ارتفعت حصيلة ضحايا حرائق الغابات في اليونان إلى 49 قتيلا في الوقت الذي أعلنت فيه الحكومة حالة الطوارئ في كافة أرجاء البلاد وأخلت عشرات القرى تحسبا لاتساع نطاقها. ويشارك في حملة مكافحة هذه الحرائق نحو تسعة آلاف من رجال الإطفاء مدعومين بنحو خمسمائة جندي ومئات عربات الإطفاء بالإضافة إلى الطائرات والمروحيات. كما أرسلت فرق الإنقاذ الخيام لنحو 1500 متضرر باتوا من غير مأوى. وعثرت السلطات على جثث القتلى وهي متفحمة في الحقول والمنازل والطرقات والسيارات بينهم أم تحتضن أطفالها فيما قال مصدر رسمي إن الموقف لا يزال صعبا وإن الحرائق لا تزال خارج نطاق السيطرة. ورجح رئيس الوزراء اليوناني كوستاس كرمنليس أن يكون هذا الحريق قد تم بفعل فاعل. مضيفا أن تعدد بؤر الحريق ليس محض صدفة وسيدفع الجناة الثمن. وتعهد رئيس الوزراء الذي أعلن حالة الطوارئ في البلاد، ببذل أقصى ما بوسعه لتحديد المسؤولين عن تلك الحرائق ومعاقبتهم. يأتي إعلان حالة الطوارئ في ختام اجتماع أزمة عقده رئيس الوزراء اليوناني لحكومته في جنوب البلاد بعد زيارته للمنطقة أمس، واصفا الوضع بأنه مأساة وطنية. وقد اعتقلت السلطات شخصا بتهمة التخريب والقتل بمدينة أريوبوليس حيث قتل بها نحو ستة أشخاص. وقال متحدث باسم إدارة الإطفاء إن شابين أيضا اعتقلا للاشتباه بقيامهما بالتخريب في شمال اليونان, مضيفا أن والديهما يواجهان نفس التهمة. وبدأت الحرائق في بليبونيزي يوم الجمعة, وانتشرت إلى مناطق أخرى في البلاد حتى اقتربت من أثينا وقطعت طريقا يوصل إلى مطار العاصمة. وجاء ارتفاع عدد الضحايا حين اكتشفت فرق الإنقاذ 24 جثة في الغابات، بينما تواصلت عملية إجلاء سكان نحو ست قرى في المنطقة المنكوبة. كما أدت الحرائق إلى فرار المئات، خاصة من مناطق قضاء العطلات وأدت النيران أيضا إلى إتلاف مساحات واسعة من الغابات تقدر بآلاف الفدانات. ووجه الآلاف من سكان المناطق الجبلية -التي حاصرتها النيران في المنطقة الممتدة من الساحل الغربي لبيلوبونيزي إلى منطقة ماني شرقا -نداءات استغاثة عبر برامج تلفزيونية.