(الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ) [الرعد: 28] حقا فلا يوجد أفضل من ذكر الله والإستعانة به كوسيلة ناجحة للقضاء على هموم الإنسان ومشاكله ..إن طمأنينة القلب وراحته لن تجد سبيلا إلا بإتباع منهج الله الصحيح وإتباع سنة الرسول لانها هي الفطرة السليمة الحقيقية التي خلقها الله لعباده وقد أكدت دراسة علمية أن الإيمان بالله عز وجل والمحافظة على الصلاة والخشوع والتضرع لله وأداء الزكاة وصوم رمضان وقراءة القرآن الكريم، علاج فاعل لكل الأمراض النفسية التي قد تصيب الإنسان فالامراض النفسية مثل القلق والاكتئاب والوسواس القهري والصداع والخوف من المرض والأرق تعاني منها شعوب الغرب بسبب الإبتعاد عن الشريعة الإسلامية السمحة وللأسف منها ما تسرَّب إلى مجتمعاتنا بسبب البعد عن الله وكتابه وأوامره وإجتناب نواهيه فالله تعالى يقول: (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آَيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى * وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآَيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى) [طه: 124-127 وأكدت الدراسة أن الإيمان بالله عز وجل هو أول وسيلة لتحقيق الوقاية والعلاج من المرض النفسي: فأول وسيلة تؤمن للإنسان أعلى مستوى من الصحة النفسية هي تحقيقه الكامل للتوحيد ومعنى الشهادتين وابتعاده عن كل أبواب الشرك واجتنابه البدع والخرافات. فالإيمان بالله إذا ما بثَّ في نفس الإنسان منذ الصغر فإنه يعزز ثقته بنفسه ويمنحه الثبات ويحميه من الحيرة والتخبط ويكسبه مناعة ووقاية من الإصابة بالأمراض النفسية كما بينت الدراسة أن لقيام الليل عظيم الأثر فى تفريج الهموم وتفريغ الأحزان مما يساهم فى التخلص من القلق والتوتر العصببي ويساعد فى توفير الاسترخاء والراحة النفسية حيث يستفيق المسلم من فراشه ليقف مصلياً مناجياً لله يبثه شكواه وينفس عن هموم أثقلت صدره وأرقت مضجعه ويسأله اللطف والشفاء من كل داء (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا * هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا * تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا) [الأحزاب: 41-44]. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول لسيدنا بلال بن رباح رضي الله عنه (يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها) ويعدّ الوضوء وسيلة مماثلة للوسائل التي يستخدمها أطباء العلاج النفسي لعلاج مرضاهم، بالماء فغسل الأعضاء بشكل مستمر يساهم في التخفيف من حدة التوتر والتقليل من وطأة الأحزان والهموم فجسم الإنسان تنتشر في أجزائه شعيرات عصبية تتأثر بكل ما يتلقاه العقل والجسد من انفعالات، وتعريض هذه الشعيرات للماء يؤدي لبرودها وتهدئتها.