- الانشغال الدائم بأجهزة الكمبيوتر والجوال والتلفاز: هذه الأجهزة كان يجب أن يكون الهدف منها هو أن تعين الإنسان على أداء أدواره في الحياة بمزيد من اليسر والبساطة، ولكن هذه الأجهزة في كثير من الأحيان تكون مجالاً أمام الرجال ليمارسوا عليها عادة الانشغال عن الحياة بكاملها، وأول من تتأثر بهذا الانشغال هي الزوجة التي تشعر بالتجاهل والجفاف والبرود في الحياة، ويمكن للزوجة أن تصارح زوجها بضرورة الا يكون معتادًا على الانشغال عنها بهاتفه وجهاز الكمبيوتر لأنها تحتاج إلى أن يكون قريبًا منها بوجدانه ومشاعره وتفكيره. 3- عدم الاستماع إلى الزوجة بالتركيز الكافي: المرأة بطبيعتها كائن حساس رقيق المشاعر ويحتاج إلى اهتمام وانتباه خاصة من قبل الزوج، والكثير من النساء يعانين من عدم إنصات أزواجهن لهن بالتركيز الكافي حيث تبدأ هي في الكلام أحيانًا ويبدأ الزوج في الوقت نفسه في الأحلام والخيال والتفكير في أي أمر آخر بحيث يكتفي بالردود المبهمة على كلام الزوجة، وفي النهاية تشعر الزوجة بدرجة كبيرة من الإهانة بسبب اعتياد زوجها على عدم توجيه قلبه وعقله لها عندما تتحدث معه في موضوع ما. وللتغلب على هذه العادة السلبية في الزوج يجب على الزوجة أن تختار الأوقات المناسبة للموضوعات التي تبدأها وأن تحرص في كلامها على أن تكون لبقة وجذابة في أسلوب العرض لتضمن أن تحصل على اهتمام الزوج وفضوله، ويمكنها كذلك أثناء الحوار أن تستخدم كل فترة أسلوب الأسئلة لتضمن متابعته لها في الحوار بشكل حقيقي.