توالت ردود الفعل في العواصم الأوروبية على تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون بإجراء استفتاء حول عضوية بلاده في الاتحاد الأوروبي. وقال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ساخراً ، "إذا كانت بريطانيا تريد ترك أوروبا فسنفتح لها الباب" ، مردداً نفس الكلمات التي استخدمها كاميرون نفسه عندما وجه الدعوة لرجال الأعمال الفرنسيين الذين ضاقوا ذرعاً بالضرائب المرتفعة للانتقال إلى بريطانيا. أما مارتن شولتز رئيس البرلمان الأوروبي فقال ، "إن بريطانيا توجه الاتهامات لكنها هي من يتحمل معظم اللوم عن كافة التأخيرات في أوروبا ، إن كل ما يريده كاميرون هو إحداث تغيير يصب فقط في مصلحة بريطانيا وهذا ليس عدلاً". وقال كارل بيلت وزير خارجية السويد ، "إن فكرة العضوية المرنة التي طرحها كاميرون تبدو جيدة ، لكنها ستقود إلى حيث لا تكون هناك أوروبا على الإطلاق .. مجرد فوضى". وأكدت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل ، إنها مستعدة لمناقشة الرغبات البريطانية ، ولكنها شددت على "أن لدول أخرى أيضا رغبات وعلينا في نهاية المطاف التوصل إلى تسوية تحقق التوازن". وكان وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله قد صرح في وقت سابق بأن بلاده تريد أن تبقى بريطانيا عضوا نشيطا وبناء في الاتحاد الأوروبي. وأوضح "إن لندن لا يمكنها أن تتعامل مع أوروبا وكأنها أمام قائمة طعام تستطيع أن تنتقي منها ما تشاء وتختار السياسات التي تروق لها ، إن الانتقاء ليس خياراً". يذكر أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون تعهد أمس الأربعاء بإجراء استفتاء قبل نهاية عام 2017 لاتخاذ قرار بخصوص عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي في حال فوزه في الانتخابات المقبلة. وقال كاميرون في كلمة في حي المال بلندن ، "سيكون استفتاء على البقاء أو الخروج من عضوية الاتحاد الأوروبي" . وأضاف "أنه يريد إعادة التفاوض على شروط عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي لأن خيبة أمل عامة الناس بالاتحاد الأوروبي أكبر من أي وقت مضى" ، محذراً من أنه إذا لم يطبق الاتحاد الأوروبي الإصلاحات التي طلبها فإن بريطانيا ستخرج من الاتحاد الذي يضم 27 دولة".