تعرف على مواعيد قطع الكهرباء بسبب الصيانة السنوية في نجع حمادي    أسعار الخضار والفاكهة اليوم الجمعة 25 يوليو 2025 في أسواق الشرقية    البوري ب130 جنيه.. أسعار الأسماك اليوم بأسواق كفر الشيخ    لابيد: إعلان ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطينية "خطأ أخلاقي وضرر سياسي"    تايلاند تعلن ارتفاع عدد القتلى جراء الاشتباكات مع كمبوديا إلى 15 شخصًا    موجة حارة شديدة تتسبب بحرائق في تونس    الزمالك يواجه دجلة وديًا اليوم استعدادًا للموسم الجديد    نجم الزمالك السابق يوجه رسالة خاصة ل عبد الله السعيد    نار في هذه المناطق، معلومات الوزراء يرصد درجات الحرارة اليوم الجمعة    حالة المرور اليوم بمحاور وميادين القاهرة والجيزة    تجهيزات خاصة لحفل عمرو دياب في لبنان    القنوات الناقلة مباشر لمباراة الأهلي والبنزرتي التونسي الودية اليوم.. والتردد والموعد    في حادث مأساوي.. مصرع أم وابنتها وإصابة 3 من أطفالها في حادث سقوط سيارة في ترعة بالبحيرة    موعد ظهور نتيجة الثانوية الأزهرية 2025 عبر بوابة الأزهر الإلكترونية (تصريحات خاصة)    مصطفى كامل: دعمي لشيرين مش ضد أنغام.. ومكنتش أعرف بالخلاف بينهم    رسميا، مانشستر يونايتد يمنع طباعة أسماء ثلاثة من أساطير النادي على قمصان الموسم الجديد    نيويورك تايمز: انسحاب المفاوضين الإسرائيليين والأمريكيين من الدوحة قد يكون خدعة    طريقة عمل بلح الشام، باحترافية شديدة وبأقل التكاليف    محمود محيي الدين: مستعد لخدمة بلدي فيما أصلح له.. ولن أتردد أبدًا    قانون الإيجار القديم يحسم النقاش.. ما مصير المستأجرين بعد مرور 7 سنوات من الإقامة؟    هل بيع قطعة أرض أو طرح مشروع لمستثمر يعد استثمارا أم لا؟ محمود محيي الدين يجيب    محمود محيي الدين: نجاح الإصلاح الاقتصادي بقوة الجنيه في جيب المواطن    رسميا.. قائمة بالجامعات الأهلية والخاصة 2025 في مصر (الشروط والمصاريف ونظام التقسيط)    هل الجوافة تسبب الإمساك؟ الحقيقة بين الفوائد والأضرار    لحماية نفسك من فقر الدم.. 6 نصائح فعالة للوقاية من الأنيميا    تدهور الحالة الصحية للكاتب صنع الله إبراهيم من جديد ودخوله الرعاية المركزة    بعد عمي تعبان.. فتوح يوضح حقيقة جديدة مثيرة للجدل "فرح أختي"    إحباط محاولة تهريب 8000 لتر سولار لبيعهم في السوق السوداء بدمياط    نقابة التشكيليين تؤكد استمرار شرعية المجلس والنقيب المنتخب    الآلاف يحيون الليلة الختامية لمولد أبي العباس المرسي بالإسكندرية.. فيديو    وادي دجلة يحجز 3 مقاعد في نصف نهائي بطولة العالم لناشئي الإسكواش    "الجبهة الوطنية" ينظم مؤتمراً جماهيرياً حاشداً لدعم مرشحيه في انتخابات الشيوخ بالجيزة    استمرار استقبال طلاب الثانوية العامة لاختبارات العلوم الرياضية بالعريش    الأوقاف تفتتح اليوم الجمعة 8 مساجد في 7 محافظات    وزارة الصحة تنظم اجتماعًا لمراجعة حركة النيابات وتحسين بيئة عمل الأطباء    مصدر للبروتين.. 4 أسباب تدفعك لتناول بيضة على الإفطار يوميًا    ميريهان حسين على البحر وابنة عمرو دياب مع صديقها .. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    سعاد صالح: القوامة ليست تشريفًا أو سيطرة وإذلال ويمكن أن تنتقل للمرأة    جوجل تعوّض رجلًا التقط عاريًا على "ستريت فيو"    الخارجية الأردنية: نرحب بإعلان الرئيس الفرنسي عزمه الاعتراف بالدولة الفلسطينية    بعد تغيبه عن مباراة وي.. تصرف مفاجئ من حامد حمدان بسبب الزمالك    تنسيق الجامعات 2025، شروط الالتحاق ببعض البرامج المميزة للعام الجامعي 2025/2026    أحمد سعد: ألبوم عمرو دياب مختلف و"قررت أشتغل في حتة لوحدي"    حزب "المصريين": جهود مصر لإعادة إدخال المساعدات إلى غزة استكمال لدورها التاريخي تجاه الأمة    «كان سهل منمشهوش».. تعليق مثير من خالد بيبو بشأن تصرف الأهلي مع وسام أبو علي    4 أبراج «بيشتغلوا على نفسهم».. منضبطون يهتمون بالتفاصيل ويسعون دائما للنجاح    إليسا تشعل أجواء جدة ب«أجمل إحساس» و«عايشة حالة حب» (صور)    الثقافة المصرية تضيء مسارح جرش.. ووزير الثقافة يشيد بروح سيناء (صور)    "كنت فرحان ب94%".. صدمة طالب بالفيوم بعد اختفاء درجاته في يوم واحد    «دعاء يوم الجمعة» للرزق وتفريج الهم وتيسير الحال.. كلمات تشرح القلب وتريح البال    دعاء يوم الجمعة.. كلمات مستجابة تفتح لك أبواب الرحمة    ادى لوفاة طفل وإصابة 4 آخرين.. النيابة تتسلم نتيجة تحليل المخدرات للمتهمة في واقعة «جيت سكي» الساحل الشمالي    إصابة 6 أفراد في مشاجرتين بالعريش والشيخ زويد    الهلال الأحمر المصري يرفع قدرات تشغيل مراكزه اللوجيستية لنقل الإمدادات إلى غزة    سعر الدولار اليوم أمام الجنيه والعملات العربية والأجنبية الجمعة 25 يوليو 2025    الخارجية الأمريكية توافق على مبيعات عسكرية لمصر ب4.67 مليار دولار (محدث)    هل لمبروك عطية حق الفتوى؟.. د. سعد الهلالي: هؤلاء هم المتخصصون فقط    خالد الجندي: مساعدة الناس عبادة.. والدنيا ثمَن للآخرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البرادعى.. المبعوث الأمريكى لتدمير مصر والإجهاز على الشرعية والديمقراطية
نشر في الشعب يوم 10 - 07 - 2013

فشل فى الوصول للحكم على ظهر حصان أبيض.. فجاء على ظهر الدبابة
اعترف بسعيه لإقناع الغرب للإطاحة بالرئيس الشرعى المنتخب
فى 2005.. أصدر تقريرا كاذبا يتهم مصر بإخفاء برنامج سرى نووى
فى 2008.. حشر اسم مصر بين الدول التى وصفتها أمريكا ب «محور الشر»
وفر الغطاء القانونى لحصار العراق لمدة 13 عاما ثم العدوان الغاشم والاحتلال
ختم تقريره عن العراق بقوله: «لم نعثر على شىء لحد الآن ولكن سنواصل التفتيش»
رأيه فى الجيش: ستقتصر مهمته على مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية
البرادعى يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى واستبعاد إسرائيل عن كونها عدوا
اعترف الدكتور محمد البرادعى المنسق العام لجبهة الإنقاذ الوطنى بسعيه الحثيث على إقناع الغرب بضرورة الإطاحة بالقوة بالرئيس الشرعى لمصر الدكتور محمد مرسى.
وقال البرادعى فى حوار له مع صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية: إنه عمل بجد لإقناع القوى الغربية بضرورة الإطاحة بالرئيس، محمد مرسى بالقوة»، معتبرًا أن مرسى فشل فى عملية تحول البلاد إلى «الديمقراطية الشاملة».
وزعم البرادعى أن التدخل العسكرى كان «الخيار الأقل ألمًا»، مؤكدًا أن البلاد لم تكن لتنتظر أسبوعا آخر.
وأوضح البرادعى أنه تحدث هاتفيا، الأربعاء، مع وزير الخارجية الأمريكى، جون كيرى، ومع مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبى، كاثرين آشتون، لإقناعهما بضرورة الإطاحة بمرسى لكى تبدأ عملية التحول إلى نموذج ديمقراطى للحكم فى مصر.
كما دافع البرادعى عن الاعتقالات الواسعة التى شملت حلفاء جماعة الإخوان المسلمين، بجانب إغلاق بعض القنوات الفضائية الإسلامية، قائلا إن مسئولى الأمن أبلغوه بأن تلك القنوات «كانت تحرض على الانتقام والقتل والتحريض»، مضيفا أن بعض المحطات التى تمت مداهمتها كانت تحتوى على أسلحة.
ولم يكن موقف البرادعى جديدا على تاريخه، إلا أنه رغم كل ما كتبناه عن الدكتور محمد البرادعى ورغم كل ما كشفناه عن دوره فى خدمة السياسة الأمريكية ضد العالم الإسلامى مازالت بعض الأبواق المرتبطة باللوبى الأمريكى فى مصر وبعض السياسيين يريدون استغفالنا لتنصيب البرادعى رئيسا للحكومة الانقلابية بعد الفشل فى تنصيبه رئيسا لما يسمى «مجلس رئاسى مدنى»، وتضغط شخصيات سياسية أعماها الخلاف السياسى مع الرئيس المنتخب محمد مرسى إلى التحالف مع البرادعى والدعوة لانقلاب يفتح الطريق للبرادعى ليتولى زعامة مصر بغير طريق الصندوق الانتخابى.
ويبدو أن الماكينة الإعلامية استطاعت أن تعمى الأبصار عن حقائق سبق أن نشرناها، ووثائق دامغة كشفناها، حول أن الدكتور البرادعى كان موظفا أمريكيا مطيعا أدى خدمات جليلة لإدارة بوش ضد أمته وبلده مصر، وبسبب هذا الدور فى خدمة السياسة الأمريكية العدوانية تمت مكافأته ليستمر مديرا للوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 3 دورات متتالية ( 1997- 2009)، ثم منحه جائزة نوبل بعد أن قدم التقارير التى وفرت الغطاء القانونى لحصار العراق لمدة 13 عاما ثم العدوان الغاشم والاحتلال.
أخطر ما فعله البرادعى هو أنه كان عدو البرنامج النووى المصرى وكان سيفا مسلطا على مصر، وطارد علماء الذرة المصريين وحشر اسم مصر ضمن محور الشر فى تقارير الوكالة، بل وقف ضد مصر عندما رفضت التوقيع على البروتوكول الإضافى وربطت بين توقيعها وتوقيع إسرائيل على الاتفاقية، وأصدر تقريرا كاذبا فى 2005 اتهم فيه مصر بإخفاء برنامج سرى نووى مما أخضع مصر لحملات التفتيش والمساءلة.
بداية البرادعى
عندما بدأ السويدى هانز بليكس مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاعتراض على التدخل الأمريكى فى شئون الوكالة والضغط عليه لإصدار تقارير لجان التفتيش بإدانة الحكومة العراقية، بدأ الأمريكيون يفكرون فى الخلاص منه وتعيين بديل ينفذ رغبات البيت الأبيض.
الذى دفع الأمريكيين إلى التخلص من بليكس أنه بدأ يثرثر ويصدر التصريحات التى تفضح الحكومة الأمريكية ومن أبرز ما كشفه عمليات التجسس عليه وعلى الأمم المتحدة بوضع أجهزة التجسس عليه فى منزله ومكتبه بالوكالة وفى مجلس الأمن.
عندها بحث الأمريكيون عن الشخص المناسب الذى يؤدى المهمة فى صمت، ويقوم بالمراد فكان البرادعى.
كان الصعود المفاجىء لمحمد البرادعى عندما رشحته أمريكا ضد مرشح مصر السفير الدكتور محمد شاكر لتولى منصب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية فى 1ديسمبر 1997 خلفًا للسويدى هانز بليكس، وتحايلت أمريكا لكونه ليس مواطنا أمريكيا بدفع المجموعة الإفريقية لترشيحه. طلبت أمريكا من الدول الأعضاء تأييد مرشحها وعدم تأييد المرشح المصرى فحصل البرادعى على 33 صوتًا من إجمالى 34 صوتًا فى اقتراع سرى للهيئة التنفيذية للوكالة.
منذ تقلده المنصب قام بدوره المطلوب أمريكيًا على أكمل وجه، قاد حملات التفتيش على الأسلحة فى الدول التى تصفها أمريكا بالمارقة، العراق، إيران وكوريا الشمالية. كتب التقارير عن العراق وفقا لرغبات أمريكا، ولا مانع من الإدلاء بتصريحات حمالة أوجه يمكن تفسيرها بأكثر من وجه، لكن محصلتها عدم تبرئة العراق. ونظرا لأداء وظيفته كما هو مطلوب قامت أمريكا باختياره رئيسا لفترة ثانية فى سبتمبر 2001 ولمرة ثالثة فى سبتمبر 2005.
يصف العراقيون البرادعى بأنه مجرم حرب وهناك من يتهمه بمشاركة الأمريكيين فى الحرب ويطالب بمحاكمته على تقاريره وجولاته الاستعراضية التى مهدت الأرضية لجورج بوش وفريقه للقيام بالغزو وتدمير العراق.
مواقف البرادعى فى الوكالة الدولية لم تكن فى صالح العرب والمسلمين، لم يكن مدافعا عن قضايا الأمة وإنما كان جنديا لأعدائها؛ فالتفتيش كان فى بلاد المسلمين لتجريدها من أى مشروع نووى حتى إن كان للأغراض السلمية.
لم تتطرق الوكالة فى عهده لأسلحة الدمار الشامل التى تمتلكها إسرائيل، ولم يصدر أى تقرير عن ترسانة الأسلحة الإسرائيلية.
وفى عهده كانت لجان التفتيش تزور البلدان العربية وتأخذ عينات لتحليلها حتى تتأكد أمريكا وحلفاؤها الغربيون أن العرب مازالوا فى بيت الطاعة ولن يدخلوا هذا المجال.
وإذا لخصنا مهمته خلال الفترات الثلاث التى ترأس فيها الوكالة الدولية للطاقة الذرية فسنجد أنها تدور حول تجريد المسلمين من أى سلاح نووى ومنع أى تحرك، ولو بحثى فى هذا المجال وتبليغ أمريكا لتمارس الضغوط والإرهاب.
نظرة البرادعى للجيش
البرادعى الذى يريد البعض أن يتولى رئاسة «حكومة الإنقاذ المزعومة» لا يرى ما نراه من مخاطر ولا يتفق معنا فى رؤيتنا للعدو، وهو يفكر بذات المنطق الأمريكى.
فى النظرة لمحددات الأمن القومى ودور الجيش المصرى لا يختلف البرادعى عن قادة المخابرات الأمريكية، فهو مثلهم يرى أن الجيش المصرى عليه أن يعمل وفق الرؤية الأمريكية ولا شىء غير ذلك، ففى الحوار الذى أجراه محرر الأهرام سمير السيد يوم 17/04/2011 قال البرادعى إن جيش مصر ستقتصر مهمته «على مواجهة التحديات المعاصرة مثل الإرهاب والجريمة المنظمة والحروب الأهلية» أى أنه يريد تغيير العقيدة القتالية للجيش المصرى واستبعاد إسرائيل عن كونها عدوا، فهو يريد أن يكون جيش مصر مفرزة أمريكية لمكافحة ما يسمى «الإرهاب» وأن يتحول الجيش المصرى إلى خوض حروب أمريكا بالوكالة كما نشاهد فى باكستان وما يفعله على عبد الله صالح قبل الثورة اليمنية.
فمكافحة الإرهاب والجريمة ليست مهمة الجيوش، كما أن الحرب على ما يسمى «الإرهاب» حربا أمريكية مصطنعة وثبت أنها تستهدف الإسلام كدين.
ولكن أخطر ما طرحه البرادعى هو أن يستعد الجيش المصرى للحرب الأهلية، فهذا هو الباب الجديد الذى يريد الأمريكيون وعملاؤهم أن يفتحوه ويمهدوا له فى مصر، فإثارة النعرات وكثرة الكلام عن توقع حروب أهلية يلفت الانتباه إلى ما يستهدفه المخطط المعادى. وظهر هذا الأمر فى الفترة الأخيرة فى نفخ الإعلام الفاسد المتأمرك فى المشكلات الطائفية بين المسيحيين والمسلمين وتحريض الأقلية المسيحية على التمرد والصدام، وإثارة الأعراق كالنوبة والجهويات كسيناء.
لكن ما يمهد له البرادعى يتسق مع دوره الجديد كموظف فى «مجموعة الأزمات الدولية» اليهودية التى تقوم الآن بتقسيم العالم العربى وهذا الدور يمكن أن نطلق عليه سايكس بيكو جديد.
الوثائق تثبت أن الدكتور محمد البرادعى كان موظفا أمريكا مثاليا، حقق للولايات المتحدة كل مطالبها لاحتواء العرب والمسلمين، استخدم سلطته كرئيس للوكالة الدولية للطاقة الذرية فى إبقاء العراق تحت الحصار لأكثر من 13 عاما. رفض الإعلان رسميا عن خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل، وظل حتى آخر يوم قبل العدوان الهمجى الذى شنته أمريكا وحلفاؤها على الشعب العراقى يؤكد أن الحكومة العراقية مازالت لم تجب عن الأسئلة التى يطرحها.
التحريض على مصر فى تقرير رسمى
لعب البرادعى دورا رئيسيا فى التحريض ضد مصر لمنعها من دخول المجال النووى السلمى، ولم يكن فى يوم من الأيام مؤيدا للمشروع النووى المصرى، وله تصريحات عديدة مارس فيها الضغط على القيادة السياسية المصرية وتحريض الدول الغربية عليها، من هذه المزاعم أن مصر غير قادرة على بناء مفاعلات نووية لأنها تفتقر إلى الكوادر الفنية.
أخطر المواقف التى تثبت أن البرادعى عمل ضد مصر وحرض عليها هو التقرير الذى أصدره عام 2008 وحشر اسم مصر بين الدول التى وصفتها أمريكا بأنها محور الشر؛ ففى هذا التقرير تعمد الزج بمصر فى المرتبة الثالثة بين الدول الأربعة التى تحاربها أمريكا بسبب برامجها النووية الدفاعية، بعد إيران وسوريا، وقبل كوريا الشمالية.
صدر التقرير بعنوان « Safeguards and Verification » وتضمن رأى الوكالة فى مدى التزام دول العالم بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية، وأشار التقرير إلى قضايا تقنية وعملية فى برامج التفتيش. وتحدث التقرير عن العديد من دول العالم بشكل عام ولكنه أفرد معلومات تفصيلية حول 4 دول فقط، رأت الوكالة أنها تستأنف مشروعات نووية سرية وأن الوكالة تسعى لمواصلة التفتيش عليها للتحقق من المعلومات التى لديها، حول وجود آثار لليورانيوم المخصب الذى يستعمل فى صناعة قنابل نووية.
فى الجزء المتعلق بمصر ورد فى التقرير الذى كتبه البرادعى النص التالى:
«فى العامين 2007 و 2008م، وجدت بعض جزيئات اليورانيوم عالى التخصيب وأخرى من اليورانيوم منخفض التخصيب فى عينات بيئية مأخوذة من إنشاص. وقد أعلنت مصر أنها نتيجة للتحقيقات التى أجريت للتعرف على مصدر هذه الجزيئات، تعتقد أنه يمكن أن تكون قد دخلت إلى مصر مع بعض حاويات نقل النظائر المشعة الملوثة. ورغم أن الوكالة الدولية ليس لديها من الأدلة ما يناقض التفسيرات المصرية، فإنها لم تحدد بعد مصدر جزيئات اليورانيوم. وستقوم الوكالة، طبقا لإجراءاتها وممارساتها، بالبحث عما يوضح هذه المسألة كجزء من أنشطة تحقيقاتها المتواصلة؛ وسوف يتضمن ذلك أخذ عينات بيئية إضافية».
من الواضح أن الزج باسم مصر بعد إيران وسوريا وقبل كوريا الشمالية كان مطلبًا أمريكيًا يتنافى والمنطق؛ فالرئيس المخلوع حسنى مبارك أغلق الملف النووى بالضبة والمفتاح، وتحول إلى أشد المدافعين عن وقف البرامج النووية حتى لا يغضب أمريكا وإسرائيل.
تقديم الغطاء لبوش لغزو العراق
سيظل دور البرادعى فى العراق هو الأكبر والأخطر، فهو الذى قدم لأمريكا الغطاء السياسى والمبرر مرتين، فى كل مرة مات بسبب تقاريره أكثر من مليون نفس بشرية. بسبب تقاريره تم فرض الحصار على العراق ل 13 عاما ومات بسبب هذا الحصار وفقا للتقارير الدولية ما يزيد على مليون طفل عراقى. وفى المرة الثانية عندما رفض الإعلان عن نهاية المشروع النووى العراقى وأصر على مواصلة التفتيش ودعا دول العالم للضغط على العراق ليتجاوب معه حدث الغزو الذى راح فيه أكثر من مليون شخص.
القاسم المشترك فى كل التقارير التى أرسلها البرادعى إلى مجلس الأمن منذ توليه رئاسة الوكالة لمدة 3 دورات متتالية مفادها: «لم نعثر على شىء لحد الآن ولكن سنواصل التفتيش».
كان العراقيون ينتظرون تقريرا لم يصدر عن تدمير المشروع النووى تماما منذ 1991 ووصول المشروع إلى نقطة الصفر، لكن أمريكا أرادت أن يكون الحصار للأبد. لم يرق قلب البرادعى لضحايا الحصار الظالم وظل يماطل ويماطل حتى عام 1998، عندما أصر مفتشو الوكالة - بشكل إنسانى بعد تدهور الأوضاع فى العراق بسبب الحصار الظالم- على تقديم التقرير النهائى لمجلس الأمن بتبرئة العراق لرفع الحصار، فقدمه بعد أن أضاف إليه فقرات قال فيها إنه مازالت هناك قضايا عالقة وأسئلة تحتاج الى إجابة. وفى محاولة من أمريكا لاحتواء مفتشى الوكالة حتى لا يجاهروا بمواقفهم أسوة بهانز بليكس الذى تمرد وفضح التدخل الأمريكى فى شئون الوكالة وسعيها ليكون الحصار على العراق أبديا، قامت أمريكا بتجميد التقرير فى مجلس الأمن ومنع النقاش فيه حتى بدأت تعد لضرب العراق فى عام 2003.
التزم البرادعى طوال 5 سنوات الصمت، ونفذ ما أرادته أمريكا من إغلاق النقاش واستمرار الحصار، إلى بداية عام 2003 حيث بدأ بكل حماس يوفر الغطاء لتحركات بوش العدوانية، وبدأ مشوار التفتيش من الصفر، وراح يصدر التقارير بذات الصيغة المراوغة المخادعة، يعلن أنه لم يعثر على ما يؤكد الاتهامات لكنه سيواصل التفتيش ويطالب المجتمع الدولى بالضغط على صدام حسين كى يتعاون.
كى تعرفوا كم حجم الجريمة التى ارتكبها البرادعى اقرأوا آخر تقرير قدمه لمجلس الأمن فى 3 مارس 2007 فهو يكفى لمعرفة الخدعة التى يحاول الإعلام الأمريكى والعربى المتأمرك أن يحولها إلى بطولة.
التقرير صدر بعنوان:
The Status of Nuclear Inspections in Iraq: An Update
يقول البرادعى فى نهاية سطور تقريره الأخير: «إن المعرفة المفصلة لقدرات العراق والتى تمكّن خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تجميعها منذ عام 1991م مع الحقوق الموسعة التى يتيحها القرار رقم 1441، – مقرونة بالالتزام النشط من الولايات المتحدة الذى يساعدنا على إنجاز تفويضنا، وكذا المستوى المتزايد من التعاون العراقى حديثا – سيمكننا فى المستقبل القريب من تزويد مجلس الأمن بتقييم موضوعى شامل لقدرات العراق المتصلة بالشأن النووى. ومهما كان هذا التقييم موضوعيا، فإننا سنبذل قصارى جهدنا - فى ضوء الشكوك الموروثة المتعلقة بأية عملية توثيق، خصوصا فى ضوء تاريخ العراق الماضى فى التعاون – من أجل تقييم قدرات العراق بطريقة مستمرة كجزء من برنامج المراقبة والتحقق، حتى نزود المجتمع الدولى بتطمينات حقيقية ومستمرة». هكذا قال البرادعى، والجيوش الصليبية تستعد لأكبر مذبحة عرفتها البشرية.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.