انسحب الجيش السوري التابع للرئيس بشار الأسد من آخر قاعدة عسكرية له بالقرب من بلدة سراقب الشمالية بعد هجوم عنيف شنته قوات الجيش الحر، مما يزيد من عزل مدينة حلب كبرى المدن السورية عن العاصمة. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان، إن القوات الحكومية انسحبت من القاعدة التي تقع شمال غربي سراقب، وتركت البلدة والمناطق المحيطة "خارج سيطرة قوات النظام تماما". وجاء الانسحاب بعد هجمات منظمة لقوات الجيش السوري الحر، يوم الخميس، ضد ثلاثة مواقع حول سراقب التي تقع على بعد 50 كيلومترا إلى الجنوب الغربي من حلب، وقتل في الهجمات 28 جنديا من القوات الحكومية. وتقع سراقب عند نقطة التقاء الطريق السريع الرئيسي بين الشمال والجنوب، والذي يربط بين دمشق وحلب وطريق آخر يصل حلب بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط. ومع سقوط ريف حلب والمعابر الحدودية بين سوريا وتركيا بالفعل في أيدي الجيش الحر فمن شأن سقوط سراقب أن يزيد من عزل حلب عن قيادة الأسد في دمشق. وسوف تكون أي قوافل عسكرية تستخدم الطرق السريعة من دمشق أو من اللاذقية عرضة لهجمات الثوار، وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان: إن من شأن ذلك أن يجبر الجيش على استخدام الطرق الريفية الأصغر أو على إرسال الإمدادت عبر مسار أكثر خطورة في الرقة في الشرق. ووثقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان مقتل 163 بنيران جيش النظام الجمعة، معظمهم في مجزرتين وقعتا بمدينة حارم في ريف إدلب وحي العامرية في مدينة حلب. يأتي ذلك بعد تمكن الجيش الحر من السيطرة على مدينة سراقب الإستراتيجية. ورغم القصف والاشتباكات، شهد العديد من المناطق الثائرة مظاهرات في إطار جمعة أسموها "داريا أخوة العنب والدم.. نحو عدالة دولية"، هتفت للحرية وطالبت بإسقاط النظام السوري ومحاكمته. وأشارت الشبكة إلى أن بين قتلى الجمعة 25 طفلا وخمس سيدات، وأوضحت أن إدلب تصدرت المشهد بمقتل 56 شخصا، تلتها دير الزور ب36 ودمشق وريفها ب30 ثم حلب ب23 وحمص ب13 ودرعا بخمسة وحماة بقتيل واحد. وفي أحدث عمليات القتل، عثر ناشطون على جثث 25 شخصا من كافة الأعمار ومن النساء والأطفال، في قبو أحد الأبنية في حي العامرية بمدينة حلب، في مجزرة جديدة لقوات النظام، حيث تم العثور عليهم بعد انسحابها وخروجها من المنطقة، وفق ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية. وجاء هذا الكشف بعد ارتكاب قوات النظام مجزرة أخرى في مدينة حارم بريف إدلب راح ضحيتها أكثر من 70 قتيلا، وفق ما ذكره اتحاد تنسيقيات الثورة السورية. وقال مراسل الجزيرة في إدلب إن الطيران الحربي للنظام قصف المسجد الكبير في حارم أثناء تأدية المصلين صلاة الجمعة بأربع قذائف وستة براميل متفجرة. كما شمل القصف مباني سكنية محيطة بالمسجد، وأشار المراسل إلى أن أعداد القتلى مرجحة للارتفاع مع وجود ما يزيد عن 160 جريحا آخرين. وقد امتنعت قناة الجزيرة عن بث صور القتلى لما تتضمنه من مشاهد مروعة. في غضون ذلك بث ناشطون على الإنترنت صور أشلاء ممزقة لأطفال نتيجة قصف الطيران الحربي التابع للنظام الجمعة لبلدة غرانيج في دير الزور، مما أسفر عن سقوط قتلى. وأشار اتحاد تنسيقيات الثورة إلى مقتل أكثر من 33 شخصا، أغلبهم في ريف دير الزور. كما قتل سبعة أشخاص وأصيب الكثيرون جراء غارات لطيران النظام استهدفت إحداها المسجد الكبير في مدينة دوما بريف دمشق، وفق ما أفادت به الهيئة العامة للثورة السورية. وقد أسفر القصف عن هدم أجزاء من المسجد واحتراق معظم المحال التجارية المحيطة به، ولا يزال الأهالي يحاولون استخراج الجثث والجرحى من تحت الأنقاض وسط توقعات بارتفاع عدد الضحايا.