رأت صحيفة الفاينانشال تايمز البريطانية أن الزيارة التي قام بها أمير دولة قطر حمد بن خليفة آل ثاني إلى غزة أمس تأتي علامة على طموح الدوحة في أداء دور قيادي في منطقة الشرق الأوسط خصوصاً مع صعود أحزاب الإسلام السياسي . وأضافت الصحيفة في تقرير لها اليوم الأربعاء أن الزيارة أثارت انتقادات حادة من جانب مسئولين في الكيان الصهيوني والسلطة الوطنية الفلسطينية ، واعتبرت الصحيفة أن حمد بن خليفة آل ثان أمير دولة قطر "أراد ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال تدشين مشاريع تنموية وخدمية لسكان قطاع غزة، وتذكير العالم بطموح دولة قطر المتنامي والادعاء بممارسة دور قيادي في منطقة الشرق الأوسط" . وقد وصفت حركة حماس الزيارة بأنها "نصر كبير" ، بينما قالت قطر إنها "لفتة إنسانية لافتتاح مشاريع إعادة إعمار تمولها الدوحة" . وذكرت الصحيفة في تقريرها أن "قطر لديها طموحات لاستثمار ثروتها الكبيرة من الغاز الطبيعي لتحقيق نفوذ دبلوماسي وإقليمي ، كما كانت الدوحة داعما رئيسيا للجماعات الإسلامية التي أصبحت الرابح الأكبر من انتفاضات الربيع العربي" ، كما تحافظ قطر على علاقات متميزة مع الولاياتالمتحدة، وتستضيف أكبر قواعدها العسكرية في المنطقة . وتضيف الصحيفة البريطانية أن قطر كانت الدولة العربية الرئيسية التي منحت الغطاء السياسي للعملية التي قادها حلف شمال الأطلسي في ليبيا للإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي، كما تقود المعارضة العربية لبشار الأسد في سورية وتقدّم السلاح والأموال للمعارضين . ولفتت الصحيفة إلى أن الدور القطري يثير شكوكاً وسط الناشطين في البلدان التي شهدت "ربيعاً عربياً" خصوصاً ليبيا وتونس ومصر حيث كانت قطر داعماً رئيسياً لجماعة الإخوان المسلمين بصفة خاصة في البلدان الثلاثة" .