يقول ستيفين كوك الخبير في شئون الشرق الأوسط: العسكريون المصريون ليست لهم أيديولوجية معينة يلتزمون بها، فهم فقط يؤمنون بمكانتهم في النظام السياسي، وهم راغبون في الواقع في عقد صفقة مع أي شخص، حيث أن محاولاتهم مع الرئيس الأخير لم تكن ناجحة في مسعاها. وبينما يقوم السيسي بتبرير تدخلهم في الأمور السياسية بأنهم يقومون بتحقيق إرادة الشعب، فإن الجيش لم يكن أبداً قوة لتحقيق الديمقراطية. فهم يرون هدف أساسي واحد، كما يقول الخبير: وهو تأمين الاستقرار الوطني والحفاظ على إمبراطورية المزايا التي يتمتعون بها داخل الدولة المصرية. ويقول واحد منهم وهو يشترط عدم ذكر اسمه نحن الأكثر تنظيماً، ونمتلك الأسلحة في أيدينا، ونحن الآن فقط على الساحة، هل رأيت مؤسسة أخرى متماسكة في المشهد الحالي أكثر منا؟ في واجهة المؤسسة العسكرية الجنرال السيسي، وهو ضابط فارع الطول، يزين صدره بالعديد من الميداليات، يرتدي كاب يلتصق بجبهته بإحكام، وكان يقبض على منصة الخطابة بيديه بقوة وهو يخاطب الأمة، وهو مصمم في خطابه على أن هدفه هو استعادة الوحدة الوطنية. وقد قلل من هيمنة المؤسسة العسكرية بينما يكرس صورته كقائد وراع لمصالح الأمة. ولكن حديث المصالحة والعلاج الذي غلف حديثه لم يكن ليقلل من الحقيقة القاسية للحظة الراهنة. وقد قامت المؤسسة العسكرية للمرة الثانية في خلال عامين ونصف فقط بطرد رئيس مدني، ولكن في هذه المرة قاموا بطرد الرئيس المنتخب بطريقة ديمقراطية عادلة. وقد أكد هذا الطرد أن المؤسسة العسكرية هي أقوى مؤسسة في البلاد منذ الانقلاب الذي أطاع بالملك فاروق منذ ستة عقود، وهي التي قادت إلى بزوغ نجم عبد الناصر. وتملك مصر أكبر قوة مقاتلة من نصف مليون جندي، معظمهم من ذوي الرتب الصغيرة ليست لديهم إلا فرص ضئيلة للترقي. ويتمسك عشرات الآلاف من نخبة الضباط منذ عقود طويلة بشدة بأوضاعهم المتميزة. وهم يعيشون كطبقة متميزة، يمتلكون نواديهم الخاصة بهم، وفنادقهم ومستشفياتهم ومنتزهاتهم والمزايا الأخرى التي تقوم الدولة بتمويلها. كما أن الكثيرين منهم أصابوا ثروات طائلة من خلال عقود المقاولات الحكومية والصفقات التجارية والتي تيسرها لهم مراكزهم الوظيفية. وفي بعض النواحي طبقة نخبوية تتوارث الوظائف ويعيشون داخل طبقات اجتماعية مغلقة. وهي طبقة اجتماعية مغلقة بإحكام، وهم متشابهون في طريقة تفكيرهم، وهم قوة لا يستهان بها، لأنهم مثل الإخوان المسلمون مؤسسة متماسكة في البلاد. وقد حكم العسكريون مصر لستة عقود، وفي أغلب فترات الرئيس السابق حسني مبارك والتي تقارب ثلاث عقود وهو طيار سابق، ترك العسكريون يفعلون ما يشاءون. ولكن عندما اندلعت انتفاضة 25 يناير ضد حكمه، وبعد 18 يوماً منها قرر العسكريون أن الاتفاقية الضمنية المعقودة معه قد حان موعد إلغائها. وكان المشير طنطاوي والذي ظل وزيراً للدفاع لفترة طويلة وكان معروفاً بأنه "كلب مبارك الوفي"، قد قام بطرده وسجنه. وقد تلقى العسكريون والذين قاموا بإدارة البلاد لأكثر من عام درساً قاسياً سيظل نبراساً ومرشداً لهم في اتخاذ القرارات: وهو أن إدارة شئون البلاد سيجعل ضباط الجيش عرضة للسخط الشعبي العام نتيجة للمشاكل الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية. وهي الحقبة التي ثبتت باليقين بالتدهور الاقتصادي وقلاقل الشارع المصري. http://www.nytimes.com/2013/07/04/world/middleeast/Egyptian-military-reasserts-its-allegiance-to-its-privileges.html?nl=afternoonupdate&emc=edit_au_20130704