رغم أن الجنيه المصري سجل تراجعاً أمام الدولار بنحو 5 قروش مقارنة باليومين الماضيين، إلا أن حزمة الاجراءات التي تم اتخاذها سواء من جانب البنك المركزي أو من خلال مبادرات العاملين بالخارج ستقود الجنيه إلى التعافي خلال الأيام القادمة طبقاً لتوقعات خبراء أسواق الصرف. وكان الجنيه قد شهد خلال الأيام الماضية حملة شرسة من جانب تجار السوق السوداء من ناحية باحتكار الدولار وتعطيش السوق لانخفاض قيمة الجنية أمام الدولار وتحقيق مكاسب شخصية من خلال بيع ما يكتنزونه من دولارات، كما شهد حملة ممنهجة أيضاً من جانب وسائل الإعلام التي بثت العديد من الشائعات باختفاء الجنيه من البنوك والصرافات وهو ما خلق طلباً وهمياً على الدولار أحدث أزمة حقيقية عصفت بقيمة الجنيه أمام الدولار وخسر الأول ما يقرب من 60 قرشاً من قيمة في أيام قليلة. تفاؤل ورغم سيطرة النظرة التشاؤمية على البعض إلا أن هناك العديد من المبشرات تدعو للتفاؤل بعودة الاستقرار للحالة الاقتصادية وعبور الأزمة الحالية بسلام وبأقل خسائر خاصة وأن السوق المصري من أكثر الأسواق خصوبة وقدرةً على استرداد عافيتها. وجاء على رأس هذه الإجراءات آليات البنك المركزي من خلال طرح مزادات للعملة الأجنبية تحاول تفادي المزيد من الهبوط، حيث طرح المركزي عطاءات بلغت قيمتها نحو 470 مليون دولار على البنوك خلال أسبوعين لتوفير احتياجات البنوك من الدولار وضخ سيولة دولارية في السوق تواجه الطلب الحالي، حيث تعتبر آلية المركزي وسيلة قوية للحفاظ على احتياطي النقد الأجنبي وترشيد استخداماته، خاصةً وأن هذه الآلية مستخدمة في الكثير من دول العالم. منحه قطرية ولعل ما أعلن عنه رئيس الوزراء القطري في زيارته للقاهرة الثلاثاء عن زيادة الدعم المقدم لمصر إلى 5 مليارات دولار بواقع 4 مليارات في شكل قرض ومليار دولار منحة لا ترد حتى تتمكن من عبور أزمتها الاقتصادية الحالية. في الوقت نفسه كان للوديعة القطرية رد فعل إيجابي اليوم على البورصة والتي ارتفعت مؤشراتها بنحو جماعي لدى نهاية تعاملات جلسة يوم الأربعاء، وأغلق مؤشرها الرئيسي "اى جى أكس 30"، الذى يقيس أداء أنشط ثلاثين شركة، على ارتفاع قدره 1.08% تعادل 62.67 نقطة ليصل إلى مستوي 5866.91 نقطة محققاً أعلي مستوي منذ 30 أكتوبر الماضي. وصعد مؤشر الأسهم الصغيرة والمتوسطة "اى جى أكس 70" متجاوزاً مستوي ال 500 نقطة بمقدار 0.23% تعادل 1.14 نقطة إلى 502.40 نقطة، فيما ارتفع مؤشر "اى جى أكس 100"، الأوسع نطاقاً الذى يضم الشركات المكونة لمؤشري "اى جى أكس 30 و 70"، بمقدار 0.42% تعادل 3.56 نقاط ليصل إلى 844.21 نقطة. وربح رأس المال السوقي للبورصة ما يقرب من 2.642 مليار جنيه ليصل الي 393.122 مليار جنيه ارتفاعاً من 390.48 مليار جنيه خلال تعاملات الثلاثاء. وأكد خبراء أسواق المالي أن ارتفاع البورصة تأثر بشكل مؤكد بتصريحات رئيس الوزراء القطري بأن بلاده سلمت مصر خمسة مليارات دولار، مشيرين إلى أن ذلك يمهد الطريق لمزيد من المساعدات من قبل الأشقاء العرب لتجاوز الأزمة الاقتصادية في مصر. قرض الصندوق لم يغفل السوق أيضاً استئناف المفاوضات مع صندوق النقد الدولي للحصول على القرض والذي من المفترض أن يتبعه انتعاشة حقيقية للسوق المصري نتيجة معالجته لعجز الموازنة أولاً ثم زيادة السيولة الدولارية ثانياً فضلاً عن كسب ثقة مؤسسات التمويل الدولية وهم ما سينعكس على دعمها للاقتصاد المصري بشكل كبير. على الجانب الآخر كان لمبادرة المصريين العاملين في الخرج أيضاً رد فعل نسبي على السوق المصري بعد إقبال المصريين على تحويل مدخراتهم إلى مصر بالدولار.