أعرب وزير خارجية كوسوفا أنور هوجا عن اعتقاده بأنه حان الوقت لتتخذ مصر قراراً إيجابياً بشأن الاعتراف بدولة كوسوفا. وقال هوجا في حوار خاص مع صحيفة التغيير يوم الثلاثاء إن التركيز المصري خلال العامين الماضيين كان ينصب على تجاوز الفترة الانتقالية، مؤكدا أنه يلمس حالياً تقدماً كبيراً وتغيراً هائلاً في مصر، وهو ما يجعل لديها سياسة جديدة بشأن الاعتراف بكوسوفا. وفيما يلي نص الحوار: بداية ما الهدف من زيارتك للقاهرة؟ * هذه زيارتي الثانية لمصر حيث سبق لي أن زرت القاهرة في سبتمبر 2011، وتضمنت أجندة زيارتي مقابلة مع وزير الخارجية محمد كامل عمرو وكان لقاءً مثمراً، حيث ناقشت معه التطورات التي تمر بها كوسوفا، كما قمت بمقابلة الأمين العام للجامعة العربية السيد نبيل العربي. هل ترى ثمة تغييرات في السياسة المصرية تجاه كوسوفا؟ * نحن ممتنون لمصر على المستوى الحكومي ولوزير الخارجية محمد كامل عمرو، كما أننا ممتنون لشعب مصر لدورهم في دعم كوسوفا؛ حيث ساعدتنا مصر في الحصول على عضوية البنك الأوروبي للتعمير والتنمية العام الماضي، كما قدمت إلينا مصر يد العون للحصول على عضويات مختلفة في مؤسسات دولية مثل صندوق النقد الدولي، وأعتقد أن مصر تعتزم انتهاج سياسة جديدة تحمل المزيد من المساندة لكوسوفا. هل تلقيت أي وعود من مصر؟ * أخبرني وزير الخارجية محمد كامل عمرو أن مصر تدرس بجدية مسألة الاعتراف بكوسوفا، لكن على العموم مثل هذه القرارات هي قرارات سيادية للدول، لذا لا يمكنني التحدث باسم الحكومة المصرية، لكن ما أستطيع قوله هو أن شعب كوسوفا ناضل خلال العشرين سنة الأخيرة من أجل الاستقلال، وتحدونا ذات التطلعات التي تسعى إليها العديد من الدول العربية في السنوات الأخيرة، في الكفاح لنيل الكرامة والعدالة والحرية وأعتقد أنه حان الوقت لتتخذ مصر قرارا إيجابيا بشأن الاعتراف بكوسوفا. كيف تفسر البطء المصري في اتخاذ قرار يتعلق بالاعتراف بكوسوفا؟ * كان التركيز المصري حكومة وشعباً خلال العامين الماضيين ينصب على تجاوز الفترة الانتقالية، وألمح تقدماً كبيراً وتغييراً هائلاً حققته مصر مقارنة بزيارتي الأولى عام 2011، وأنا متيقن من أن مصر بوضعها الجديد لديها سياسة جديدة بشأن الاعتراف بكوسوفا، لكنني أؤكد مجدداً أنه قرار يخص حكومة مصر، ولا يحق لي التعليق عليه. هل توجد اتصالات مباشرة بين الرئيسين المصري والكوسوفي؟ * لم نستطع خلال العام الماضي ترتيب لقاء بين الرئيسين، لكني أؤكد أن الرئيس الكوسوفي مهتم للغاية بتوطيد العلاقات مع مصر، نحن مهتمون للغاية بمحاولة ترتيب زيارة إلى مصر في المستقبل القريب للرئيس ورئيس الوزراء، وتتعدى أهمية تلك الزيارة مسألة الاعتراف بكوسوفا، إلى ما بعد تلك المرحلة تتمثل في الرغبة الحثيثة في تعاون مشترك وثيق في مجالات الاقتصاد والتجارة والتعليم والثقافة، لاسيما وأن مصر تمنح العديد من المنح الدراسية لطلاب من كوسوفا للدراسة في القاهرة وغيرها من المدن المصرية، ونتطلع أن يأتي طلاب مصريون للدراسة في كوسوفا حيث لدينا تعليم متطور على النسق الأمريكي والبريطاني. ما رسالتك للقمة الإسلامية المزمع انعقادها في مصر في بداية شهر فبراير المقبل؟ * لقد شاركت في القمة السابقة التي أقيمت في جيبوتي، على مستوى وزراء خارجية الدول المشاركة، حيث تلقيت دعوتين للمشاركة من منظمة التعاون الإسلامي، ورئيس وزراء جيبوتي، وآمل أن تشارك كوسوفا في القمة المقبلة، بالتأكيد فإن الفكرة الأساسية من مشاركة كوسوفا هو إطلاع كافة الدول المشاركة على التقدم الذي حققته كوسوفا خلال الخمس سنوات الماضية، بشأن تحقيق هدف دولة مستقلة ورسالتي الأساسية للمؤتمر هي أن الدول الإسلامية لديها التزامات أخلاقية بالاعتراف بكوسوفا ودعم مواطنيها لاسيما وأنها تمتلك أغلبية مسلمة وأعتقد أن الوقت مناسب للحكومة المصرية والحكومات العربية وأعضاء منظمة التعاون الإسلامي، للاعتراف بكوسوفا كدولة مستقلة. هل تعتقد أن ثمة ضغوط على الدول العربية لرفض الاعتراف بكوسوفا؟ * لا أعتقد ذلك، فخلال الأعوام الماضية، جنحت العديد من الدول إلى التركيز على أوضاعها الداخلية، الكثير من الحكومات لا تعير تركيزاً كبيراً نحو الشؤون الخارجية، لذا أعتقد بأن الاعتراف الكامل بكوسوفا مسألة وقت لذا يجب أن نتحلى بالصبر كما أنه ليس من المهم فقط الحصول على الاعتراف بكوسوفا ولكن من المهم أيضاً تأمين علاقات وروابط وطيدة، الشعبان المصري والكوسوفي يجمعهما روابط تاريخية مشتركة وثقافة مشتركة ودين واحد، وهو ما يسهل من سُبل التعاون الوثيق. كيف ترى مستقبل مصر؟ * أشعر بالفخر من تحقق توقعاتي التي نقلتها للعديد من وزراء الخارجية عند بداية المرحلة الانتقالية في مصر حيث كنت من القلائل الذين تنبئوا أن تمر المرحلة الانتقالية في مصر بشكل هادئ وسلس بعيداً عن العنف، مصر دولة عظيمة، من أعرق وأقدم الدول، لديكم حضارة عظيمة، كما أن المجتمع المصري الأكثر يقظة وديناميكية في هذا الجزء من العالم، أتوقع مستقبلاً زاهيًا لمصر، كما أن قرارات الرئيس المصري وحكومته والبرلمان والنهج المتبع لتشكيل السياسة المصرية الجديدة يمثل نموذجاً عظيماً للعديد من دول العالم. هل تعتقد بحدوث تغير في موازين القوى بين إسرائيل وفلسطين كانعكاس للتغير السياسي في مصر؟ * أعتقد أن مصر تمثل عاملاً رئيسياً لتحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط، فيما يتعلق بدورها في إقناع الأطراف للجلوس على طاولة المفاوضات، عبر طرق سلمية للوصول إلى حلول حيث يبذل الرئيس مرسي ورئيس الوزراء ووزير الخارجية جهوداً مهمة في دعم الاستقرار في مناطق مختلفة من العالم أعتقد بأن مصر ضمن الدول الأكثر أهمية في جامعة الدول العربية كما أنها أحد أهم أعضاء منظمة التعاون الإسلامي وأحد أهم الدول الإفريقية، وهو ما يعني أن مصر لاعب أصلي ومتعدد على الساحة السياسية النهج الذي يتعبه الرئيس والحكومة يمثل الكثير لكوسوفا وأوروبا. ما هي توقعاتك لمستقبل سورية؟ * كوسوفا من أوائل الدول الأوروبية التي دعمت الشعب السوري، لاسيما وأن كوسوفا هي الأخرى تعرضت للقمع فترات طويلة على يد ميلوسوفيتش الذي ارتكب نظامه إبادة جماعية في كوسوفا والبوسنة نحن قلقون للغاية من الوضع في سورية وقمنا بإدانة العنف الذي يمارسه الأسد ضد شعبه، لا أرى أي فارق بين نظام الأسد ونظام ميلوسوفيتش، يجب أن يتوقف الأسد عن قتل شعبه، ويترك السلطة، كما يجب أن يتاح للشعب السوري فرصة التمتع بمستقبل مشرق وديمقراطي، أعتقد أن الوقت قد حان حقيقة لوقف القتل في سورية، وعلى المجتمع الدولي القيام بدوره في إيقاف العنف.