رغم التحديات السياسية والاقتصادية التى يعيشها المشهد الاستثمارى في مصر حالياً ، إلا أن أرض الكنانة لا تزال مليئة بالفرص الاستثمارية الواعدة وأرض خصبة للاستثمار الحقيقي والمربح وهو ما يجعلها من أهم الأسواق الناشئة الجاذبة للاستثمار فى المنطقة، خاصةً وأن مصر تعتبر ذات مخاطر أقل من الأسواق النظيرة لها فى أوروبا وأمريكا. كان عدداً من المستثمرين الأجانب أبدى اهتماماً خاصاً بالاستثمار فى مصر في زيارتهم الأخيرة لها، حيث عقد وزير الاستثمار أسامة صالح خلال الزيارة عدداً من اللقاءات الثنائية مع ممثلى الشركات العالمية، قام خلالها باستعراض مجموعة من الفرص الاستثمارية والتى تأتى ضمن قائمة المشروعات التى تروج لها الحكومة المصرية حالياً، والتى تتضمن 128 مشروع فى مختلف المحافظات المصرية، فضلاً عن 14 مشروعاً بنظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص، بالإضافة إلى مشروعين من المشروعات القومية الكبري وهما محور قناة السويس وطريق الصعيد-البحر الأحمر. 2.4 مليار دولار استثمارات فرنسية كما التقي صالح اليوم، مع 40 شركة فرنسية، لبدء مباحثات فرص استثمار هذه الشركات بالسوق المصرية , مشيراً إلى أن تلك الشركات من الفئة المتوسطة والتي تمتلك خططا طموحة نحو التوسع الاستثماري بالسوق المصرية وأسواق أخرى في ظل حالة الكساد التي تمر بها أسواق اوروبا خلال الفترة الحالية، ولفت إلى أهمية الاستثمارات الفرنسية بالسوق المصرية، حيث تصل قيمتها نحو 2.4 مليار دولار من القيمة السوقية للاستثمارات بمصر. أضاف أن الشركات الفرنسية تتواجد في مصر في عدد من القطاعات مثل القطاع المصرفي والزراعي والسياحي والصناعي، وتضم بها نحو 50 ألف عامل مصري. زيادة الاستثمارات الأوروبية وبلغة الأرقام فإن الاستثمار الأجنبي المباشر (FDI) في مصر قفز في الربع الأخير 12/2011، ولا يزال مناخ الأعمال في فترة من الانتعاش، حيث شهد الاستثمار الأجنبي المباشر نمواً بلغ 66 % في الربع الرابع من العام 2011/12 المالية مقارنة مع الربع السابق، مدفوعاً بشكل رئيسي من زيادة في الاستثمار الأوروبي، وفقا للبنك المركزي المصري. وبلغ الاستثمار الأجنبي المباشر 1.9 مليار دولار في الربع المنتهي في يونيو 2012، مسجلاً ارتفاعا 635 مليون دولار عن الربع الأول من العام الجاري. من جانبه قال محمد سالم الخبير الاقتصادي أن مصر تعتبر من أفضل دول الربيع العربي التي توجد بها أرض خصبة لدخول استثمارات جديدة خاصة من الاستثمارات الأوروبية في ظل ما تعانيه الدول الأوروبية من أزمات مالية طاحنة تجعلها غير ملائمة للاستثمارات وتحقيق الأرباح. مناخ جاذب وأضاف سالم ل"التغيير" أن الاستثمار الأجنبي المباشر قد ارتفع خلال الفترة الأخيرة مسجلاً أعلى مستوى من الاستثمار الأجنبي المباشر في مصر منذ أطاحت الثورة بنظام مبارك بداية 2011، مؤكداً أن المناخ الاستثماري حالياً مناسب جداً فى ظل استقرار نسبي علي المستوي السياسي والأمني . وأكد أن إقبال المستثمر الأوروبي علي السوق المصري لا يأتي شفقة لدعم الاقتصادي المصري، بل إن السوق المصري ذاته جاذباً بطبيعته لأي مستثمر أجنبي لما يمتكله من فرص متعددة فضلاً عن أيدي عاملة رخيصة وثروات متعددة وغير مستغلة, لافتاً إلى أن زيارة الوفد الإيطالي لمصر كان لبحث آلية زيادة استثمارات جديدة لاغتنام الفرص في مصر بالإضافة لإنشاء منطقة صناعية إيطالية بشراكة مصرية, كذلك كانت زيارة الوفد التركي لبحث سبل زيادة التعاون بين البلدين من الجانب الاقتصادي وفتح سبل جديدة لدخول استثمارات جديدة من شأنها العمل على جذب استثمارات جديدة من كافة الدول الأوروبية والخليجية.