جذب الاستفتاء على الدستور المصري أنظار الإعلام الغربي، إذ تكمن أهميته في أنه يشكل مرحلة هامة في ترسيخ الاستقرار في مصر وإخماد حالة الصراع التي عمت البلاد في الآونة الأخيرة، بينما يرى البعض أن تمرير الدستور لن يخمد النار المشتعلة. جيش يحمي الاستفتاء ذكرت صحيفة "شيكاغو تريبيون" الأمريكية أن حالة الاحتقان الشديدة دفعت الجيش للانضمام إلى الشرطة في مهمة تأمين لجان الاستفتاء، عقب الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين أنصار ومعارضي الرئيس، على خلفية الإعلان الدستوري المثير للجدل. ونوهت الصحيفة إلى أن الاستفتاء قسم إلى مرحلتين أولهما والأخرى السبت القادم إثر نقص عدد القضاة المشرفين على الاستفتاء نتيجة انقسامهم ما بين مؤيد ومعارض لقرارات مرسي الأخيرة، وتابعت إلى أن وقت الاستفتاء قد يمتد لما بعد السابعة مساء إذا زاد الضغط على اللجان. يأتي ذلك فيما ذكرت صحيفة يو إس إيه توداي الأمريكية أن الاشتباكات التي وقعت في الأسكندرية أمس عقب صلاة الجمعة بين رافضين لمشروع الدستور ومؤيدين له أدخلت التوجس والخوف من إمكانية حدوث ما يحمد عقباه في الاستفتاء على الدستور الذي بدأ اليوم السبت. وأشارت إلى أن كلا المعسكرين المؤيد والمعارض كرسا جهودهما لحشد أنصارهم تجاه التصويت بأ " نعم" أو " لا" وسط حالة من التوتر الشديد دفعت المسؤولين إلى الاستعانة ب 120 ألف جندي لتأمين الموقف، كما نوهت إلى تصريحات "الجماعة الإسلامية" حول استعدادها لإرسال لجان شعبية لتأمين مقار الاستفتاء. انقسام المجتمع وتحت عنوان :"المصريون يصوتون على دستور مُقسم"، ذكرت وكالة أنباء رويترز البريطانية أن مشروع الدستور ينظر إليه الإسلاميون على أنه المخرج الوحيد للصراع السياسي بينما يقول المعارضون إن الموافقة عليه قد يقود البلاد إلى مزيد من الانقسام. وتابعت الوكالة أن الليبراليين والعلمانيين والأقباط يشكلون القسط الأكبر من الرافضين لمشروع الدستور، معتبرين أنه إسلامي التوجه، ويغفل حقوق الأقليات، بينما يقول أنصار الرئيس مرسي إن تمريره سيهدئ من الأوضاع الملتهبة. ما بعد الاستفتاء بينما ذكرت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية أن منظمة " هيومان رايتس ووتش" والاتحاد الأوربي عبروا عن تحفظات حول مشروع الدستور الجديد فيما يتعلق بحقوق الإنسان واستقلالية القضاء. وتابعت أنه لا جدال على قدرة الإخوان المسلمين على حشد المصوتين للموافقة على مشروع الدستور، لكنها اعتبرت أنه لا يمكن الجزم بهدوء الأوضاع في حالة تمرير الدستور. ونقلت الصحيفة عن الخبير السياسي المصري هاني صبري المسؤول بمنظمة" يوراسيا جروب": " الإخوان المسلمون يعتقدون أنه في حالة تمرير الدستور، سيكون ذلك جواز مرور لمواصلة سياساتهم كيفما شاءوا، ولكن المؤكد هو أن المعارضة لن تبقى صامتة". وتحت عنوان " مصر تصوت على دستور إسلامي" ذكرت الموقع الالكتروني لصحيفة " يديعوت أحرونوت" العبرية أن مشروع الدستور الجديد هو إسلامي الاتجاه، وادعت أن الشيوخ حثت الناس على التصويت ب "نعم" بينما يرى المعارضون أنه لا يمثل كل المصريين.