أعلن جيش الاحتلال الأمريكي مقتل أربعة عشر من جنوده في تحطم مروحية شمال العراق زاعما أن السبب وراء الحاث "خلل فني". وقال جيش الاحتلال في بيان إن مروحية من طراز بلاك هوك (يو إتش-60) كانت تقل 14 جنديا أمريكيا بينهم أربعة من طاقمها قتلوا خلال عملية عسكرية ليلية كانت تقوم بها في شمال العراق ما أسفر عن مقتل جميع ركابها. وادعى البيان أن التقارير الأولية تؤكد أن سبب سقوط المروحية كان لمشاكل فنية ولا توجد أي مؤشرات تفيد أنها سقطت اثر إطلاق نار عدائي غير أن الجيش لم يذكر مكان تحطم المروحية. من ناحية أخرى أعرب الرئيس الأمريكي جورج بوش عن خيبة أمله في الحكومة العراقية – الموالية للاحتلال- لعدم قدرتها على تحقيق المصالحة في البلاد والتوصل إلى اتفاق على سبيل المثال لسن قانون بخصوص عائدات النفط. ولم يقدم بوش في تصريحات أدلى بها في ختام القمة الثلاثية الأمريكية الكندية المكسيكية في مونتبيلو بكندا مساندة مباشرة لرئيس الوزراء العراقي نوري المالكي. كما أقر الرئيس الأمريكي بأن تحقيق المصالحة في العراق يواجه صعوبات وصفها باختبار صعب للديمقراطية في الشرق الأوسط. وألمح بوش إلى احتمال تغيير الشعب العراقي لحكومة المالكي قائلا إنه إذا لم تستجب حكومة المالكي لمطالب العراقيين فإنهم سيستبدلون الحكومة مشيرا إلى أن اتخاذ هذا القرار يعود للعراقيين وليس للساسة الأمريكيين. وشدد بوش بوضوح على ضرورة أن تتحرك الحكومة العراقية وتبذل مزيدا من الجهود. وأعطى بوش المزيدَ من الإشارات على إمكانية تخليه عن المالكي حيث أكد أنه يشعر في بعض الأحيان بالإحباط من أداء حكومة المالكي بسبب الانقسامات التي تسود الساحة السياسية العراقية إلى جانب استمرار التفجيرات والأعمال المسلَّحة في كل أنحاء البلاد داعيًا الحكومة إلى التعاون مع البرلمان لإنهاء ذلك الوضع الذي لم يُشِرْ بوش إلى مسئولية الاحتلال الأمريكي عن وجوده!! هذا وسيلقي بوش في وقت لاحق اليوم كلمة أمام جماعة لقدامى المحاربين في كانساس سيتي يشير فيها إلى مزاعمه حول ما تحقق من تقدم في العراق. وأشارت مقتطفات من كلمة بوش نشرها البيت الأبيض إلى أن الجنود يتساءلون: هل سيسحب الكونجرس البساط من تحت أقدامهم في الوقت الذي يكتسبون فيه زخما ويحققون تقدما على الأرض في العراق؟- بحسب كلمة بوش وفي هذا السياق يعتزم بوش القول : ردي على ذلك واضح سنساند قواتنا سنساند قادتنا وسنمنحهم كل ما يحتاجون إليه لتحقيق النجاح. وجاءت تصريحات بوش بعد أن وصف سفير الاحتلال الأمريكي في بغداد ريان كروكر التقدم السياسي في العراق بأنه مخيب جدا للآمال وحذر من أن الدعم الأمريكي لحكومة المالكي ليس مفتوحا. وشدد كروكر على أن الأمر لا يتعلق فقط بالمالكي بل بالحكومة بأكملها التي عليها أن تكون فاعلة مضيفا أن واشنطن تتوقع جهودا جادة لتحقيق المصالحة الوطنية. كما يأتي هذا التصريح بعد يوم من مطالبة رئيس لجنة شؤون القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الأمريكي كارل ليفين الذي عاد لتوه من زيارة للعراق بعزل حكومة المالكي مشيرا إلى أنها لم تتمكن من التوصل لحلول وسط لمشاكل سياسية رئيسية. وأكد ليفين والعضو الجمهوري بمجلس الشيوخ جون وارنر في بيان مشترك أنه إذا فشلت مباحثات المالكي مع القوى السياسية للخروج بنتائج في غضون أسابيع فعلى البرلمان العراقي أن يصوت على إقصاء حكومة المالكي ويكون على درجة من الحكمة لتعيين رئيس وزراء وحكومة يتسمان بطابع أقل طائفية وأكثر ميلا إلى الوحدة. وتسبق هذه التصريحات التقرير المزمع أن يقدمه كروكر وقائد القوات الأمريكية ديفد بتراوس إلى الكونجرس لتقييم الوضع بالعراق في 15 سبتمبر القادم. من جانبه لم يعلِّق المالكي خلال زيارته الحالية إلى سوريا على تلك التصريحات واكتفى بالقول بأنه لا يحمل للسوريين رسالةً من أحد إلا من العراقيين ردًّا على تصريحات المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جوردون جوندرو الذي أعرب في السابق عن اعتقاده بأن المالكي سيحمل "رسالةً قويةً للسوريين". وقد التقى المالكي أمس مع الرئيس السوري بشار الأسد وقال المالكي- في مؤتمر صحفي بدمشق- إن الحوار يجري بين العراق وسوريا لإيجاد آلية لضبط الحدود ومنع التسلل عبرها مؤكدًا أن الملف الأمني في العراق هو المفتاح الذهبي لكل التطورات. وأعرب المالكي عن استعداده لاستقبال الجالية العراقية في سوريا والمهجَّرين العراقيين دون النظر إلى مسألة احتوائها معارضين أم لا حيث قال : وقد يكون من ضمنهم- أو لا يكون- معارضة مؤكدًا استعداد العراق للتعاون مع الإخوة في سوريا لمعالجة موضوع المهجرين فيما أكد الأسد ضرورة تحقيق التقدم في مسألة المصالحة السياسية في العراق. ويحاول المالكي في سوريا العمل على حلِّ الملف الأمني في البلاد والذي يمثِّل أكبر تهديد لحكومته. في هذه الأثناء كشف استطلاع أُعلنت نتائجه في الولاياتالمتحدة اليوم أن حوالي نصف الأمريكيين يعتقدون أن قرار العدوان على العراق كان قرارًا خاطئًا وأن 60% من الأمريكيين يعتبرون أن خسائر القوات في العراق غير مقبولة وهو ما يمثِّل تحوُّلاً كبيرًا عن آراء الأمريكيين إبان العدوان في ربيع العام 2003م. وتُظهر نتائج الاستطلاع- الذي أجرته مؤسسة (هاريس إنترأكتيف) المتخصصة في استطلاعات الرأي العام- تحولاً كبير في آراء الأمريكيين مع تصاعد الاهتمام والاستياء العام من مسار الحرب في العراق. وبحسب الاستطلاع فقد قال 35% فقط من المشاركين في الاستطلاع إن التحرك العسكري كان هو الإجراء الصحيح فيما قال 46% إنَّهم يعتقدون أنَّه كان تحركًا خاطئًا. وبمقارنة هذه النتائج بنتائج استطلاعات العام 2003م يتضح مدى التحوُّل في آراء الأمريكيين تجاه مجرى الحرب حيث قال 55% من الأمريكيين في سبتمبر 2003م إن القيام بتحرك عسكري ضد العراق كان شيئًا صحيحًا بينما قال 32% فقط في ذلك الوقت إنَه كان خطأً وقال 20% فقط من الأمريكيين إنهم يعتقدون أن أوضاع القوات الأمريكية في العراق تسير نحو الأفضل بينما قال 42% إن أوضاعها تسوء في حين قال 30% إنَّه لا يوجد تغير حقيقي. وكان 18% من الأمريكيين قد قالوا في مايو الماضي إنَّ الأوضاع تتحسَّن أمام القوات الأمريكية، فيما قال 46% إنَّهم يعتقدون أنَّها تسوء. وبالنسبة لقضية الخسائر بين القوات الأمريكية في العراق قال 60% إنَّهم يعتقدون أنَّ مستوى الخسائر غير مقبول، بينما قال 33% إنَّه أمر مؤسف لكن مقبول. وتشير هذه النتائج أيضًا إلى تغيُّر نظرة الأمريكيين تجاه هذه القضية؛ ففي الشهور الأولى لاحتلال العراق كان الأمريكيون منقسمين بشأن قضية خسائر القوات حيث قال 51% من الأمريكيين في يوليو الماضي إنَّ مستوى الخسائر أمرٌ مؤسفٌ لكنه مقبول فيما قال 43% إنَّه غير مقبول. وفيما يتعلق بالإبقاء على القوات في العراق أشارت النتائج إلى تحوُّل كبير في آراء الأمريكيين عن عام 2003م حيث قال 45% من الأمريكيين في مايو من ذلك العام إنَّهم يعتقدون أنَّ القوات الأمريكية ينبغي أنْ تظلَّ في العراق سواءٌ أراد أغلبية العراقيين بقاءها أم لا بينما قال 31% فقط من الأمريكيين في ذلك الوقت إنَّ القوات الأمريكية ينبغي أنْ تظل في العراق فقط إذا ما أراد أغلبية الشعب العراقي بقاءها، في حين دعا 12% فقط في ذلك الوقت إلى مغادرة القوات بشكلٍ فوريٍّ. أما الآن وبعد أربع سنوات من الاحتلال فقد قال 42% من الأمريكيين- بحسب الاستطلاع- إنَّ القوات الأمريكية ينبغي أنْ تغادر العراق الآن فيما قال 23% فقط إنَّها ينبغي أنْ تبقى سواءٌ أراد أغلبية العراقيين بقاءها أم لا، في حين أيد بقاءها 21%، بشرط أن تكون هذه رغبة أغلبية العراقيين. وفي سياق الملف الأمني أعلنت الشرطة العراقية مقتل العقيد عثمان جيجان- مدير عمليات قيادة شرطة محافظة صلاح الدين شمال بغداد- بنيران مسلَّحين مجهولين مساء أمس الثلاثاء. وقال مصدر في قيادة شرطة المحافظة إن مسلَّحين مجهولين أطلقوا النار من سيارة على العقيد عثمان جيجان أمام منزله في حي القادسية بمدينة تكريت وأردَوه قتيلاً على الفور. وفي مناطق متفرقة من العراق قتل نحو عشرين شخصا منهم سبعة من أفراد أسرة واحدة سقطوا بقذيفة في بلدة قرب اللطيفية (40 كم جنوب بغداد) ومن بين القتلى ثلاث نساء وطفلة رضيعة. وفي تطورآخر خطف مسلحون وكيل وزارة العلوم والتكنولوجيا سمير العطار في منطقة عرصات الهندية جنوبي بغداد والعطار عضو في القائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الأسبق إياد علاوي. وفي السياق أطلق جيش الاحتلال الأمريكي سراح 103 معتقلين عراقيين وعرب كان يحتجزهم في السجون التابعة له . وتضم السجون التي يديرها جيش الاحتلال في العراق أكثر من 18 ألف معتقل كثيرون منهم ألقي القبض عليهم قبل أكثر من عامين دون توجيه تهم إليهم ويقبع معظمهم في سجني بوكا في الجنوب وكروبر في ضواحي بغداد. وفي قضية اغتيال محافظ المثنى محمد علي الحساني الذي دفن أمس قال العميد كاظم الجياشي قائد شرطة المحافظة إنه تم اعتقال أحد الأشخاص بزعم أنه من منفذي عملية اغتيال المحافظ في بلدة الرميثة (30 كم شمال السماوة). وأوضح أن المتهم هو الشخص الذي قام بتفجير العبوة الناسفة من خلال جهاز تحكم عن بعد فيما لا يزال البحث جاريا عن شخصين قاما بزرع العبوة، بحسب سلطات المحافظة. ورفض الجياشي إعطاء مزيد من التفاصيل عن اسم المعتقل وانتمائه السياسي خوفا على مجرى التحقيق. من جهته نفى بيان صادر عن مكتب الشهيد الصدر في النجف أي مسؤولية للتيار الصدري عن الهجوم. واعتبره جزءا من مؤامرة يحيكها الاحتلال وتهدف إلى خلق جو من الفتنة وشق الصف الشيعي. ودعا البيان إلى تشكيل لجنة من السياسيين والقوى الشعبية بإشراف ديني في جميع محافظات العراق ال18 لمنع تكرار مثل هذه الحوادث.